مخاوف صهيونية من تنامي قوة الإسلاميين في الوطن العربي ومواصلة حماس لتعاظمهما

أصدر معهد أبحاث الأمن القومي الصهيوني التقرير السنوي الاستراتيجي “لاسرائيل” للعام الجاري، جاء فيه أنّ التقدير الشامل للتطورات والمستجدات التي سُجلت العام الماضي في منطقة الشرق الأوسط، من وجهة النظر الاسرائيلية، يؤكد على وجود تقييم متشابك، ولكن مع ذلك فإن التقديرات بحصول حرب لم تتحقق، والأحداث التي عصفت وما زالت تعصف بالمنطقة تفتح الباب على مصراعيه لتحسين الوضع الاستراتيجي.
وبحسب التقرير، الذي نشره المركز على موقعه الالكتروني فإنّ التحدي الأكبر والأخطر الذي يُواجه الدولة العبرية يتمثل في تتويج ايران كراس الحربة في معاداة “اسرائيل” في المنطقة، ذلك أنّه بالتوازي مع تقدمها في برنامجها النووي، الذي سيمنحها التاثير الكبير على الاجندات في منطقة الخليج، والسيطرة على مصادر الطاقة، وحتى أيضاً التأثير على أنظمة الحكم، تُواصل طهران قيادة المعسكر المعادي جداً “لاسرائيل”.
وتابع التقرير قائلاً إنّه على الرغم من الحصار الإقتصادي المفروض على إيران من قبل الغرب، فإنّ هذه الدولة تؤكد مرة تلو الأخرى أنها قادرة على استيعاب هذه العقوبات وصد الضغوط الدولية التي تُمارس عليها لوقف برنامجها النووي، ولفت معدو التقرير إلى أنّ العجز في مواجهة إيران يُشكل تاكيداً على القيود في الأمكانيات التي تُميز المجتمع الدولي في محاولاته لوقف التصعيد في الشرق الاوسط، وتحديدًا يؤكد ذلك على تراجع قوة ونفوذ الولايات المتحدة الامريكية في المنطقة، والتأثير على مجريات الاحداث، علاوة على ذلك، اشار التقدير الاستراتيجي، إلى أنّ امتلاك ايران للسلاح النووي سيفتح المجال امام سباق تسلح بين الدول الاخرى، الامر الذي سيدفع بمنطقة الشرق الاوسط الى حالة من الزعزعة وعدم الاستقرار.
ويُطلق التقرير على “الربيع العربي” الذي بدا في الوطن العربي قبل السنتين لقب موجة الارتجاجات الاجتماعية والسياسية، والذي اكد على تدخل المواطن العادي في الدول العربية في تغيير الامور واسقاط الحكام المستبدين، ومن الناحية الأخرى فان هذه الموجة وضعت القوى الاسلامية المتشددة جدًا في الصدارة.
وهذا التطور، برأي مركز ابحاث الامن القومي، المرتبط بالمؤسستين الامنية والسياسية في تل ابيب، صعدت حالة التوتر بين الدولة العبرية وبين قوى في الاقليم، ان كان ذلك من الدول أو من الجماعات المسلحة، التي رات في اسرائيل جريرة للغرب، وانها تحتل الاراضي الفلسطينية، ومع ذلك فان هذه الأمور مجتمعة لم تخلق تحديات جديدة امام اسرائيل، انما ادت الى تاجيج التحديات العسكرية امامها وبالقرب منها جغرافيًا.
علاوة على ذلك، اشار التقدير الى ان التحدي “الاسرائيلي” الكبير هو محاولتها لصد محاولات نزع الشرعية عنها في الحلبة الدولية، مشددًا على أن نزع الشرعية عن “اسرائيل” اتخذ منحى خطيرًا جدًا وعلى صناع القرار في “تل ابيب” التشديد على معالجته بأسرع وقت ممكن قبل فوات الاوان.
بالمقابل، اضاف التقدير، تستمر حركة حماس في تسليح نفسها وبسط سيطرتها الكاملة على قطاع غزة، الامر الذي عزز مكانتها في القطاع ومنحها الفرصة والامكانية لفتح حرب مع اسرائيل، كما ان حماس باتت القوة الاولى في الشارع الفلسطيني من الناحية السياسية.
أما في ما يتعلق بالتحدي العسكري الذي تضعه حماس أمام الدولة العبرية، فقال مركز ابحاث الامن القومي، انه من غير المستبعد انْ تقوم حركة حماس بجر مصر الى مواجهة عسكرية مع اسرائيل، مشيرًا الى انه في حقيقة الامر النظام المصري الجديد ليس معنيًا بالمرة بالغاء اتفاق السلام (كامب ديفيد)، كما أن لنظام الرئيس “محمد مرسي” مصلحة في التقليل من قوة وتأثير حركة حماس، وهو في هذا الخط يلتقي مع “اسرائيل”، ولكن من شأن مواجهة عسكرية جديدة بين حماس و”اسرائيل” أنْ تؤدي الى تردي العلاقات بين تل ابيب والقاهرة الباردة اكثر مما هي عليه اليوم.
وبالنسبة لـ”حزب الله”، قال التقدير الاستراتيجي، إنّ تعاظم قوة الحزب العسكرية في تواصل واستمرار بدون توقف، واذا اخذنا بعين الاعتبار هذا المعطى بالاضافة إلى الحرب الأهلية الدائرة في سورية منذ حوالي السنتين، وسيطرة قوى اسلامية متشددة ومتطرفة على مناطق معينة في بلاد الشام، يُنذر بتشكل جبهة اسلامية جديدة معادية جدًا للدولة العبرية في الشمال، يكون “حزب الله” فيها احد اللاعبين الرئيسيين، وهذه الجبهة اوْ الحف الجديد تضع تل ابيب امام تحد سياسي وعسكري على حدٍ سواء، هذا بالاضافة الى ان العراق تحول الى معقل للقوى الاسلامية الراديكالية جدًا، علاوة على ذلك، لا يستبعد التقدير بتاتًا تحول النظام المركزي في المملكة الهاشمية الى نظام ضعيف جدًا بسبب الاحتجاجات الشعبية التي اخذة بالتوسع في هذه الفترة بالذات.
ولفت التقدير الى أنّ التهديد المباشر على اسرائيل ليس من اسلحة الدمار الشامل، ولكن من غير المستبعد بالمرة انْ تقوم تنظيمات اسلامية متشددة، بما في ذلك حزب الله، بامطار اسرائيل بصواريخ تملكها وبكثرة، وهذا الامر بات خطيرا جدا لان معالجة مشكلة الصواريخ من قبل الجيش الاسرائيلي سيؤدي الى تنازلات دبلوماسية من قبل تل ابيب، وذلك بسبب خشيتها من الرد على الصواريخ وقتل المدنيين، الامر الذي سيؤجج الضغوطات والادانات ضد الدولة العبرية.
كما أشار التقدير الى أنّ الجمود في ما يُسمى بالعملية السلمية يمنع من “اسرائيل” الانضمام إلى المحور الاقليمي مع تركيا والسعودية والاردن ومصر، هذا المحور الذي يُشكل محفزًا للاتحاد الاوروبي وامريكا لوقف برنامج ايران النووي، ولكن بالمقابل خلص التقرير الى القول أن أي محاولة من قبل الحكومة “الاسرائيلية” الجديدة لتخفيف الضغوطات الخارجية عليها لتحريك العملية السلمية مع الفلسطينيين، ستُواجه بمعارضة شعبية واسعة لدى الجمهور “الاسرائيلي”، وبالتالي فإنّ الحكومة مُلزمة بايجاد التوازن بين الضغوطات الخارجية والضغوطات الداخلية.
معهد أبحاث الأمن القومي، 8/2/2013
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

صاروخ يمني فرط صوتي يستهدف مطار بن غوريون ويوقفه عن العمل
صنعاء – المركز الفلسطيني للإعلام قال المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية، العميد يحيى سريع، إن القوات الصاروخية استهدفت مطار "بن غوريون" في منطقة...

المقاومة تقصف عسقلان وأسدود وغلاف غزة
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام تبنت " سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، مساء اليوم، قصف اسدود وعسقلان ومستوطنات غلاف غزة برشقات...

لازاريني: استخدام إسرائيل سلاح التجويع جريمة حرب موصوفة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام قال المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، فيليب لازاريني، إن استخدام "إسرائيل"...

24 شهيدًا وعشرات الجرحى والمفقودين بقصف محيط المستشفى الأوروبي بخانيونس
غزة- المركز الفلسطيني للإعلام اسشتهد 24 فلسطينياً وأصيب عدد كبير بجراح مختلفة فيما فُقد عدد من المواطنين تحت الركام، إثر استهداف إسرائيلي بأحزمة...

المبادر المتخابر في قبضة أمن المقاومة والحارس تكشف تفاصيل
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام كشفت مصادر أمنية اعترافات عميل تخابر مع الاحتلال الإسرائيلي تحت غطاء "مبادر مجتمعي"، لجمع معلومات حول المقاومة...

حماس: قرار الاحتلال بشأن أراضي الضفة خطوة خطيرة ضمن مشروع التهجير
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام اعتبرت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إنّ قرار الاحتلال الإسرائيلي إعادة تفعيل ما يُسمّى “عملية تسجيل ملكية الأراضي...

علماء فلسطين: محاولة ذبح قربان في الأقصى انتهاك خطير لقدسية المسجد
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام اعتبرت "هيئة علماء فلسطين"، محاولة مستوطنين إسرائيليين، أمس الاثنين، "ذبح قربان" في المسجد الأقصى بمدينة القدس...