السبت 10/مايو/2025

الهدوء الحاصل في غزة مخادع والجيش الصهيوني يحشد قواته لمواجهة قريبة

الهدوء الحاصل في غزة مخادع والجيش الصهيوني يحشد قواته لمواجهة قريبة

أفاد المحلل العسكري الصهيوني “أليكس فيشمان” أنّ وقف إطلاق النار مع غزة أخذ ينتقض، لكن لا يوجد لدى أحد في “إسرائيل” زمن ولا رغبة لمعرفة ما يحدث هناك حقاً، ولا توجد لوزير الحرب قوة سياسية ليُملي سياسة ما، ورئيس الوزراء محصور العناية في الانتخابات، وآخر شيء يحتاج إليه ترتيبات مع حماس، بل وهْم تفاهمات معها.

وكل ذلك يعني أن التوجيهات التي تلقاها الفريق الصهيوني المتفاوض مع حماس في القاهرة هي “دهن الأمور”، وعدم التوصل لأي اتفاق لما بعد الانتخابات، وفي هذه الأثناء على الأرض تحتشد الطاقات العسكرية للجولة المسلحة التالية.

وأضاف: تقوم في عين العاصفة القريبة، تلك المنطقة الأمنية الخاصة، الشريط الجغرافي على طول جدار الحدود في عمق نصف كيلومتر من الأرض الفلسطينية الذي تمنع “إسرائيل” دخول الفلسطينيين إليه لأسباب أمنية، ومنذ كان وقف إطلاق النار في 21 تشرين الثاني عاد الجيش وحماس للتصرف وكأنه لم توجد “عمود السحاب”.

فـ”إسرائيل” ما تزال تُجري دوريات على حدود القطاع لفتح محاور، وللعثور على شحنات ناسفة، وأنفاق وتفجيرها، وما يزال الفلسطينيون يحاولون دخول المنطقة الأمنية الخاصة، وقد أطلقت قوات الجيش النار 3 مرات على الأقل على مواطنين دخلوا المنطقة، وجُرح 7 على الأقل.

وزعم “فيشمان” أن حماس تحاول منع الحشود والمظاهرات قرب الجدار، لكنها لا تعالج دخول أفراد، وليس ذلك أمراً عرضياً، فالطرفان أسيراً دعايتيهما الذاتية، وقد أقنع كل طرف جمهوره بأن انتصاره في “عمود السحاب” مطلق، وحددت حماس الانتصار في البحر وعلى الأرض بأنها حظيت بتوسيع منطقة الصيد في البحر، وبـ40 كم من الأرض على طول الجدار.

ورغم أنه في الأيام الأولى بعد انتهاء الحرب، لم يكن للطرفين مصلحة في إفساد الهدوء لأن العودة فورا لإطلاق النار ستكشف عن خدعتهما بأن انجازاتها محدودة جدا، ولم يفكران من البدء كيف يُهدئون، بل كيف يستخلصون أقصى قدر من الانجاز كما تصوراه.

وهكذا حين تحاول “إسرائيل” الحفاظ على الوضع الراهن في المنطقة الأمنية الخاصة، تحاول حماس الحفاظ على الوضع الراهن في شأن التسلح الاستراتيجي والتهريبات الذي تراها تل أبيب الانجاز المركزي لـ “عمود السحاب”.

وتبين أنه منذ الأيام الأولى بعد العملية عادت حماس ومنظمات أخرى لإنتاج وتطوير صواريخ بعيدة المدى، وفي إحدى الحالات، ومن أجل التجربة أطلقت صاروخا نحو “إسرائيل”، وهو ما تُرجم بعدم رضا حماس عن النشاط الصهيوني على حدود القطاع، وحينما استمرا في نقض الاتفاقات قدما شكوى رسمية لمصر، وأبلغتهما أن هذا يناقض التفاهمات! معتبراً الهدوء الحاصل على حدود غزة أمراً مخادعاً، وسرعان ما سيكتشف الطرفان ذلك عما قريب.

من جهته، اعتبر “تشيكو منشي” المراسل السياسي الصهيوني أن قرار “إسرائيل” السماح بإدخال مواد بناء لقطاع غزة، اعتراف عملي من قبلها بسيادة حركة حماس على القطاع، دون إلزامها بتغير منطلقها السياسي والأيديولوجي، أو التخلي عن مبدأ العمل العسكري في مواجهتها.

وأشار إلى أن جميع هذه التسهيلات فقط مقابل وقف إطلاق النار، ناقلاً عن مسؤول صهيوني رفيع على القرار بقوله: يجب خلق أهداف جديدة للعملية القادمة في قطاع غزة، رغم أن إدخال هذه الكميات من مواد البناء لقطاع غزة ليس هيناً، ولا يستهان به، لأن منعها في السابق جاء بدعوى أنها ستستخدم في بناء تحصينات وأنفاق تحت الأرض.

القناة العبرية الأولى، 4/1/2013

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات