العملاق التركي

ويمكن القول إن هناك أسباباً كثيرة ومتعددة، هي التي أرغمت “نتنياهو” على الاعتذار العلني لتركيا، بعدما حاول المستحيل تجنب ذلك، وأعتقد أن السبب الرئيس وراء ذلك هو صلابة القيادة التركية في وجه (إسرائيل) طوال السنوات الثلاث الماضية، هي عمر الأزمة بين البلدين، الأمر الذي أجبر ” نتنياهو”، وعلى مسمع من الرئيس الأمريكي “أوباما” الذي جلس إلى جواره لرفع سماعة الهاتف والاعتذار علانية لرئيس الوزراء التركي”أردوغان”، بالإضافة إلى حالة العزلة السياسة التي تعيشها (إسرائيل) في السنوات الأخيرة، وتحديداً بعد الجرائم الإنسانية التي ارتكبتها بحق الشعب الفلسطيني، والتي تمثلت في الحصار الظالم على غزة منذ عام 2007م، والعدوان الأول على غزة في عام 2008م، والعدوان الثاني على غزة أيضاً في عام 2011م، والتي تسببت في مقتل ما يقارب من ألفي فلسطيني أمام مرأى ومسمع من العالم أجمع، ولقد كشفت هذه الجرائم الوجه القبيح لـ ( إسرائيل) أمام العالم أجمع، وتحديداً أمام الحليف الأمريكي والأوروبي معًا.
وبالتأكيد فإن الأزمة السورية والتي دخلت عامها الثالث، قد كانت حاضرة بقوة في الاعتذار ( الإسرائيلي) لتركيا، ووجه الحضور هو اقتراب موعد سقوط نظام بشار الأسد، الأمر الذي يعني بروز تهديد جديد وخطير لـ(إسرائيل) على الحدود الشمالية، يضاف إلي التهديدات الكثيرة التي بدأت تطوق وتحيط بـها في السنوات القليلة الماضية على الحدود الجنوبية، والتي بدأت بفوز حركة “حماس” في الانتخابات التشريعية في عام 2006م، وسيطرتها على غزة في عام 2007م، وبناء قوة عسكرية مقاومة تجلت بشكل واضح في معركة “حجارة السجيل”، حينما أمطرت العمق (الإسرائيلي)، بمئات الصواريخ التي وصلت الكثير من المدن الإسرائيلية، وتحديدًا مدينة تل أبيب، وذلك للمرة الأولى في تاريخ الصراع العربي- الإسرائيلي، ومروراً بسقوط نظام مبارك الحليف الرئيس لها في المنطقة، ووصول الإخوان للحكم في مصر، الأمر الذي استدعى منها تقديم التنازل لتركيا للخروج من حالة العزلة التي بدأت تطوقها بل تخنقها يوماً بعد يوم.
إن الشيء الذي يجب على الكل الفلسطيني والعربي استخلاصه من الاعتذار (الإسرائيلي) لتركيا، هو أن زمن “العربدة” (الإسرائيلية) قد انتهى إلى غير رجعة، وأن الزمن الذي تقتل فيه (إسرائيل) الفلسطيني والعربي، وتغسل يديها دونما دفع الثمن، قد ولى إلى غير رجعة، فـالقوة وحدها الكفيلة بلجم (إسرائيل) عن الاستقواء على الفلسطيني والعربي، ولعل العدوان ( الإسرائيلي) الأخير على غزة في عام 2012م، والذي بدأ بعملية اغتيال الشهيد أحمد الجعبري وانتهى بعد ثمانية أيام فقط، بتوقيع (إسرائيل) على اتفاق التهدئة في القاهرة، بعد القبول بكل شروط حركة ” حماس” بدون قيد أو شرط، يكفي للتأكيد بأن هزيمة (إسرائيل) ممكنة، بل يمكن القول بكل ثقة إن دولة (إسرائيل) ماضية في طريقها إلى الزوال.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

45 شهيدًا بمجازر إسرائيلية دامية في مخيم جباليا
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد 45 مواطنًا على الأقل وأصيب وفقد العشرات - فجر اليوم- في مجازر دامية ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي بعدما...

صاروخ يمني فرط صوتي يستهدف مطار بن غوريون ويوقفه عن العمل
صنعاء – المركز الفلسطيني للإعلام قال المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية، العميد يحيى سريع، إن القوات الصاروخية استهدفت مطار "بن غوريون" في منطقة...

المقاومة تقصف عسقلان وأسدود وغلاف غزة
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام تبنت " سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، مساء اليوم، قصف اسدود وعسقلان ومستوطنات غلاف غزة برشقات...

لازاريني: استخدام إسرائيل سلاح التجويع جريمة حرب موصوفة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام قال المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، فيليب لازاريني، إن استخدام "إسرائيل"...

24 شهيدًا وعشرات الجرحى والمفقودين بقصف محيط المستشفى الأوروبي بخانيونس
غزة- المركز الفلسطيني للإعلام اسشتهد 24 فلسطينياً وأصيب عدد كبير بجراح مختلفة فيما فُقد عدد من المواطنين تحت الركام، إثر استهداف إسرائيلي بأحزمة...

المبادر المتخابر في قبضة أمن المقاومة والحارس تكشف تفاصيل
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام كشفت مصادر أمنية اعترافات عميل تخابر مع الاحتلال الإسرائيلي تحت غطاء "مبادر مجتمعي"، لجمع معلومات حول المقاومة...

حماس: قرار الاحتلال بشأن أراضي الضفة خطوة خطيرة ضمن مشروع التهجير
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام اعتبرت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إنّ قرار الاحتلال الإسرائيلي إعادة تفعيل ما يُسمّى “عملية تسجيل ملكية الأراضي...