الإثنين 12/مايو/2025

خطابات مشعل وهنية تتصدر الدعاية الانتخابية لـنتنياهو

خطابات مشعل وهنية تتصدر الدعاية الانتخابية لـنتنياهو

استخدم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الخطابات النارية التي كان قد أطلقها قادة التنظيمات الإسلامية الإيرانية والفلسطينية واللبنانية، بشكل بارز في دعايته الانتخابية، وذلك في أول أفلام دعائية ظهرت مع إطلاق الحملات الدعائية التلفزيونية والإذاعية.

فقد ظهر الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، وهو يهدد بإغراق إسرائيل بالصواريخ من كريات شمونة في الشمال وحتى إيلات في الجنوب، ثم ظهر رئيس الدائرة السياسية لحركة حماس خالد مشعل وهو يخطب في غزة متحدثا عن تحرير حيفا ويافا، ثم رئيس حكومة حماس المقالة إسماعيل هنية متباهيا بانتصارات حماس على إسرائيل، تلاه الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد وهو يهدد بزوال إسرائيل القريب.. ومن بعدهم ظهر نتنياهو نفسه مشيرا إلى الأخطار التي تتهدد إسرائيل التي لا يمكن أن تقدر على صدها حكومات برئاسة منافستيه، تسيبي ليفني زعيمة حزب هاتنوعاه (الحركة) الجديد أو شيلي يحيموفتش زعيمة حزب العمل. ويقول نتنياهو في دعايته: «هذه الأخطار تحتاج إلى حكومة يمين قوية برئاسة رئيس حكومة قوية فقط، لمجابهتها».

يذكر أن الدعايات الانتخابية في وسائل الإعلام الإلكترونية في إسرائيل تتم لمدة 12 يوما فقط قبل الانتخابات العامة، التي ستجري هذه المرة في 22 يناير (كانون الثاني) الحالي، وتشارك فيها 34 قائمة انتخابية تتنافس على 120 مقعدا، وتحصل على تمويل من خزينة الدولة. وتستغل الأحزاب هذه الدعاية للتركيز على القضايا الأساسية التي تطرحها في المعركة الانتخابية. وقد لوحظ أنه، ولأول مرة منذ بدء الدعايات التلفزيونية في انتخابات عام 1969، غابت كلمة «السلام» عن دعايات معظم الأحزاب. وحلت محلها كلمات التشدد من خلال إبراز الماضي العسكري للمرشحين. فعلى سبيل المثال، تباهى حزب المستوطنين «البيت اليهودي»، بما فعله رئيسه نفتالي بنيت في حرب لبنان، وهو الذي يعتبر «النجم الصاعد» في هذه الانتخابات؛ إذ تعطيه الاستطلاعات 15 مقعدا مع أن رصيده اليوم 7 مقاعد فقط.. فقال إنه كان قائدا لوحدة كوماندوز عسكرية عملت بمثابة «صياد لخلايا حزب الله التي أطلقت الصواريخ باتجاه إسرائيل».

وحتى أحزاب المعارضة، غيبت كلمة السلام عن هذه الدعايات، مع أن برامجها تتحدث عن تسوية على أساس حل الدولتين، وبرز ذلك بشكل خاص لدى حزب «كديما»، الذي يعتبر اليوم أكبر الأحزاب في إسرائيل؛ إذ حصل في الانتخابات السابقة على 28 مقعدا (مقابل 27 مقعدا لليكود)، لكن رئيسته السابقة، ليفني، لم تستطع يومها تشكيل حكومة وأسقطها أعضاء الحزب في الانتخابات الداخلية وانتخب مكانها الجنرال من أصل إيراني شاؤول موفاز. وقد تمزق هذا الحزب إلى عدة فرق ولا تعطيه استطلاعات الرأي ما يكفي من أصوات لعبور نسبة الحسم.

وأما حزب اليمين المتطرف «عوتصماه ليسرائيل»، الذي يبني برنامجه على الدعوة لترحيل الفلسطينيين عن وطنهم، فقد اختار في دعايته أن يظهر قائديه، أريه الداد وميخائيل بن آري، وهما يخاطبان الجمهور الإسرائيلي باللغة العربية مع ترجمة مكتوبة بالعبرية ويقولان إن إسرائيل في ظل حكومات اليسار والوسط تتعامل مع المواطنين العرب بشيء من المهادنة والرضوخ.. فهم، أي العرب في إسرائيل (فلسطينيو 48)، «لا يدفعون الضرائب ولا يؤدون واجب الخدمة العسكرية ويحظون بمخصصات التأمين ويعيشون على حساب المواطنين اليهود».

هآرتس، 11/1/2013

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات