الأحد 07/يوليو/2024

القسام يحاصر الاحتلال.. تحليلات ورؤى

القسام يحاصر الاحتلال.. تحليلات ورؤى

صواريخ القسام تثور على الاحتلال وتحاصره، ذلك هو العنوان الصحيح لما يحدث على أرض فلسطين المباركة، والمقاومة تستعيد كنزها الاستراتيجي مصر الجديدة بعد أن ثارت على كنز الصهاينة الاستراتيجي، وتبدلت الاستراتجيات وبدا الاحتلال مجرداً من حلفائه في المنطقة فها هو يهرول طالباً الهدنة والتهدئة عبر وساطات ودوائر غربية وإقليمية، وتأبى المقاومة إلا أن تظل قابضة على زناد سلاحها.
في هذا المقال نرصد أبرز القراءات والرؤى والرسائل والدلالات والتحليلات في كبريات الصحف والمواقع لما يحدث على أرض فلسطين، ونبدأ مع  د. إبراهيم الديب و”تجليات غزة.. رؤية إستراتيجية” ونأخذ منه “في الدلالات والنتائج نجد تطور صواريخ الحق الفلسطينية ووصولها إلى القدس وتل أبيب ووضع الشعب الغاصب كله تحت نيران الحق الفلسطينية وتغيير جذري في موازين المعادلة والقدرة على الحسم وكسر إرادة العدو الصهيوني وامتلاك زمام المبادرة في تحديد بداية ونهاية الحرب في أي وقت قادم. وكذلك التطور النوعي للاستخبارات الفلسطينية ودلالته والذي يظهر جلياً في عشوائية القصف الصهيوني واستهدافه للمباني والمقرات الحكومية الفارغة وصولاً إلى مقرات الصحفيين من دون أن يتمكن بحفظ الله تعالى أولاً وأخيراً من الوصول إلى قيادات المقاومة ثم بالحرفية والاستخباراتية العالية للمقاومة، بالإضافة إلى التساقط المتتالي لعملائه في الداخل، في حين تصيب صواريخ الحق الفلسطينية أهدافها الإستراتيجية وتوصل رسائلها المرعبة للقيادة والشعب الصهيوني حتى وإن أخفت الأجهزة الصهيونية خسائرها حتى لا يموت ربع الشعب الصهيوني رعباً.
ونكمل مع د. عدنان أبو عامر وهو يحدثنا عن “عمود السحاب” يترنح أمام “حجارة السجيل”
ملخصاً أهداف العملية في:
1- استعادة الردع “الإسرائيلي” المفقود أمام المقاومة الفلسطينية.
2- استهداف عدد من القادة الميدانيين للفصائل المسلحة وتدمير منازلهم.
3- تدمير قواعد إطلاق الصواريخ ومخازن السلاح والذخيرة.
4- القضاء على ما يمكن من البنية العسكرية للمقاومة.
5- تأمين هدنة مع حماس في غزة، لم يأت أوانها بعد.
6- إدراك “إسرائيل” بما لا يقبل الشك أن أي دولة عربية غير جاهزة لمواجهتها، وأنها ما زالت الدولة الأقوى والأقدر في هذا المحيط العربي الكبير، رغم ثورات الربيع العربي.
وينتهي إلى القول أن “الدرس الأهم في هذه الحرب “الإسرائيلية” على غزة أن مجموعة من المقاتلين، وحفنة من الصواريخ، لا تستطيع أن تقضي على الجيش المهاجم، لكنها في الوقت نفسه لا تتيح له فرصة تحقيق أهدافه، وحين لا يستطيع جيش جرار ذلك فهذه هي هزيمته، حصل هذا في “الرصاص المصبوب” حين واجهته “بقعة الزيت” الفلسطينية في 2008م، ويحصل ثانية في “عمود السحاب” الذي تواجهه “حجارة السجيل” عام 2012م!.
أما براء نزار ريان فيعدد “رسائل غزية عاجلة” في قوله “لقد فاجأت غزّة الجميع، محبّيها قبل مبغضيها، ومؤيديها قبل شانئيها، إنها في كلّ ساعة من ساعات “حجارة السجيل” التي أعلنتها كتائبها تثبت أنها على مستوى الحدث وفوقه! أما الرسالة الثانية، فهي شخصية جداً، موجهة من غزة شخصياً إلى قادة الكيان المجرم: لطالما عايرَ العدوّ المتغطرس شعب فلسطين بـالقادة “المختبئين” وقد حُقّ لكل مقاومة أن تؤمن رجالها وبالأخص قادتها، ولم تشّذ عن هذا أي حركة تحرر في التاريخ.
رسالة غزة الثالثة عن الشقيقة الكبرى، بل الأمّ إذ هي أمّ الدنيا، إلى مصر الحرة التي كانت غيمةُ الصهاينة المنقشعة بإذن الله فرصة لها؛ ليتجلّى فيها وجه الثورة الأزهر، ومصر بين حربين تزيح الحقبة السوداء، حقبة التخاذل والتواطؤ، وتعلن أياما مشرقة جديدة في قيادة الأمة نحو التكاتف فالنصر والتمكين بإذن الله”.
وعن “التحولات الإستراتيجية لدى المقاومة الفلسطينية” يقول حسام الدجني:
ثلاثة تحولات إستراتيجية في قدرات المقاومة الفلسطينية وهي:
1- ضرب تل الربيع (تل أبيب) بصواريخ فجر5
2- إطلاق صاروخ أرض جو باتجاه طائرة حربية من طراز F16 وإطلاق صاروخ كورنيت على بارجة بحرية.
3- إسقاط طائرة استطلاع من خلال عملية تكنولوجية والحصول عليها.
وعن سؤال “من الذي يمارس القتل في غزة؟” يجيب نعوم تشو مسكي قائلاً “تركز المواد الإخبارية بشكل كبير على الصواريخ التي تظهر وهي تنطلق من قطاع غزة، ولم يؤدِّ أيّ منها إلى إصابات في الأرواح. ولكن ما لا يتم التركيز عليه، هو رشق وقصف غزة بالقنابل والصواريخ، اللذان أدّيا إلى وقوع عدد كبير من القتلى والإصابات الخطيرة. وفي الوقت الذي كانت فيه دول عديدة في أوروبا وشمال أميركا تحتفي بذكرى القتلى العسكريين في الماضي والحاضر يوم 11 نوفمبر الجاري، كانت “إسرائيل” تستهدف المدنيين. إلى جانب هذا، فإنّ المقالات التي تذكر القتلى الفلسطينيين تثابر على التبليغ أنّ العمليات “الإسرائيلية” تأتي رداً على إطلاق الصّواريخ من غزة وعلى جرح الجنود “الإسرائيليين”.
ويواصل مالك التريكي الحديث عن “الإعلام الغربي في تغطية الحرب على غزة: فاعل مجهول وضحايا غير مقصودين!” قائلاً “يبدو أن محرر الأخبار في قنوات التلفزيون الأمريكية والبريطانية والفرنسية هو شخص واحد. معظم الأخبار على القنوات الكبرى تقول: إن “العملية العسكرية “الإسرائيلية” في غزة مستمرة.. وإن عدد كذا من الأشخاص قد ماتوا!” هكذا ماتوا، دون أن يضيف المحرر أياً من اللواحق الرافعة للعتب، مثل: “جراء القصف” أو “نتيجة لذلك”. إذن هو ليس هجوماً. وهؤلاء ليسوا قتلى (ناهيك عن أن يكونوا شهداء) بل هي عملية وأموات. أحداث على صعيد ووفيات على صعيد آخر. ولا أتحدث هنا عن منطق الخبر، بل عما هو أبسط من ذلك.
تنقل أنباء العدوان “الإسرائيلي” كما تنقل أنباء الكوارث الطبيعية: فاعل مجهول وضحايا غير مقصودين. صياغة إخبارية مجوفة معقمة، ديدنها الفصل الجراحي بين الحروب العدوانية وإمكانية السؤال الأخلاقي”.
أمجد عرار يرى أن “غزة توجّه البوصلة” قائلاً “غزة تدخل يومها السادس تحت الذبح لكنّها تقدّم للأمة فتحاً جديداً عنوانه الصمود ورد الصاع صاعين على العدوان وتشعل صفارات الإنذار في “تل أبيب” لأول مرة منذ اثنين وعشرين سنة، وفي القدس لأول مرة منذ سنة 1967م، غزة سكبت الماء البارد على وجوه النائمين، وفلسطين كعادتها تعيد توجيه البوصلة، فالديمقراطية تبدأ منها، والحرية عبودية إن لم تبدأ من قدسها، والربيع بائس وجاف إن لم يزهر في برتقالها”.
وحول نفس الفكرة يحدثنا د. صالح بكر الطيار “غزة تعيد القضية الفلسطينية إلى الواجهة “
قائلاً “وبغض النظر عما أطلق نتنياهو ووزير دفاعه باراك من تهديدات ومن التلويح باحتمال اللجوء إلى غزو بري فإن القيادة “الإسرائيلية” قد أخطأت في حساباتها العسكرية الأمر الذي لا بد أن ينعكس سلباً على المستوى السياسي على الطاقم الحاكم في “إسرائيل” الآن وذلك للأسباب التالية:
– إمكانيات المقاومة الفلسطينية العسكرية لم تعد كما كانت عليه في حرب 2008 – 2009 بل تطورت كماً ونوعاً.
– العدوان على غزة استدعى تحرك مصر بشكل سريع التي سحبت سفيرها من تل أبيب وأوفدت رئيس وزرائها إلى غزة، ودعت جامعة الدول العربية ومجلس الأمن الدولي إلى اجتماعات عاجلة، مما يعني أن مصر محمد مرسي ليست مصر محمد حسني.. وبعيداً عن كل ذلك فقد أعاد العدوان “الإسرائيلي” على غزة القضية الفلسطينية إلى الواجهة بعد أن كانت نائمة ومنسية في إدراج صناع القرار الدولي”.
لمى خاطر تحدثنا “يومَ صارت لنا مقاومة حقيقية!” وتقول: “إن المقاومة في غزة اليوم وعلى رأسها كتائب القسام هي مفخرة لفلسطين كلها بل للأمة بأسرها أيضاً، وهذا المقام الرفيع الذي بلغته ما كان ليكون لولا احتضان حركة حماس حكومة وتنظيماً لها، وحماية ظهرها والاعتناء بها، وفتح مجالات التسلّح والتطوير أمامها، فمنذ تحرير غزة وكتائب القسام تنتقل من مرحلة ظفر إلى أخرى، ومن محطّة تطور إلى ثانية أعلى، ومقاومة هكذا حالها لا يمكن أن يكسرها موت قائد أو غيابه، لأنها مشروع قائم بذاته، وكيان منظم متين البنيان رغم ضيق حدود المساحة التي يتحرك فيها، ومعايشته أجواء حصار خانق لا تتيح له تلبية جميع طموحاته على صعيد التسليح.
مع كتائب القسام في قيادتها هذه الجولة من المواجهة اقتربنا من حلم الحرية أكثر، وبتنا نوقن أن عصر الغطرسة الصهيونية والقتل دونما حساب قد انطوى وانتهى، وتشكلت في الأفق وعلى الأرض معادلات جديدة بفعل لغة الدم والإثخان في الأعداء، وتراجعت أمامها حسابات أولئك المتكوّمين على رهانات التسوية العقيمة حتى انطفأ نورها ولفظها الوعي الفلسطيني الذي استعصى على التدجين وظلّ وفياً لروح المقاومة والجهاد!”.
وأخيراً يتحدث سمير الحجاوي عن “السجيل الفلسطيني يسقط السحاب “الإسرائيلي” قائلاً “هذا الكيان “الإسرائيلي” الذي شارف على نهايته بإذن الله أطلق على عدوانه على غزة اسم “عمود السحاب” وهو اسم مستوحى من العهد القديم، كتاب اليهود المقدس، للإشارة إلى أن الرب يقودهم، وقد تكرر هذا المصطلح 20 مرة في توراتهم بشكل منفرد أو مقروناً بالنار “عمود النار والسحاب”.. ولكن في غزة يتحول هذا الرب إلى آلة قتل دامية ويقود المعركة ضد الفلسطينيين في غزة لأنه “رب الجنود” الذي أمر “بإبادة كل نسمة حية فيها” وهذا ما يفعلونه بالضبط في غزة. تقول الأسطورة اليهودية في سفر الخروج “عندما وصل بنو “إسرائيل” إلى ساحل البحر الأحمر، وزحف وراءهم فرعون بمركباته وفرسانه وجيشه، “انتقل ملاك الرب السائر أمام عسكر “إسرائيل” وسار وراءهم، وانتقل عمود السحاب من أمامهم ووقف وراءهم، فدخل بين عسكر المصريين وعسكر “إسرائيل”، وصار السحاب والظلام وأضاء الليل. فلم يقترب إلى ذاك كل الليل.. وكان في هزيع الصبح أن الرب أشرف على عسكر المصريين في عمود النار والسحاب وأزعج عسكر المصريين”، ولذلك دعا عدد من الحاخامات أمس لإقامة صلاة جماعية في ساحة حائط البراق، الذي يسمونه “حائط المبكى” للدعوة لنجاح الجيش “الإسرائيلي” في عملية “عمود السحاب” العسكرية، وسلامة آلاف الجنود “الإسرائيليين” والمدنيين الموجودين تحت خط إطلاق النيران وتهديدات صواريخ المقاومة الفلسطينية وحسنا فعلت حركة حماس حين أطلقت على صواريخها اسم “حجارة السجيل”، في استحضار ديني رائع لقتل جيش الإثم والعدوان وقائده أبرهة الأشرم الذي كان يريد هدم الكعبة، ووثقها القرآن الكريم “وأرسل عليهم طيراً أبابيل، ترميهم بحجارة من سجيل”.. فحجارة السجيل العربية الإسلامية الفلسطينية تتصدى لعمود السحاب اليهودي الصهيوني “الإسرائيلي”، وهي الحجارة التي غيرت “قواعد اللعبة” ونقلت المعركة إلى العمق “الإسرائيلي”، وثقبت “قبتها الحديدية” ودفعت مليون إسرائيلي إلى النزول إلى الملاجئ. حجارة فلسطين المسومة تتحدى عمود السحاب “الإسرائيلي” وتتحدى الصلف الغربي الذي يتحدث عن “حق “إسرائيل” في الدفاع عن نفسها”، من أوباما الأمريكي إلى كاميرون البريطاني إلى أولاند الفرنسي وميركل الألمانية وبوتين روسيا وأشتون الأوروبية.. كلهم أعداء لا نستثني أحداً منهم، وكلهم شركاء في سفك الدم الفلسطيني في غزة، وهم كلهم مجرمون مع نتنياهو وباراك وليبرمان”.
فلسطين تنتصر.. وغزة تنتصر.. العرب ينتصرون.. والمسلمون ينتصرون.. حجارة السجيل انتصرت وتنتصر.. وعمود السحاب والنار هزم وسيهزم.. و”إسرائيل” ستهزم لا محالة، وستزول عن الخارطة خلال 10 سنوات كما قال هنري كيسنجر.. إنها بداية النهاية للدولة الصهيونية “الإسرائيلية” اليهودية.. وكل ما على العرب فعله هو أن يستعدوا للمعركة الفاصلة وأن يزودوا الفلسطينيين بالسلاح، فقعقعة السلاح هي اللغة الوحيدة التي يفهمها قادة الكيان “الإسرائيلي” الذي يسير إلى أفول.
والله غالب على أمره
موقع إسلاميات

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات