الإثنين 12/مايو/2025

تحذير صهيوني من تزايد أسلحة حماس مما يستلزم تنفيذ عملية كل عامين

تحذير صهيوني من تزايد أسلحة حماس مما يستلزم تنفيذ عملية كل عامين

اعتبر قائد شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية الأسبق الجنرال أهرون زئيفي أن “التسونامي العربي يشكل تهديداً خطيراً… وأن حماس جمعت أسلحة تخل بالتوازن، وأنه ربما سيكون مطلوباً منا تنفيذ عملية مرة كل عامين”. وجاءت أقوال زئيفي هذه بعد إعلان وقف إطلاق النار بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية في غزة في مقابلة شاملة مع صحيفة “كلكليست” الاقتصادية.

وأشارت الصحيفة إلى أنه من الطبيعي المقارنة بين حربي غزة الأولى “الرصاص المسكوب” والثانية “عمود السحاب” وملاحظة أن الأهداف المعلنة لم تتغير، أي توفير الأمن لسكان الجنوب وتعزيز قدرة إسرائيل الردعية. ولفتت إلى أن الفارق بين الحربين هو اختفاء مطلب تحرير الجندي الأسير جلعاد شاليت من جهة، والأمل أن تنتهي الحرب من دون التورط في تقرير “غولدستون 2”. 

لكن رئيس شعبة الاستخبارات الأسبق لا يوصي أحداً بالمقارنة بين الحربين اللتين تتشابهان شكلاً، لكنهما تختلفان جذرياً لجهة الظرف الإقليمي وتوازنات القوى في أعقاب ما يسميه “التسونامي العربي”، وهو التعبير الذي يستخدمه رفضاً لتعبير “الربيع العربي”. ويشير زئيفي الذي ترك الخدمة النظامية في العام 2006 إلى وجود عازفين جدد على الحلبة، وهم يوجهون آلاتهم الموسيقية، ويتعلمون تحت النيران الموسيقى التي ينتجها الواقع الشرق الأوسطي الجديد.

ويقول زئيفي حول التشابه بين الحربين، “أظن أن الصورة اليوم مغايرة تماماً، وهي تنطوي على فرص ومخاطر لحماس. وإذا لم تسر الأمور كما ينبغي فإنهم في النهاية سيصلون إلى موقع ضعف كما حزب الله، الذي يعيش في الملاجئ منذ ست سنوات”، مضيفاً انه “يتعذر جدا توقع الصورة التي ستنتهي إليها الجولة الحالية، لكنني أود تصديق أن الضغوط الممارسة من كل الاتجاهات على حماس، أولا من جانب إسرائيل، التي لا مفر أمامها سوى الدفاع عن مواطنيها، ستسمح ربما بسنوات معدودة من الحياة الاعتيادية”.

وفي سياق حديثه عن سعي حركة حماس حالياً لتحديد معسكري الأصدقاء والأعداء، أعرب زئيفي عن اعتقاده أن “تركيا مثلا لا يمكنها أن تسمح لنفسها بأن تكون فائقة التطرف ضد إسرائيل لأنها تعاني مشاكل شديدة مع سوريا. 

وهذا اختبار أعلى وأشد جوهرية في زمن تتحرك فيه السياسة في الشرق الأوسط من مكانها كما في الهزة الأرضية. 

فهذه سيرورات عميقة تؤثر في صنع القرارات لدى الجميع، وتحت النيران”، شارحاً أنه “في الأيام الأخيرة، بدا لي أن حماس في هذه المرحلة أشد تطرفاً في نظرتها إلى العالم. 

•خسائر كبيرة
وهم يؤمنون بأنهم بواسطة القوة سيجبرون إسرائيل على أن ترد بشدة وأن توقع خسائر كبيرة في صفوف السكان غير المشاركين في القتال، والمستخدمين كدروع بشرية حية، فالمساس بالسكان المدنيين يثير العالمين العربي والغربي للضغط على إسرائيل للتراجع”.
ويعرض زئيفي في مقابلته تشريحاً لخريطة الشرق الأوسط السياسية الراهنة التي شهدت تغييراً جوهرياً خلال العامين الأخيرين. 
وهو يقول، “أرفض تسمية ما حدث في المنطقة العربية بربيع عربي، بل أسميه تسونامي، وهو ينطوي على تطور فائق الأهمية: الإسلام السياسي السني رفع رأسه”، مضيفاً “فالله عاد ليؤثر في حكومات وأنظمة من تونس وليبيا إلى اليمن ومصر. 
ونحن نرى، مثلا، أن النواة الصلبة للمعارضة في سوريا متمثلة بالإخوان المسلمين. وهذا هو أحد الميول الأشد خطورة التي نجمت عن التسونامي العربي، فهو يشهد على أن الإسلام السني الراديكالي بات يشكل الخطر الرقم واحدا على إسرائيل، إذا حيدت جانباً القنبلة النووية الإيرانية”.
وبحسب زئيفي، فإنه “من ناحية أخرى، يفهم الرئيس المصري محمد مرسي أن الوضع الاقتصادي لمصر لا يسمح لها بتقديم دعم غير محدود لحماس. وهو يواجه اقتصادا ينهار، فمداخيل مصر من السياحة حتى كانون الثاني العام 2011 كانت تبلغ عشرة مليارات دولار، لكنها نقصت الآن إلى الثلث”. 
وتابع أنه “منذ الثورة ولد في مصر حوالي مليون ونصف مليون طفل، ولا أريد التذكير بأن نصف المصريين فقراء. الثورة المصرية أصيلة، وهي لم تثر ضد إسرائيل وإنما بسبب مشاكل الشعب المصري. في وضع كهذا، إذا لم تكن حماس حساسة أو تتجاوز الحدود، فليس بوسع مرسي المساعدة”.

وشدد زئيفي على اعتقاده أن “مصلحة المحافظة على اتفاقية السلام وملحقها العسكري هامة لمصر بقدر لا يقل عن إسرائيل. وكذا الحال مع الأردن. وفي ضوء المشكلات الأساسية التي يعانونها ليس بوسعهم تحطيم كل الأواني دفعة واحدة”. 

ويتابع شارحاً “للمرة الأولى، هناك حكم حماس في غزة، وللمرة الأولى منذ عقود يصل الإخوان المسلمون إلى سدة الحكم في مصر. وهذا اختبار أعلى لتناقض الأفكار. 

وإذا تصرفنا بحكمة فإن المشاكل الداخلية ستلزم مرسي اتخاذ خطوات حذرة إزاء إسرائيل، أولا بسبب مصالح داخلية، وليس حباً في إسرائيل أو جراء أي التزام آخر”، مضيفاً “إذا تصرفنا بحذر وحساسية مع المشاكل الصعبة في مصر ومع المصالح المصرية، إلى جانب مصالحنا، فبوسع الجانبين مواصلة إقامة هذا السلام”.

•الرصاص المصبوب
واعتبر زئيفي أن وضع إسرائيل الاقتصادي إبان الأزمة العالمية كان جيدا إلا أنه “في العامين الأخيرين حدثت عدة أمور كالأحداث في غزة، وخطر تحول سيناء إلى بؤرة للإرهاب، والخشية من وصول سلاح كيماوي سوري إلى أيد غير مسؤولة، فضلاً عن الشأن الإيراني، وجميعها تفرض على إسرائيل نفقات اقتصادية باهظة جداً، تقع في نهاية المطاف على كاهل المواطنين والقطاع الاقتصادي”. وتوقع ازدياد الأعباء الاقتصادية في ظل توقعات بانعدام الاستقرار في سوق النفط العالمي في السنوات المقبلة جراء التسلح الإيراني النووي في الخليج.

وأشار قائد شعبة الاستخبارات العسكرية إلى أن حماس استخلصت العبر من الحرب السابقة وحشدت أسلحة مخلة بالتوازن مثل صواريخ متطورة مضادة للدروع وصواريخ بعيدة المدى مثل “فجر 5″. وبالنسبة له، هذه استخلاصات نابعة من تبادل الأفكار مع كل من إيران وسوريا و”حزب الله”.

وأوضح أن “أحد الدروس الواجبة الاستخلاص لإسرائيل تتمثل في أن علينا تحديد نقطة التوازن التي يبدأ الردع فيها بالاختلال. فقد استمر الردع جراء عملية الرصاص المسكوب لمدة عامين تقريبا”، مضيفاً انه “من الجائز أنه بعد عامين ينبغي تنفيذ عملية كهذه، أكثر محدودية، ولا تستلزم عملاً برياً، لكن بها يصان الردع لفترة أطول ونستطيع العيش بهدوء لزمن أطول. وأنا لا أؤمن بأن الحل يكمن فقط في الصراع العنيف بيننا”.

وفي نوع من الانتقاد لاغتيال نائب القائد العام لـ”كتائب عز الدين القسام” الجناح العسكري لحماس الشهيد أحمد الجعبري، قال زئيفي ان “لكل شخص بديلا، لكن على المدى الأبعد إذا أصبنا القيادة العسكرية التي راكمت خبرة وبنت قدرات ـ والجعبري أحد مهندسي القدرة العسكرية لحماس ـ فسيكون هناك أناس أقل خبرة في الحكم فيقترفون أخطاء أكثر”.

يديعوت أحرونوت، 28/11/2012

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات