الأربعاء 14/مايو/2025

قراءة تقييمية في نتائج انتخابات الكنيست الصهيوني

قراءة تقييمية في نتائج انتخابات الكنيست الصهيوني

في تقريره الاستراتيجي حول “المشهد الاسرائيلي” في العام 2012، خلص المركز الفلسطيني للدراسات الاسرائيلية “مدار” إلى ان نتائج الانتخابات الاسرائيلية شكلت نجاحا استراتيجيا للمستوطنين، ونقلتهم من محل خلاف داخلي ونقد دولي الى جزء من الاجماع الوطني، لدرجة رأى التقرير في نتائج الانتخابات “انضمام اسرائيل للمستوطنات وليس ضم المستوطنات الى اسرائيل”.

وقال التقرير: تشكل نتائج الانتخابات الاخيرة، التي جرت في 27 كانون الثاني 2013، وما اعقبها من تشكل ائتلاف حكومي يضم “البيت اليهودي”، و”يوجد مستقبل”، و”الحركة”، الى جانب اقصاء المتدينين “الحريديم”، مؤشرا مهما على التطورات الاجتماعية التي تحدث في الطبقات العميقة للمجتمع الاسرائيلي.

وقال التقرير: اظهرت نتائج الانتخابات نجاح المستوطنين في اعادة ترسيم حدود الشرعية الصهيونية ـ الاسرائيلية، بحيث تضم المستوطنين في (مستوطنة) ارئيل كما تضم ابناء الطبقات الوسطى في تل ابيب”.

كما خلص التقرير الى ان الانتخابات الاسرائيلية “اعادت بناء الهيمنة الاشكنازية على اسس عابرة للايديولوجيات، اذ يعكس تحالف بينيت – لبيد (زعيما حزبي البيت اليهودي اليميني المتطرف ويوجد مستقبل من تيار الوسط)، الذي تشكل بعد الانتخابات وخاض مفاوضات تشكيل الحكومة بتنسيق كامل، سعي نخبة الطبقة الوسطى الاشكنازية الى استعادة زمام السيطرة على الحيز السياسي.

يأتي ذلك بغض النظر عن الفروقات والانتماءات الفكرية والايديولوجية، علمانية كانت ام قومية ام دينية او يمينية او وسطية او يسارية، والتي لا يربطها سوى بياض البشرة وانتمائها للطبقة البرجوازية الاشكنازية من جهة، ومعاداتها للمركبات غير الصهيونية، التي تضم الحريديم والعرب، من جهة اخرى.

وعلى صعيد العلاقات مع الفلسطينيين، خلص التقرير إلى ان اسرائيل باتت تتصرف وكان اعلان المبادئ مع منظمة التحرير “اتفاق اوسلو”، الذي دشن في العام 1993 عملية السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين، لم يعد موجودا، وتحولت بشكل واضح اكثر من اي وقت مضى، الى حل يقوم على فرض الأمر الواقع.

وهو حل يضمن تجسيد موقفها من قضايا الحل النهائي الخمس: لا لتقسيم القدس، ولا لعودة اللاجئين، ولا لدولة فلسطينية متصلة بحدود 1967، ولا لازالة المستوطنات، ولا تنازل عن السيطرة على الموارد المائية.

باختصار، فان الحل الذي تعمل اسرائيل على فرضه هو اقرب ما يكون من ابقاء الوضع القائم كما هو: ادارة محلية (فلسطينية) لاكبر عدد من التجمعات السكانية الفلسطينية، مع ابقاء اكبر مساحة ممكنة من الارض بيدها، مدعومة بانغماس الولايات المتحدة بازماتها الداخلية (الاقتصادية)، وانشغال العرب بـ”بربيعهم”، وقصور الموقف الاوروبي واكتفائه، حتى الآن، بضغط “ناعم” اساسه الحرص على مصالح اسرائيل على المدى البعيد.

موقع ويللا الإخباري، 26/3/2013

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

المقاومة تقصف عسقلان وأسدود وغلاف غزة

المقاومة تقصف عسقلان وأسدود وغلاف غزة

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام تبنت " سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، مساء اليوم، قصف اسدود وعسقلان ومستوطنات غلاف غزة برشقات...