رصد صهيوني لتبعات الثورات العربية وتخوف بأن المستقبل لن يكون مبشراً

قالت محافل سياسية صهيونية إن هناك الكثير من الدلائل على أن الثورات العربية التي تتفاعل تؤثر بشكل سلبي جداً على العلاقات مع “إسرائيل”، رغم أن الدول التي شهدت هذه الثورات تعيش آلام مخاض التحول الديمقراطي العسيرة، وتكابد تعقيدات المرحلة الانتقالية؛ بشكل يجعلها أبعد ما تكون عن الاهتمام بما هو خلف حدودها.
ومع أن كل المؤشرات تدلُّ على أن الدول العربية التي شهدت ثورات، لاسيما مصر وتونس، لن يكون بوسعها التفرغ للقيام بخطوات كبيرة خلال العام الحالي بشكل يؤثر على الأمن القومي الصهيوني، لكن التحولات التي يشهدها العالم العربي تحمل في طياتها الكثير من المخاطر الإستراتيجية، مما يستدعي تهديد كبير على “إسرائيل”.
وأضافت: هناك عاملان أساسيان يمكن لهما أن يزيدان من التهديد العربي على “إسرائيل”، وهما:
انهيار الأنظمة التي لها السبق في توقيع اتفاقيات سلام معها،
صعود الإسلاميين إلى سدة الحكم.
وأوضحت المحافل أن الربيع العربي مر في عدة مراحل خلال العامين الماضيين، وربما يمر في مرحلة جديدة خلال العام الجديد 2013، وستركز على اهتمام تلك الدول بتحديد خارطة العلاقات مع “إسرائيل”، وأن هذا الربيع جاء بـ3 أنواع من الثورات في مختلف الدول:
الثورات الهادئة: كما حصل في تونس ومصر، وأدت لسقوط بن علي ومبارك،
الثورات المسلحة أو العنيفة: كالتي حصلت في ليبيا، والحرب الأهلية المستمرة في سوريا،
الثورات الإصلاحية: أجبرت الأنظمة كالأردن والمغرب والسعودية على اتخاذ إصلاحات بعيدة المدى، وإرساء الديمقراطية ومكافحة الفساد.
ورغم أن عام 2011 كان بداية لشرارة الربيع العربي، وتخلله العديد من الانتفاضات السلمية، وأدت لسقوط أكبر الأنظمة العربية التي اعتمدت عليها “إسرائيل” بالدرجة الأولى، إلا أن المرحلة الثانية شهدها عام 2012 عبر التطور الجديد بإنشاء المرحلة الانتقالية في كل دولة، وإجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية كما حصل في مصر، وفي بعض الدول بدأت عملية صياغة دستور جديد.
الإسلاميون والعلمانيون
وقد بدأت المرحلة الانتقالية ببعض الخلافات بين الثوار في معظم دول الربيع العربي بشأن طابع الدولة في المستقبل، مدعية أن التيار الليبرالي والعلماني لشباب الثورة استبعدوا بعد إجراء الانتخابات، وتقدم الإسلاميين الذين لم يكونوا في قيادة حركة الاحتجاج البدائية.
وتوضح المحافل السياسية الصهيونية أن الرابحين بشكل أساسي من تلك الثورات هي التيارات الإسلامية، لاسيما جماعة الإخوان المسلمين الذين حققوا فوزاً ساحقاً في معظم بلدان الربيع العربي في الانتخابات البرلمانية، في حين أن الحركات السلفية الإسلامية الأكثر تطرفاً باتت تشكل تهديداً لسيطرة جماعة الإخوان.
إلا أن الاحتجاجات العلمانية التي ظهرت منتصف العام الماضي حالت دون ذلك، أما القوميون والعلمانيون والناصريون والبعثيون، فهم من أكبر الخاسرين، بسبب أفكارهم التي ميزت تلك الأنظمة برئاسة ضباط جيش فاسدين سعت الشعوب لإسقاطهم.
وقالت المحافل إن تأثيرات الربيع العربي على الملف الفلسطيني جاء في ظل استمرار الانقسام بين حركتي فتح وحماس، إضافة إلى بعض الاحتجاجات في الضفة الغربية ضد حكومة سلام فياض بسبب الأزمة الاقتصادية الخطيرة التي تمر بها السلطة الفلسطينية.
فيما هناك “خطر محدق” بالكيان الصهيوني لأنه بات محاط بعدة دوائر خطيرة من تلك الدول التي تأثرت أنظمتها المتعاونة مع “إسرائيل” بالربيع العربي، لأن مصر، إحدى دول الدائرة الأولى المحيطة بـ”إسرائيل”، فإن ثمة استقرار يلوح فيها رغم التهديدات القائمة في سيناء.
ترتيب المخاطر
وفي حين يستمر العناء وتدهور الوضع الأمني في سوريا، ويقترب من الخطر من “إسرائيل” يوماً بعد يوم في ظل إعلان بشار الأسد في خطابه الأخير “الاستمرار حتى النهاية”، كما أن الثورة السورية بدأت تهدد فعلياً الأراضي اللبنانية مع تزايد عدد النازحين إليها، وهو ذات الحال في الأردن وتركيا
فيما دول الدائرة الثانية المتمثلة في تونس وليبيا واليمن، أقل خطراً عليهم من الدائرة الأولى المحيطة بهم كمصر والأردن وسوريا، إلا أن التقديرات في الأجهزة الأمنية الصهيونية تشير إلى غير ذلك، فرائدة الثورات العربية تونس لها تأثير كبير على المنطقة، لكنها في الوقت الراهن مشغولة بالصراع السائد بين الأحزاب اليسارية والإسلامية، ونظام الحكم يصطدم بالصراعات الداخلية، فضلاً عن المظاهرات والإضرابات التي لا تتوقف.
أما في ليبيا، أغنى الدول النفطية فهي الأخرى غارقة بمصالحها العامة والخلافات الداخلية، لاسيما الأزمة الاقتصادية والاقتتال الداخلي الذي ما زال مستمراً، ولم تنجح الحكومة الانتقالية في جمع السلاح المتراكم في الآونة الأخيرة بأيدي الثوار، ووضعها لا يسمح الآن التطلع للعلاقات مع “إسرائيل”.
أما اليمن، فتعيش هي الأخرى وضعاً أمنياً صعباً يشبه الوضع في ليبيا، وغياب قدرة النظام السيطرة على تلك العصابات والقبائل المسلحة، فضلاً عن خطر التدهور للفوضى، ومن ثم للحرب الأهلية التي يحذر منها الجميع بين العصابات والقبائل، في حين تنادي مجموعة لا بأس بها بانقسام اليمن إلى شمال وجنوب كما حدث في السودان، ولا يسمح بوضع برنامج جديد في كيفية العلاقات المستقبلية مع “إسرائيل”.
أما تركيا، فترى أن الربيع العربي جاء ليدفع النظام السني القائم فيها، وأن يكون خطوة جديدة لدعم رئيس وزرائها “طيب رجب أردوغان”، فيما إيران، ترى أن الربيع العربي، وخصوصاً تقدم الإسلاميين سيعمل على دعم إقامة الإمبراطورية الإسلامية.
وتختم المحافل بالقول: لا زالت الأنظمة العربية الجديدة في مرحلة التنظيم والنضوج، ولم تبلور حتى اللحظة موقفاً واضحاً في مسألة العلاقات مع “إسرائيل”، ومما لا شك فيه أن الانتخابات الصهيونية المقبلة، وعلاقات الحكومة القادمة مع الفلسطينيين له التأثير الأبرز على ذلك الموقف.
معهد القدس لشؤون الدولة، 8/1/2013
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

مسؤولون بالبرلمان الأوروبي يطالبون إسرائيل بإنهاء حصار غزة فورا
المركز الفلسطيني للإعلام طالب قادة العديد من الجماعات السياسية في البرلمان الأوروبي اليوم السبت، إسرائيل بالاستئناف الفوري لإدخال المساعدات...

جراء التجويع والحصار .. موت صامت يأكل كبار السن في غزة
المركز الفلسطيني للإعلام قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إنّه إلى جانب أعداد الشهداء التي لا تتوقف جرّاء القصف الإسرائيلي المتواصل، فإنّ موتًا...

إصابات واعتقالات بمواجهات مع الاحتلال في رام الله
رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام أُصيب عدد من الشبان واعتُقل آخرون خلال مواجهات اندلعت مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في عدة بلدات بمحافظة رام الله...

القسام ينشر مقطع فيديو لأسيرين إسرائيليين أحدهما حاول الانتحار
المركز الفلسطيني للإعلام نشرت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، السبت، مقطع فيديو لأسيرين إسرائيليين ظهر أحدهما بحالة صعبة وممددا على الفراش....

جرائم الإبادة تلاحق السياح الإسرائيليين في اليابان
المركز الفلسطيني للإعلام في خطوة احتجاجية غير مسبوقة، فرضت شركة تشغيل فنادق في مدينة كيوتو اليابانية على الزبائن الإسرائيليين توقيع تعهد بعدم التورط...

سلطة المياه: 85 % من منشآت المياه والصرف الصحي بغزة تعرضت لأضرار جسيمة
المركز الفلسطيني للإعلام حذرت سلطة المياه الفلسطينية من كارثة إنسانية وشيكة تهدد أكثر من 2.3 مليون مواطن في قطاع غزة، نتيجة انهيار شبه الكامل في...

تقرير: إسرائيل تقتل مرضى السرطان انتظارًا وتضعهم في أتون جريمة الإبادة الجماعية
المركز الفلسطيني للإعلام حذر المركز الفلسطيني لحقوق الانسان، من إصرار دولة الاحتلال الاسرائيلي على الاستمرار في حرمان مرضى الأورام السرطانية من...