الإثنين 12/مايو/2025

قلق صهيوني من جهد مصر بملف المصالحة ويقين بصعود حماس القادم للضفة

قلق صهيوني من جهد مصر بملف المصالحة ويقين بصعود حماس القادم للضفة

يسود الاعتقاد لدى كبار القادة في جيش الاحتلال الإسرائيلي بأن الأمور بدأت تنحدر إلى الدرك الأسفل في الضفة الغربية المحتلة، وتحديدا بعد عملية عامود السحاب، ولكن بموازاة ذلك، كما قالت إذاعة الجيش، فإن كبار المسؤولين في المستوى الأمني يعتقدون أن الانتفاضة الثالثة ما زالت بعيدة حتى الآن، ولكن بالمقابل، يتوقع الجيش أن تشهد المنطقة سيناريوهات تصعيد محتملة تحتاج منه الاستعداد جيدا لمواجهتها.

واعتبرت أوساط عسكرية عام 2012 أكثر الأعوام استقراراً بالمقارنة مع السنوات الماضية، في أعقاب العمليات التي ينفذها الجيش بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية الفلسطينية، حيث شهد العام المنصرم ارتفاعاً في عمليات الاعتقال التي شهدتها مناطق الضفة بنسبة 10%، لكن شيئاً ما قد تغير في الشارع الفلسطيني بالضفة، اتضح بعد عملية “عمود السحاب”.

وتابعت: مكانة السلطة تراجعت مقابل تعزيز حماس لمكانتها في الشارع، وهذا ما يعرقل نشاط أجهزة أمن السلطة في تنفيذ عمليات ضد حماس، حيث أعد الجيش خطة لمواجهة الوضع تشمل مضاعفة العمليات الميدانية الموضعية، كوسيلة لإحباط أي عملية او مواجهات، وتقليص حجم احتكاك الجيش بالفلسطينيين وأجهزة أمن السلطة.

في ذات السياق، انتقد رئيس الوزراء الصهيوني “بنيامين نتنياهو” رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس لاجتماعه مع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل في القاهرة، لأنه يعتبر ذلك خطراً واضحاً، لأنهما يبحثان اتفاق وحدة محتمل بين فتح والمسلحين الذين يحاولون محو “إسرائيل” من الوجود، وأطلقوا صواريخ على مدننا، مستبعداً الانسحاب من أي أرض في الضفة الغربية، لأنه حماس ستستحوذ عليها، ولن نسمح بحدوث ذلك.

من جهته، حذر الرئيس الصهيوني “شمعون بيريز” دوائر صنع القرار في تل أبيب من التضحية بمحمود عباس لأنه شريك في المفاوضات، وملتزم بالتعاون والتنسيق الأمني والعسكري الناجح مع تل أبيب، وبدون استئناف المفاوضات وبدون نشاط دبلوماسي، فإنهم سيعودون للعمل المسلح، ويقومون بعمليات في العمق الصهيوني، منتقداً الجمود في العملية السياسية، ومحذرا من تداعياته، لأن الهدوء الحالي لن يستمر.

من جانبه، صرح رئيس الوزراء “الاسرائيلي” السابق، إيهود أولمرت، من أن عدم استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين من شأنه أن يؤدي إلى انفجار الأوضاع في الضفة الغربية، لافتاً إلى أن هذا الأمر سيضع “إسرائيل” في عزلة دولية صعبة.

في سباق متصل، وصف المحلل الصهيوني، ألكسندر بلاي، المصالحة الفلسطينية بـ”الرافعة المصرية” للعمل ضد “إسرائيل”، وخطوة أخرى في الجهد المصري للعودة لموقع القيادة وإقرار مكانة النظام الجديد وسيطا في الصراعات العربية العامة.

وبين يدي ذلك المصلحة المصرية بزعامة الإخوان المسلمين للإسهام في النضال ضد “إسرائيل” بكل وسيلة ممكنة، وجعلها تلغي اتفاق السلام، وتنشئ في الوقت نفسه لنفسها صورة مسهمة في السلام والاستقرار في المنطقة، بحيث لا ينقطع عنها الدعم السياسي والاقتصادي والعسكري من الولايات المتحدة.

وأضاف: تتآلف الإجراءات المصرية الأخيرة في سلسلة مسارات على الصعيد الفلسطيني وهي: تقوية العنف “الليّن” في الضفة الغربية، والشعور بخيبة الأمل عند الجمهور الفلسطيني الذي لم يستفد شيئا من إجراء الاعتراف في الأمم المتحدة، وانتقاض القيادة الميدانية الحمساوية في قطاع غزة.

وأوضح أن الضفة الغربية في الأسابيع الأخيرة تعيش حلبة إخلال بالنظام، فقد كثر رمي الحجارة وحالات مسلحة ينقذها أفراد ومجموعات صغيرة، ويحدث كل ذلك بموافقة السلطة بصراحة أو ضمنا، لأن مكانة عباس تضعضعت على الأرض، فهو يفقد على الدوام من وزنه قياسا بحماس التي تقوى، وأخذ فلسطينيو الضفة يرونها بديلا، وإن يكن ذلك بتحفظ أيضاً.

وبإزاء وضع أبو مازن يبدو ان تحفظه على جولة عنف أخرى هو نتاج خوف من ان تستغل حماس هذه الجولة لإسقاط السلطة، وتولي الحكم بالفعل في الضفة أيضاً، خاصة وأن ذكريات “عامود السحاب” و”الصمود القوي” للمنظمة لا زالت طرية في الذاكرة الجماعية الفلسطينية.

وختم بالقول: ستطلب حماس انطلاق انتفاضة عنيفة مسلحة تهز الضفة الغربية، وتُقر أطرا تنظيمية جديدة، أو تنصيب خالد مشعل زعيم مرشحا لانتخابات رئاسة السلطة لمواجهة أبو مازن.

القناة العبرية العاشرة، 13/1/2013

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات