الأحد 11/مايو/2025

زعم صهيوني بعودة الخيار الأردني للضفة الغربية مع فشل السلطة الفلسطينية

زعم صهيوني بعودة الخيار الأردني للضفة الغربية مع فشل السلطة الفلسطينية

زعم الخبير الصهيوني في الشؤون العربية، “داني روبنشتاين” أنّ الضفة الغربية تشهد هذه الأيام تزايداً لدعوات سياسية لعودة “الخيار الأردني”، بعد أن بات معسكر منظمة التحرير وحركة “فتح” قديماً، مفككاً، مهزوماً، والشارع الفلسطيني لا يحبهم، ويفضل عليهم “الراديكاليين” من حماس، لأنهم فشلوا في أدائهم السياسي.

وأضاف: على هذه الخلفية يوجد في الآونة الأخيرة ميل متجدد لعلاقات الفلسطينيين من الضفة مع الحكم في عمّان، صحيح أن الـملك “عبد الله” يعلن بأنه لا يمتلك نوايا سياسية غربي النهر. إلا أنّ رئيس حكومته الأسبق عبد السلام الـمجالي، طرح عدة مرات أفكار الكونفدرالية أو الفدرالية بين الضفتين، ففي شرقي القدس أكمل الأردن سيطرته على الـمؤسسات الإسلامية في الحرم، وهناك 250 ألف مقدسي يمكنهم أن يتلقوا جوازات سفر أردنية، بطاقات سفر، لـ5 سنوات.

وأوضح “روبنشتاين” الذي يمتلك علاقات متينة في السلطة الفلسطينية، أنه كلما اشتد الحصار الصهيوني على الضفة الغربية، وكلـما قطعت “إسرائيل” نفسها عنها بواسطة الجدران، الأسوار، الحواجز والـمعابر، تنفتح الحدود بين الضفة وشرقي الأردن. وإذا لـم يكن بوسع أحد سكان نابلس السفر خارج البلاد عبر مطار “بن غوريون”، أو التجارة عبر ميناءي حيفا واسدود، فلا مفر له غير عمل ذلك عبر عمان والعقبة.

* العدو التقليدي

وأضاف: اليوم، العلاقات بين نشطاء “فتح” و”م.ت.ف” في الضفة مع الحكم الأردني أهدأ بكثير مما كانت في الـماضي، بعد أن كانوا قبل بضع سنوات أعداء لدودين للأسرة الهاشمية، هم اليوم ضيوف وأصدقاء للحكم التقليدي في عمّان، وللوهلة الأولى، يمكن للأردن ان يقول للفلسطينيين اليوم: أنتم غير قادرين على التوصل لتسوية مع “إسرائيل”، اسمحوا لنا عمل ذلك نيابة عنكم”. 

وختم بالقول: الملك عبد الله لا يريد ذلك، بعد أن اكتوى الأردن في الـماضي بالنار الفلسطينية، ومع ذلك، يحتمل ان يكون فيه من ينتظر اللحظة التي يتبين فيها فشل الحركة الوطنية الفلسطينية، م.ت.ف وفتح، فيما حماس لا تنجح في إنقاذها، وهؤلاء يأملون في أن يرفع الفلسطينيون في النهاية من عبارة: رجاء، ضمونا!

في ذات السياق، تحدثت أوساط سياسية صهيونية أنه في ذروة انسداد أفق التسوية مع الفلسطينيين في ظل الحكومة الحالية، والتقدير السائد بألا يحدث اختراق جدي مع الحكومة القادمة، يتداول الجانبان أفكاراً “من خارج الصندوق” لإيجاد حلول مؤقتة للوضع القائم في الضفة الغربية، ولئن كانت بعض هذه الأفكار تعتبر بنظر الكثير من صناع القرار في المنطقة من أرشيف الماضي، لكن الوقائع المستجدة يومياً تجعلهم يلجأون لمحاولة استعادتها من كتب التاريخ، ومحاولة تهيئتها لتكون سياسة واقعة، في ظل تهاوي السلطة الفلسطينية، وفقدانها لمزيد من الأدوار والمهام.

وأضافت: الحديث يدور بصورة واضحة عن فرضية العودة بالأراضي الفلسطينية لما قبل حرب العام 1967، حيث كان الأردن يشرف على شؤون الضفة الغربية، ورغم أن نتائج الحرب “أزاحته” إلى حدوده، وجاءت “إسرائيل” للقيام بهذا الدور، لكن مياهاً كثيرة جرت تحت الجسور خلال السنين الـ40 الماضية، وبات الجميع أمام مفترق طرق قد يؤدي لمسارات جديدة.

* خيار الكونفدرالية

وأوضحت الأوساط أن المحافل السياسية والأمنية والعسكرية في “إسرائيل” حفلت بالعديد من الأيام الدراسية والندوات العلمية والتوصيات الوزارية، تناقش جميعها فرضية منح الأردن دوراً إدارياً جديداً في الضفة الغربية، بعد أن قام الملك حسين أواخر العام 1986 بفك ارتباطه عنها تحت ضغوط الفلسطينيين، في ظل أنها تعتقد أن بالإمكان توسيع نفوذه عما كان عليه الوضع سابقاً، وصولاً لما تطالب به قوى يمينية بات لها نفوذ كبير بعد الانتخابات الأخيرة، من حيث التخلي عن “حل الدولتين لشعبين”، وتحويل الأردن “دولة قومية” للفلسطينيين، بزعم أن  دولة فلسطينية غرب نهر الأردن تشكل خطراً على وجود “إسرائيل”.

وأشارت لزيارة سرية قام بها رئيس الحكومة “بنيامين نتنياهو” إلى عمان، ولقائه بالملك عبد الله الثاني، وطرح مسألة الكونفدرالية مع الفلسطينيين، ورغم عدم تلقيه موافقة أو رفضاً، لكنه اعتبر ذلك موقفاً مطمئناً قد يشجعه على اتخاذ المزيد من المواقف ضد السلطة. 

وطالما أن الوضع الإداري والسياسي للسلطة الفلسطينية في الضفة الغربية يأخذ منحى تهميشياً بصورة تدريجية، فإن الصهاينة يتعاملون مع فرضية إلقاء الضفة في حضن الأردن، على أنها باتت قابلة للتحقق أكثر من أي وقت مضى، طارحين في سبيل ذلك مصطلحات جديدة على غرار “الدولة الأردنية الهاشمية الفلسطينية الموحدة”، و”الجمهورية الاتحادية فلسطين-الأردن”.

بل إن عضو الكنيست “آرييه إلداد” أحد أبرز قادة اليمين جمع تواقيع 6 آلاف يهودي حول العالم يطالبون بإعلان الأردن دولة فلسطينية، وبلغ عدد أعضاء الكنيست الداعمين للفكرة 42 نائباً ووزيراً من أصل 120، من كافة كتل الائتلاف الحاكم، على اعتبار أن 75% من مواطني الأردن فلسطينيون، ويشكلون النخبة الأولى في المجالات الثقافية والاقتصادية والسياسية.

القناة العاشرة العبرية، 10/3/2013

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات