الأحد 07/يوليو/2024

تحليل: تكليف ليفني بالمفاوضات لتجميل وجه إسرائيل أمام العالم

تحليل: تكليف ليفني بالمفاوضات لتجميل وجه إسرائيل أمام العالم

يُثير قرار رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو تكليف وزيرة الخارجية السابقة تسيبي ليفني صلاحية إجراء المفاوضات مع الفلسطينيين، عدة تساؤلات حول مغزى ودلائل هذا التكليف، في ظل فشل المفاوضات لمدة تزيد عن 20 عاما.
 
ويرى محللون سياسيون أنّ تكليف ليفني بشأن المفاوضات، يأتي ليسد الأفق حول إمكانية إحداث اختراق في عملية التسوية، ومبدأ (حل الدولتين)، ومحاولة نتنياهو تجميل وجه حكومته القادمة أمام المجتمع الدولي.
 
ويقول المحلل السياسي إبراهيم المدهون إنّ “تعيين ليفني يأتي بمثابة ذر الرماد في عيون السلطة الفلسطينية ولوضع الكرة في ملعبها لإبراز نوايا طيبة نحو تحريك عملية المفاوضات لتقليل الضغط الإعلامي على الاحتلال، واستثمار ليفني كواجهة أمام الأوربيين والأمريكيين الذين يقدرونها”.
 
تحريك للجمود

 ولفت في تصريح لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” إلى أنّ الهدف الثاني من تكليف ليفني هو كسر جمود تشكيل الحكومة بعد تعقيدات مفرزات نتائج انتخابات الكنيست الأخيرة، “وبالفعل أحدثت تحريك للمياه الراكدة من جهة وزادتها تعقيدا من جهة أخرى، فلدى نتنياهو محاولة لتشكيل حكومة واحدة جامعة تأخذ مساحة عريضة من الكنيست، لتواجه الوضع الصهيوني المتأزم وفق ما يروج نتنياهو”.
 
ويرى المدهون أنّ الاحتلال يحرص على المفاوضات حاليًا للتغطية على مشاريع تهويد القدس وتوسيع المستوطنات في الضفة الغربية ولتجميل وجه “إسرائيل” القبيح، “فالاحتلال مستعد للتفاوض عشرات السنين وغير مستعد لتقديم خطوة عملية واحدة”.
 
وحول وجود علاقة بين تكليف ليفني بالمفاوضات وزيارة أوباما المرتقبة للمنطقة، قال: “هناك علاقة طفيفة سيستغلها نتنياهو ليحاول استرضاء الإدارة الأمريكية واثبات أن حكومته القادمة ستختلف عن السابقة، وأنه سيسعى لاستئناف عملية التفاوض”.
 
وأشار المحلل السياسي إلى أنّ ليفني مارست التضليل والخداع كثيرًا قبل الانتقال للسياسة، واتسمت بالمخادعة طوال توليها وزارة الخارجية في حكومة أولمرت، “وسيكون دورها نشر ضباب كثيف لحجب الرؤيا عن أعمال إسرائيل القذرة في حكومة نتنياهو لقتل الوقت وتضليل الرأي العام وتعقيد العملية وإطالة مدتها ليتسنى للاحتلال استنفاد الوقت”.
 
ولفت إلى أنّ المعضلة الحالية تتمثل في إداراك السلطة الفلسطينية لكل نوايا حكومة نتنياهو، “ومع ذلك ستذهب للتفاوض مع ليفني واللعب على هذا الأساس بدون تحصيل أي ضمانات حقيقية”.
 
زيارة أوباما

 من جانبه، قال الخبير في الشأن الصهيوني عبد الحكيم مفيد إنّ زيارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما المرتقبة للمنطقة ستصب في مصلحة الاحتلال أكثر من الجانب الفلسطيني لتناغم المصالح بينهما، مؤكداً أنه في حال تم الحديث عن إعادة تفعيل ملف المفاوضات مرة أخرى ستكون تسوية من طرف واحدة تسعي لتصفية القضية الفلسطينية وتثبت الموقف الصهيوني”.

 وتابع :” لعدم وقوع أوباما في حرج أمام الدول العربية، من المتوقع أن يطلب من “إسرائيل” إبداء مرونة في المفاوضات مع الفلسطينيين لن تصل إلى حد إنجاز عملية التسوية بشكل كامل، إنما لتفادي خسارة مصالحه في منطقة الشرق الأوسط”.
 
وكانت حركة “حماس” أكدت أن تعيين رئيسة حزب الحركة الصهيوني تسيبي ليفني مسؤولةً عن ملف المفاوضات مع الفلسطينيين يدلّ على “فشل خيار المفاوضات”، كما أشارت إلى أن تكليفها بملف المفاوضات يضع نهاية حتمية لمسيرة التسوية، وتأكيدًا على فشل خيار التفاوض وتقرير لمصيرها المحتوم.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات