عائلة الأسير سامر العيساوي .. معارك على كل الجبهات

على أكثر من جبهة، وعلى أكثر من صعيد تواجه عائلة الأسير المقدسي سامر العيساوي معارك الصمود في مواجهة القمع الصهيوني لها، وبينهما تاريخ حافل من المواجهة والمقاومة.
يدخل يوم غد الاثنين إضراب سامر العيساوي يومه العاشر بعد المائتين، وسط مخاوف وقلق كبير من أفراد العائلة خاصة من قبل والدته المسنة، وشقيقته المحامية شيرين التي ذاقت مرارة السجن والتعذيب فيه، كما هو الحال لأشقائها جميعا: شادي، وفراس، ومدحت، ورابعهم إلى ما شاء الله له سامر، كما قدمت العائلة شهيدًا خامسا قبل سنوات.
فجر هذا اليوم (الأحد 17-2)، واجهت العائلة وحيدة قوة عسكرية توغلت عند الساعة الثالثة فجرا في منزل العائلة مستعينة بكلاب بوليسية، لتعيث في المنزل خرابا وتفتيشا.
يقول المواطن طارق العيساوي والد الأسير سامر: “حضر بالعشرات أفراد من وحدات خاصة، ودون سابق إنذار اقتحموا البيت بوحشية متناهية، وجمعونا جميعا في غرفة واحدة، ليستبيحوا غرف المنزل غرفة غرفة، وأخرجوا زوجته وابنته منه، قبل أن يعتقلوا نجلي شادي في الثامنة والعشرين من عمره، ثم انتقلوا إلى منزلي نجلي فراس ومدحت وفتشوهما تفتيشا دقيقا، بعد ذلك اقتحموا منزلا مجاورا وعبثوا فيه أيضا، واعتقلوا الشاب محمود فايز محمود في الخامسة والثلاثين من العمر”.
لم يكتف الجنود الذين خيل لهم أنهم يخوضون معركة في جبهات القتال بما قاموا به في منزل عائلة الأسير من ترويع لأفراد العائلة، بل توجهوا إلى ساحة مسجد الأربعين وسط البلدة حيث تنتصب خيمة التضامن مع ابن القرية الأسير سامر وهدموها وصادروا محتوياتها وذلك للمرة السابعة والعشرين على التوالي.
حرب على جميع الجبهات تخوضها عائلة الأسير العيساوي، التي لم يتركها أهل بلدتها وحيدة تقاوم مخرز الاحتلال، ولم يتركها شعبها أيضا في الخارج والداخل إلا وتضامن معها بالاحتجاج والتظاهر والمسيرات، وبالاتصال الهاتفي، كما حدث نهاية الأسبوع المنصرم حين تلقت اتصالا من خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية “حماس” عبر فيه عن دعمه ومؤازرته للعائلة في مواجهة التغول “الإسرائيلي” ضدها، داعيا بالحرية لسامر وزملائه الأسرى الآخرون. وكان سبق ذلك أيضا اتصال مماثل من قبل إسماعيل هنية رئيس الحكومة الفلسطينية في قطاع غزة، الذي شد من أزر العائلة، وأشاد بتضحياتها.
الدعم والمؤازرة كانت أيضا من أبناء بلدته الذين خاضوا على مدى إضراب سامر عن الطعام مواجهات يومية، أذاقوا الاحتلال مرها، حتى قرر أن ينتقم من أهالي البلدة بحملة الشهر الماضي كانت الأوسع نطاقا، اعتقل خلالها نحو 170 من فتيان القرية وشبابها، وأصيب العشرات، فيما حررت المخالفات بالمئات، وحول كثيرون إلى المحاكم بتهم التهرب الضريبي، كما يقول محمد أبو الحمص أحد النشطاء الميدانيين في البلدة عضو لجنة المتابعة في العيسوية، والذي اعتقل الأسبوع المنصرم، وصدر قرار بإبعاده عن منزله في العيسوية إلى خارج البلدة لمدة أسبوع.
يضيف محمد لـ “المركز الفلسطيني للإعلام” “الحملة التي نتعرض لها في العيسوية لم يسبقها مثيل؛ فالحصار والاعتقالات اليومية، وجرح المواطنين وخنقهم بالغاز والرصاص المطاطي يجري على مدار اليوم، بينما يداهم الجنود بصورة دائمة خيمة التضامن مع الأسير سامر ويهدمونها”.
يخشى محمد، ومعه أيضا رائد أبو ريالة، وهو ناشط ميداني آخر من بلدة العيسوية، أن يكون ما تتعرض له بلدته من حصار وتنكيل مقدمة لعزل القرية عن القدس، من خلال إغلاق مدخلها الغربي الرئيس، وهي مطالبة كانت صدرت عن جهات يهودية عنصرية في التلة الفرنسية وكذلك البلدية والحكومة “الإسرائيلية” بإغلاق مدخل البلدة الرئيس وعدم السماح لمواطنيها بالمرور عبر تلك المستوطنة.
قريبا من منزل عائلة الأسير سامر العيساوي، كانت الجرافات “الإسرائيلية” اقتلعت أشجارا وجرفت أراضي، وهدمت أسوارا أسمنتية حيث تعتزم إقامة ما يسمى بـ”حديقة وطنية” على مساحات من أراضي البلدة وبلدة الطور المجاورة.
سبق ذلك أيضا في اليوم الأول من مطلع العام الجديد هدم منزل لشقيق سامر عند المدخل الشرقي للبلدة بحجة عدم الترخيص.
أما والدة سامر وشقيقته شيرين، فتعرضتا قبل نحو شهرين لاعتداء بالضرب من قبل حراس الأمن في المحكمة “الإسرائيلية” خلال النظر في قضية سامر، حيث تعرض هو الآخر للضرب، وفي اليوم التالي اعتقلت شيرين لنحو 48 ساعة، وصدر قرار بمنع مشاركتها في أي فعاليات تضامنية تقام في الصليب الأحمر، وبحبسها منزليا.
في بيت عائلة الأسير العيساوي هذه الأيام، لا ترى إلا أما صابرة بلغت من العمر عتيا، ورغم صبرها وصمودها إلا أن الدمع يغالبها من حين إلى آخر، حين تتضارب الأنباء عن صحة نجلها الأسير، وهي التي حلمت بأن تراه مستقرا في بيت الزوجية. أما شيرين، فتقود حملة إعلامية مناصرة لشقيقها عبر وسائل الإعلام المختلفة، بما في ذلك مواقع التواصل الاجتماعي، حيث خصصت صفحتها على الفيسبوك لقضية سامر ولزملائه وإخوته من الأسرى المضربين عن الطعام.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

منظمات أممية تعلن رفضها الخطة الإسرائيلية لتوزيع المساعدات بغزة
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام رفضت منظمات أممية وغير حكومية، المشاركة في الخطة التي يستعد الاحتلال الإسرائيلي لتنفيذها في قطاع غزة بخصوص توزيع...

الاتصالات تُحذر من انقطاع الخدمة جنوب ووسط قطاع غزة
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت شركة الاتصالات الفلسطينية، مساء اليوم السبت، أنها ستُنفذ أعمال صيانة اضطرارية على أحد المسارات الرئيسية في قطاع...

الدويري: عمليات القسام برفح تمثل فشلا إسرائيليا مزدوجا
الدوحة – المركز الفلسطيني للإعلام قال الخبير العسكري اللواء فايز الدويري إن عمليات كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)-...

شركات طيران دولية تلغي رحلاتها لتل أبيب عقب قصف مطار بن غوريون
الناصرة – المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت شركات طيران دولية، صباح اليوم الأحد، إلغاء رحلاتها إلى "تل أبيب"، عقب قصف مطار بن غوريون الدولي. وبحسب...

مؤسسة حقوقية: آلاف المعتقلين بسجون الاحتلال يواجهون عمليات قتل بطيئة
رام الله- المركز الفلسطيني للإعلام يواجه الأسرى في سجون الاحتلال تصاعدًا غير مسبوق في عمليات التعذيب والتجويع والإهمال الطبي، التي تمارسها الإدارة...

جماعة أنصار الله: واشنطن تجاهلت تحذيراتنا لأنها لا تأبه بحياة الصهاينة
صنعاء – المركز الفلسطيني للإعلام قالت جماعة أنصار الله اليمنية، الأحد، إن "الولايات المتحدة الأمريكية لا تأبه بحياة الإسرائيليين رغم توجيه تحذير لها...

مدير المستشفيات الميدانية بغزة: المجاعة قادمة
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام قال مدير المستشفيات الميدانية بوزارة الصحة بقطاع غزة، مروان الهمص، إن أغلب سكان قطاع غزة يعيشون تجويعاً ينفذه...