أبو مرزوق: الملف الأمني في المصالحة مؤجل ومصر ستتولى بحثه لاحقًا

أكد الدكتور موسى أبو مرزوق، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية “حماس” أن هناك مجموعة من العوامل ساعدت على تهيئة الأجواء لإنجاح جولة المصالحة الحالية، أبرزها المسيرات في الضفة الغربية وقطاع غزة، التي نادت بإنهاء هذا الملف وإنهاء الانقسام، إضافة أن الجولة جاءت بعد حرب حجارة السجيل على غزة والانتصار الذي حققته المقاومة، وبعد قبول فلسطين كعضو مراقب في الأمم المتحدة.
وشدد ابو مرزوق، في حوار خاص مع “المركز الفلسطيني للإعلام” على أن الضغط الأمريكي والصهيوني لإفشال المصالحة لا يزال موجودا، لكن ليس بالحجم الذي كان سابقا في بداية الانقسام، معربًا عن اعتقاده أن هناك بلورة لسياسات جديدة من قبل الأمريكان والصهاينة نحو الشأن الفلسطيني خاصة بعد توقف المفاوضات واستمرار سياسة الاستيطان، وأن كل هذه التداعيات تصب في وحدة الموقف الفلسطيني
وأوضح أن الملف الأمني في المصالحة الفلسطينية لا يزال مؤجلًا حتى الآن لحساسية تفاصيله، مشيرًا إلى أن المسؤلين المصريين هم من سيتولون مناقشة هذا الملف بعد انجاز بقية ملفات المصالحة.
وأشار أبو مرزوق إلى أنه تم إنجاز ملف الحريات بشكل كبير خلال جولات الحوار، مشددًا على أن حركة “حماس” ترى أنه بالرغم من التقدم في هذا الاملف إلا أنه ليس كافيًا، ويجب إنهاؤه بشكل كامل وإتمام الحرية المطلقة لأبنائنا في الضفة الغربية”.
وشدد على أن العائق الوحيد لإتمام ملف المصالحة المجتمعية هوعدم توفر الأموال لدفع الديات والتعويضات لأنهاء الخصومات بين افراد الشعب، مشيرًا إلى أن الحركة طالبت بأموال الاعمار المودعة لدى الجامعة العربية لإتمام ملف المصالحة المجتمعية.
وحول عمليات خرق التهدئة من قبل الاحتلال الصهيوني؛ قال أبو مرزوق: إن حركة “حماس” تقدم كشفًا كل أسبوع إلى الجانب المصري بخروقات الاحتلال ليقوم الطرف المصري بمعالجتها.
وكشف القيادي في حركة “حماس” النقاب عن وجود أسيرة من فلسطيني 48 لا تزال في سجون الاحتلال رغم أن صفقة الأسرى كان من المقرر أن تشملها، مشيرًا إلى أن الجانب المصري يسعى للإفراج عنها وإنهاء معاناة الأسرى خاصة المضربين عن الطعام.
وفيما يلي نص الحوار الذي أجراه مراسلنا في القاهرة:.
– ما هي ضمانات نجاح الجولة الحالية للمصالحة الفلسطينية، بالرغم من فشل سابقتها منذ عام 2007 ؟
اعتقد أن المسألة لا تتعلق بضمانات، فلا يوجد أحد يعطي ضمانات حقيقية باشياء تخص الشعب الفلسطيني بأكمله، لكن نستطيع أن نؤكد أن هناك مجموعة من العوامل ساعدت على تهيئة الأجواء لإنجاحها، فالمسيرات في الضفة وقطاع غزة كلها كانت تنادي بإنهاء هذا الملف وإنهاء الانقسام، فكان الضغط الشعبي على كافة الاطراف كي تتجه نحو المصالحة، بالإضافة أن هذة الجولة جاءت بعد حرب حجارة السجيل على غزة والانتصار الذي حققته المقاومة، كما أن الجولة جاءت بعد قبول فلسطين كعضو مراقب في الأمم المتحدة، بالإضافة أن الشحنات السلبية لدى العديد تم تفريغها بشكل كامل، وكانت هذه عوامل إيجابية انعكست على جو اللقاء الاخير
– هل الحرب على غزة وانضمام فلسطين للأمم المتحدة والضغط الشعبي عوامل كافية لإنجاح المصالحة ؟
وبدون هذه العوامل كانت لابد أن تنجح المصالحة، لأنها مصلحة فلسطينية مطلقة، بالإضافة أن الضغوط الخارجية على أحد الاطراف الفلسطينية كانت احد العقبات الرئيسية أمام المصالحة.
– هل غابت تلك الضغوط الخارجية عن أحد أطراف المصالحة بما يؤهله إلى اتخاذ قراره المستقل؟
اعتقد أن الضغط الأمريكي والصهيوني لإفشال المصالحة لا يزال موجوداً، لكن ليس بالحجم الذي كان سابقا في بداية الانقسام، واعتقد أن هناك بلورة لسياسات جديدة نحو الشأن الفلسطيني خاصة بعد توقف المفاوضات واستمرار سياسة الاستطيان وكل هذه التداعيات تصب في وحدة الموقف الفلسطيني
– كيف سيتم حسم الملف الأمني في المصالحة، في ظل اختلاف العقيدة الأمنية بين الضفة وغزة ؟
لقد تم التوافق على كل ما جاء في الورقة المصرية، بإعادة صياغة الأجهزة الأمنية وإعادة ترتيبها على أساس وطني، وإن كنا توافقنا على الملف الأمني إلا أننا أرجأنا الحديث والتعامل معه لفترة لاحقة، واعتقد أننا سنتفق في النهاية.
– لكن في كل جولة يتم ارجاء الملف الأمني لحساسية التفاصيل، إلى متى؟
نعم، ولكن بعد توقيع اتفاق القاهرة الأخير لم تعد الورقة الأمنية مطروحة للحوار حتى الانتهاء من الترتيبات القادمة، لأن الذي سيتولى متابعة هذا الملف وتنفيذه هو الاخوة المسؤلين في مصر .
– ما مصير ملف التنسيق الأمني مع الاحتلال بعد المصالحة؟
نصت الورقة المصرية التي تم التوقيع عليها من كافة الفصائل الفلسطينية أن التنسيق مع الاحتلال مجَرم أمنيا، وبالتالي سنحترم تعهداتنا وما وقعنا عليه.
– ما هي اخر تطورات ملفي الحكومة والانتخابات خلال جول المصالحة الاخيرة ؟
من الصعب اجراء انتخابات في ظل وجود حكومتين، لأن هذا الأمر يعمق الخلاف ولا يحله، لذلك يجب إتمام الوحدة وإنشاء حكومة مؤقتة يكون أحد مهما إجراء انتخابات نزيهة بالإضافة غلى اتمام الإعمار في قطاع غزة وإنهاء الحصار
– ما هو الجديد الذي سيتم طرحه بشأن ملف منظمة التحرير خلال الاجتماع المزمع عقده 9 فبراير الجاري، وهل الرئيس مرسي سيحضر اللقاء؟
لا اعتقد أن الرئيس مرسي سيحضر هذا الاجتماع، بالإضافة أن الاجتماع سيناقش عدة ملفات مهمة أبرزها، اللجنة المركزية الخاصة بانتخابات الخارج، والآليات التي سيتم من خلالها إجراء انتخابات المجلس الوطني الفلسطيني، وذلك لإنجاز الانتخابات الرئاسية والتشريعية والمجلس الوطني في آن واحد.
– ما هو مصير ملف الحريات، خاصة في ظل استمرار الاعتقال السياسي ووجود معتقلين لدى السلطة ؟
هذا الملف تم التقدم فيه بشكل كبير، فتم بحمد الله الإفراج عن العديد من المعتقلين السياسيين، ففي الشهور السابقة جاوزت عمليات الاعتقال المئات، أم الأن فلا تتجاوز العشرات، وفي أخر إحصائية لم يتجاوز عدد المعتقلين الـ28 أو الثلاثين، لكن يجب إنهاء الملف بشكل كامل، وإتمام الحرية المطلقة لأبنائنا في الضفة الغربية.
– ما مفهوم المصالحة المجتمعية، وإلى أين وصلت؟
المصالحة المجتمعية مفهومها يقوم على توحيد الشعب، وإزالة آثار الخلاف الذي سببه الانقسام بين العائلات ودفع الديات والتعويضات في حالة وجود خصومة بين عائلتين، لأنه لا يمكن إتمام المصالحة إلا بتصالح الشعب، ولذلك نحتاج الكثير من الأموال لدفع الديات والتعويضات، وفي اخر اجتماع طالبنا بالأموال التي كانت مودعة من اجل الإعمار لدى الجامعة العربية لإتمام ملف المصالحة المجتمعية.
– كيف تتعاملون مع الخروقات المستمرة للتهدئة مع الاحتلال التي يرعاها الجانب المصري؟
ما تم التوافق عليه مع الراعي المصري أن يتم رصد الخروقات سواء من الجانب الصهيوني أو من جانبنا، ونحن نقدم كشفًا كل أسبوع إلى الجانب المصري بخروقات الاحتلال ليقوم الطرف المصري بمعالجتها.
– هل من جديد بشأن ملفي معبر رفح وفتحه بشكل كامل، وملف إعمار غزة ؟
فتح معبر رفح بشكل كامل لم يتم حتى الأن، لكنه مفتوح للأفراد ضمن بعض الضوابط، ومفتوح أيضا أمام البضائع وبعض مواد البناء وبعض القوافل الإغاثية، أما عن ملف الإعمار فقد زاد عبئه بعد الحرب الأخيرة، لكن هناك جهود حثيثة تبذل لتحقيقه من الجانب القطري والمصري.
– ماذا بشأن ملف اللاجئين الفلسطينين في سوريا، وهل هناك جهود تبذل لإنقاذ وضعهم هناك ؟
في الحقيقة الوضع مأساوي بكل معاني الكلمة، وإذا كان هناك من نزوح خارج سوريا فهم قله قليله، لكن الأزمة الحقيقية في النزوح الداخلي داخل سوريا، ولا نريد أن نفرق بين العائله الفلسطينية والعائلة السورية، فالعائلة السورية احتضنت العائلة الفلسطينية منذ عام 48 ولم يبخلوا عليهم بشيء، لذلك تظل الحالة السورية والفلسطينية حالة واحدة.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

الأورومتوسطي: إسرائيل تمارس حرب تجويع شرسة في قطاع غزة
غزة- المركز الفلسطيني للإعلام أكد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، أن الهجوم الإسرائيلي المتواصل والحصار الخانق والنقص الحاد في الإمدادات...

550 مسؤولا أمنيا إسرائيليا سابقا يطالبون ترامب بوقف الحرب بغزة
القدس المحتلة – المركز الفلسطيني للإعلام طالب مئات المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين السابقين الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالعمل على وقف الحرب في...

حماس تدعو للنفير لحماية الأقصى بعد محاولة ذبح القرابين
القدس المحتلة – حركة حماس قالت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إن محاولة المستوطنين ذبح قربان في المسجد الأقصى يعد تصعيداً خطيراً يستدعي النفير...

مؤسسات الأسرى: تصعيد ممنهج وجرائم مركّبة بحق الأسرى خلال نيسان الماضي
رام الله - المركز الفلسطيني للإعلام واصلت سلطات الاحتلال الإسرائيلي خلال شهر نيسان/ إبريل 2025 تنفيذ حملات اعتقال ممنهجة في محافظات الضفة الغربية،...

إضراب جماعي عن الطعام في جامعة بيرزيت إسنادًا لغزة
رام الله- المركز الفلسطيني للإعلام أضرب طلاب ومحاضرون وموظفون في جامعة بيرزيت، اليوم الاثنين، عن الطعام ليومٍ واحد، في خطوة رمزية تضامنية مع سكان...

القسام تفرج عن الجندي مزدوج الجنسية عيدان ألكساندر
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أفرجت كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، عند الساعة 6:30 من مساء اليوم...

خطيب الأقصى: إدخال القرابين يجب التصدي له بكل قوة
القدس – المركز الفلسطيني للإعلام استنكر خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري، محاولة يهود متطرفين إدخال قرابين إلى ساحات المسجد الأقصى، معتبراً أنه...