الثلاثاء 13/مايو/2025

تفنيد صهيوني لانتقاد للقبة الحديدية ويزعم نجاحها في صد صواريخ حماس

تفنيد صهيوني لانتقاد للقبة الحديدية ويزعم نجاحها في صد صواريخ حماس

رفض رئيس وحدة التسلح الإقليمي في معهد أبحاث الأمن القومي التابع لجامعة “تل أبيب” “يفتاح شابير”، ما أُثير من شكوك حول عدد الصواريخ التي أسقطتها منظومة “القبة الحديدية” خلال حملة “عامود السحاب” الأخيرة على قطاع غزة، بأنها لم تنجح في اعتراض إلا 5% من عموم الصواريخ التي أطلقت نحو “إسرائيل”، لأنها لا تفلح في ضرب الرأس المتفجر لصاروخ العدو، و”شطبه من السماء”.

وأضاف: الوصول لهذا الاستنتاج يأتي أساساً من تحليل مقاطع فيديو للاعتراضات التي صورت أثناء الحملة، فقد بدت معظم التفجيرات كروية، كتلك التي تدل على تفجير الرأس المعترض، ولكن ليس على تفجير ثانٍ لرأس الصاروخ، الذي لو حصل، لكان ينبغي ان يُرى فيه انفجاران، أو على الأقل شعلة انفجار ليست متماثلة، كما أن تشخيص انفجار “القبة الحديدية” بعد وقت قصير من إجرائها مناورة حادة، ولأن هذا مسار مخطط مسبقاً، وليس مطاردة لهدف!

واستند “شابير” إلى تقارير ضريبة الأملاك التي استلمت 3200 دعوى إضرار ألحقتها الصواريخ، وتقرير اللواء الجنوبي في الشرطة الذي يبلغ عن 109 عمليات سقوط في مناطق مبنية، وهو عدد مضاعف لما بلّغ عنه الجيش الذي أكد 58 سقوطاً فقط في مناطق مبنية!

وأشار إلى أن النقطة الأساس في أن “القبة الحديدية” لا تنجح في جعل الرأس المتفجر في الصاروخ ينفجر، تعود لحرب الخليج الأولى، حين وجهت ضد صواريخ “الباتريوت”، فهذه الصواريخ بالفعل لم تنجح في ضرب رأس صاروخ “سكاد”، لأن الأول خطط له لاعتراض وإسقاط الطائرات، وليس الصواريخ.

ويبدو أن هذا الانتقاد ضد “القبة الحديدية” ينسخ ادعاءات وجهت ضد منظومات الدفاع الصاروخية الأميركية “باتريوت”، وتلصقها بالقبة في ظل تجاهل الفوارق الواضحة بين المنظومتين الدفاعيتين.

ومع ذلك، فإن صاروخ “غراد” ليس “سكاد”، فما بالك أنه ليس صاروخاً باليستياً عابراً للقارات، رأسه المتفجر ليس رأس صاروخ بوزن طن، ومع أنه يمكن تخيل ماذا يحصل لأنبوب بطول عدة أمتار مع رأس بوزن نحو 20 كغم، حين ينفجر بجانبه “تامير” الخاص بالقبة الحديدية.

وزعم الخبير العسكري أن جهاز الأمن الصهيوني لم ينشر الحقائق كما هي، وربما له مبرراته في عدم كشفها أمام العدو، وقال “شابير”: استند المنتقدون لنتائج تحليل عشرات مقاطع الفيديو التي التقطها مواطنون بأجهزتهم الخلوية، ونشروها على اليوتيوب، زاعماً أنه لا يمكن معرفة أين التقطت، وإلى أي اتجاه وجهت الكاميرا، ويحتمل أن تكون عشرات المقاطع التي نشرت في الشبكة تعرض اعتراضا وحيدا، لكن صورها أناس مختلفون من اتجاهات مختلفة، لذلك من الصعب جداً تنفيذ تحليلات دقيقة على هذه المقاطع المصورة.

وبشكل عام من الصعب فهم مقاييس طيران الصاروخ من الصور، لأن المنتقدين بحثوا في أفلام الفيديو عن تفجيرات مزدوجة ولم يجدوها، ولا غرابة في ذلك، لان هذه التفجيرات قريبة جدا، حتى على مسافة بعيدة، وكذا من حيث الزمن، ولا أمل بأن تتمكن كاميرا جهاز خلوي أن تميز بين تفجير مزدوج وتفجير وحيد!

إضافة لذلك، ليست كل عمليات سقوط الصواريخ في المناطق المبنية في “إسرائيل” فشلا للقبة الحديدية، لأن المدن فيها ليست كلها محمية من البداية بالقبة الحديدية، وبالتالي فسقوط صاروخ على هدف غير محمي، مهما كان أليماً، لا يعتبر فشلاً للقبة الحديدية.

أما بالنسبة لتقارير الشرطة، فإنها تبلغ عن توجهات الصهاينة الذين يبلغون حتى عن سقوط شظايا، أجزاء من الصواريخ، وبقاياها، ولا توجد معرفة واضحة كم من الـ109 إصابات صادرة عن صاروخ حقيقي، ما يعني أن هذا العدد من البلاغات من أصل 1500 إطلاق للصواريخ يعد انجازاً لا بأس به بحد ذاته.

وتساءل “شابير”: كم دعوى يخلق الصاروخ الواحد؟ بالتأكيد ليست دعوى واحدة فقط، فصاروخ سقط في منطقة مسكونة قد يهز أساسات، ويلحق أضرارا بمبان مجاورة، وفي كل مبنى كهذا قد توجد عدة شقق تضررت حتى من كسرت نافذته على مسافة 50 مترا من مكان الإصابة قد يتقدم بدعوى، فكم من الـ3200 دعوى خفيفة الوزن؟

وختم بالقول: من المشكوك فيه أن يكون منتقدو المنظومة يعرفون ذلك، لأنه استنادا لتحليل مشكوك فيه يسارع المنتقدون لصب النار والبارود على منظومة “القبة الحديدية”، وعلى عموم دروس حملة “عامود السحاب” ضد حماس في غزة، ما يعني أن طرح انتقادات على جهاز الأمن، ومنظومات سلاحه، أو إستراتيجيته، عمل مشروع ومرغوب فيه، لكن عليه أن يستند لمعطيات مدروسة، زاعماً أن ما ذهب إليه المنتقدون يعتمد على ادعاءات ليست مسنودة وغير معقولة، بل غير منطقية!

معهد أبحاث الأمن القومي الصهيوني، 1/4/2013

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات