الإثنين 12/مايو/2025

مزاعم صهيونية أن الكيان في طريقه للتحول لدولة عظمى في إنتاج الطاقة

مزاعم صهيونية أن الكيان في طريقه للتحول لدولة عظمى في إنتاج الطاقة

قال الجنرال في الاحتياط، عاموس يدلين، رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية السابق في الجيش الإسرائيلي (أمان)، الذي يرأس اليوم معهد دراسات الأمن القومي، التابع لجامعة تل أبيب، والمرتبط بالمؤسستين الأمنية والسياسية في الدولة العبرية، من دون أن يُفصح عن ذلك، إن إسرائيل في طريقها إلى التحول إلى دولة عظمى في إنتاج الطاقة، على حد تعبيره.

وتابع قائلاً إن الإسرائيليين اعتادوا على التفكير بأن المركز الأساسي للطاقة في العالم موجود في الخليج وفي روسيا، وأن دولة إسرائيل قليلة الموارد، لكن أضاف أن هذه الحقيقة تغيرت.

ولفت في سياق مقالٍ نشره في صحيفة كالكلايست المختصة في الشؤون الاقتصادية، والتابعة لصحيفة يديعوت أحرونوت العبرية إن مخزونات الغاز والنفط التي اكتشفت في السنوات الأخيرة في كل من إسرائيل والولايات المتحدة، هي بمثابة تغيير استراتيجي إيجابي شديد الأهمية في المعادلة الماكرو ـ اقتصادية، وكذلك في ميزان الأمن القومي لكل من البلدين.

لكنه استدرك قائلاً إنه على الرغم من ذلك، يجب ألا تنسى تل أبيب أن هذه العملية ستستمر لأعوام طويلة، وستكون لها أثمان يجب أن يعرفها قادة الدولة العبرية بهدف اتخاذ القرارات السياسية الصحيحة والدقيقة، على حد قوله، وساق قائلاً إنه في حال جرى تطوير تكنولوجيا ناجعة من أجل استخراج النفط من الصخور الزيتية لا تتسبب بأضرار بيئية كبيرة، فإن ذلك سيُحول الدولة العبرية إلى لاعبٍ مهمٍ في السوق العالمي للطاقة.

للتدليل على ذلك، أورد الجنرال يدلين مثالاً قال فيه إنه بالاعتماد على التقديرات الأولية، فإن حجم مخزون النفط الذي تملكه إسرائيل في الصخور الزيتية يقدر بنحو 250 مليار برميل من النفط.

لافتا إلى أن هذه الاكتشافات لمصادر الطاقة في إسرائيل برزت في الوقت نفسه الذي جرى فيه الكشف عن مخزون هائل للطاقة في كل من كندا والولايات المتحدة الأمريكية، التي توقع التقرير الأخير للطاقة الدولية الصادر سنة 2012 بأن تصبح الولايات المتحدة الدولة الأولى المصدرة للنفط في العالم حتى العام 2017.

وبرأيه، كما جاء في المقال المذكور، فإن حجم موارد الطاقة التي جرى اكتشافها مؤخراً سيسمح لإسرائيل المتاجرة بالطاقة مع الدول النامية في الشرق، وتوطيد شراكتها مع دول القارة العجوز، وتحسين مكانتها الدولية، والتخفيف بالتالي من عزلتها الدبلوماسية، الآخذة بالاتساع نظرا لسياسات الحكومة الإسرائيلية المعارضة لأي تفاوض مع الفلسطينيين، وتواصل البناء في المستوطنات بالضفة الغربية المحتلة وفي القدس الشرقية المحتلة، ووفقا للجنرال يدلين يكفي أن يتخيل الإسرائيليون كيف يمكن أن تكون المعركة الدولية ضد المشروع النووي الإيراني، لو لم تكن دول الغرب خائفة من توقف التزود بالنفط الإيراني ومن ارتفاع أسعار النفط.

علاوة على ذلك، قال إنه من الأهمية بمكان الإشارة أيضًا إلى أن إيران تقوم بتمويل ما سماها بالعمليات الإرهابية من الأرباح التي تجنيها من بيع النفط، وذلك يشمل تمويل حركة حماس في فلسطين، ومنظمة حزب الله اللبنانية، كما أن طهران، على حد تعبير الجنرال يدلين، هي التي تسمح للنظام الحاكم في سورية بمواصلة قتل الشعب السوري، على حد تعبيره. بناءً على ما تقدم، يقول رئيس مركز أبحاث الأمن القومي إن إلحاق الضرر بالعائدات النفطية لإيران لن يؤدي فقط إلى تقليص قدرتها على دعم النشاط الإرهابي، وإنما سيؤدي أيضا إلى تغيير استراتيجي في العلاقة بين الدولة العبرية ومحيطها، على حد تعبيره.

وأوضح الجنرال يدلين أن المصادر الجديدة للطاقة ستخلق فرصا لقيام تحالفات جديدة، وستسمح بتهدئة التوتر مع الدول المجاورة، مشيرا إلى أنه في الزيارة الأولى التي قام بها الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين إلى إسرائيل، أعلن عن اهتمامه بتنشيط التعاون في مجال الطاقة بين إسرائيل وروسيا التي تعتبر أكبر دولة مصدرة للغاز في العالم.

كما قال إنه ليس سرا أن هذا التعاون بين موسكو وتل أبيب مهم إلى حدٍ كبيرٍ. علاوة على ذلك، فإن التعاون الذي تسعى إليه إسرائيل مع قبرص بشأن اكتشاف المخزون من النفط والغاز في البحر الأبيض المتوسط يحمل في طياته إمكانية تعزيز تحالفات إقليمية تستند إلى المصالح المشتركة في مجال الطاقة، وبرأيه، فإنه بواسطة هذه الطريقة يُمكن أيضا تعزيز التعاون مع المملكة الأردنية الهاشمية في البحث عن مصادر للطاقة البديلة الرخيصة، والتخفيف من التوتر مع مصر وتركيا، اللتين تفرض عليهما الزيادة السكانية في بلديهما البحث عن مصادر رخيصة للطاقة، على حد قوله.

مع ذلك، أشار إلى أنه على الرغم من كل ما ذُكر أنفًا، فإن النقاش الدائر بين إسرائيل ولبنان بشأن الحدود البحرية، والخلاف مع تركيا على حقوق التنقيب في البحر المتوسط، والمطالبة الفلسطينية بالسيادة على جزء من مخزون الطاقة الموجود تحت الأرض في المناطق الفلسطينية الواقعة ما وراء ما يُطلق عليه الخط الأخضر، كل ذلك يشير إلى احتمال نشوب نزاعات سياسية – عسكرية حول مشكلة ملكية هذا المخزون، علاوة على ذلك، أوضح الجنرال الإسرائيلي، فإن هذه الثروات ستكون عرضة لعمليات تخريب من قبل أعداء إسرائيل، وستفرض الحاجة لحمايتها زيادة الميزانية الأمنية.

وخلص إلى القول إن هذا كله يتطلب من صناع القرار في تل أبيب تصور الفوائد والمخاطر، ووضع إستراتيجية من شأنها أن تدعم ما سماها بالمصالح القومية للدولة العبرية بصورة أكثر فعالية، وخلص إلى القول إنه وللمرة الأولى في حال تصرفت إسرائيل بحكمة، فإنها ستكون قادرة على تقليص تبعيتها في مجال الطاقة والتحول إلى قوة إقليمية، والمساهمة في تخفيف تبعية العالم للنفط العربي، على حد قوله.

الإذاعة العبرية، 13/1/2013

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات