بين عدوانين

واستطاعت هذه الصواريخ ان تقتل من الضربة الاولى اربعة صهاينة وتجرح عددا اخر واستطاعت دفاعات القسام ان تسقط طائرة عسكرية وطائرة استطلاع بلا طيار ، وقد اثبتت هذه القدرة بما لايدع مجالاً للشك فشل الحملة الاولى التي ادّعى العدو فيها تدمير قدرات حماس العسكرية وكسر ارادتها على الصمود.
اما على الجانب الآخر فقد بدا الارتباك واضحا على القيادة الاسرائيلية فمرة يقولون بأنهم حددوا ساعة الحرب البرية ثم يتراجعون ،ومرة يعلنون وقف الغارات اثناء زيارة الوفد المصري ثم يتراجعون ،ومرة يعلنون انهم استدعوا ثلاثين الف جندي احتياط ثم يختلف هذا الرقم الى ستة عشر الفاً فقط ،ومرة يعلنون انهم سيوسعون دائرة العدوان واخرى يستنجدون بأمريكا لإقناع مصر بالتوسط لدى حماس للتهدئة ، وحماس هذه المرة ترفض وتتحكم في زمام الامور.
اما على المستوى السياسي في الفرق بين العدوانين كبير ،ومظاهره لا تخفى على احد ، فالعرب عام 2008م ليسوا هم عام 2012م فمصر التي كان حسنيها يرفض فتح معبر رفح ،ويحمّل حماس مسؤولية العدوان ،ويشدد الحصار على اهل غزة ،ويعطي الحق لإسرائيل بمراقبة معبر رفح ، لا بل ان الاشارة الاولى للعدوان بدأت من لقاء وزير خارجيته(ابو الغيط) مع ليفني عميلة الموساد صاحبة الليالي الحمراء والغرف المظلمة مع رموز عربية وفلسطينية اعلنت عنها مؤخراً.
اما اليوم في مصر الثورة فقد اختلف الوضع فيها الى النقيض تماماً ،وهاهو صِدّيقها يفتح معبر رفح على مصراعيه لتقديم كل الدعم لاهل غزة ، ويستدعي سفيره من اسرائيل ليصلح غلطة رسالته المشئومة الى رئيس الكيان الغاصب ، ويطرد جاسوس اسرائيل من مصر والمدعو سفير ، ويرسل رئيس وزرائه الى غزة ومعه اكثر من عشرين شاحنة محملة بالأدوية والمساعدات ويفتح مستشفيات مصر لخدمة الاشقاء ، ويعلن في خطابه من المسجد انه لن ينحاز إلا الى اهل غزة.
هذا في مصر اما في تونس فرئيسها يرسل وزير خارجيته ويعلن لن نسمح لإسرائيل الاستفراد في الشعب الفلسطيني ،فتونس الثورة ليست تونس سيء العصيين ،ولن تكون يوماً إلا لأشقائها الفلسطينيين ،وستدعمهم بكل ما اوتيت من قوة . اما ليبيا فكل الاحاديث تدور على ان الصواريخ الجديدة التي تدك امن اسرائيل قدمت من ليبيا بعد قذف معمرها جثةً هامدة في بطن الصحراء.
اذاً تكسرت على صخرة صمود اهل غزة كل مشاريع التطبيع بين الدول العربية والكيان الصهيوني الغاصب ،وعادت الامور الى وضعها الطبيعي بين العرب وبين كيان غاصب حالة من العداء لا يمكن ان تنصلح طالما بقي هذا الكيان الغاصب.
ان المتتبع لنمو حركة حماس المتصاعد من شيخ مقعد الى حركة بسيطة ملاحقة الى مجموعة من المبعدين الى تنظيم استطاع ان ينال ثقة الشعب الفلسطيني الى دولة فرضت نفسها وقوتها على الساحة الفلسطينية والعالمية .. يدرك ان هذه الحركة تتبناها رعاية الهية ، تعدها ليوم الفصل والتحرير والخلاص والمؤشرات تدل على ذلك وحركة التاريخ تشهد بذلك.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

صاروخ يمني فرط صوتي يستهدف مطار بن غوريون ويوقفه عن العمل
صنعاء – المركز الفلسطيني للإعلام قال المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية، العميد يحيى سريع، إن القوات الصاروخية استهدفت مطار "بن غوريون" في منطقة...

المقاومة تقصف عسقلان وأسدود وغلاف غزة
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام تبنت " سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، مساء اليوم، قصف اسدود وعسقلان ومستوطنات غلاف غزة برشقات...

لازاريني: استخدام إسرائيل سلاح التجويع جريمة حرب موصوفة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام قال المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، فيليب لازاريني، إن استخدام "إسرائيل"...

24 شهيدًا وعشرات الجرحى والمفقودين بقصف محيط المستشفى الأوروبي بخانيونس
غزة- المركز الفلسطيني للإعلام اسشتهد 24 فلسطينياً وأصيب عدد كبير بجراح مختلفة فيما فُقد عدد من المواطنين تحت الركام، إثر استهداف إسرائيلي بأحزمة...

المبادر المتخابر في قبضة أمن المقاومة والحارس تكشف تفاصيل
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام كشفت مصادر أمنية اعترافات عميل تخابر مع الاحتلال الإسرائيلي تحت غطاء "مبادر مجتمعي"، لجمع معلومات حول المقاومة...

حماس: قرار الاحتلال بشأن أراضي الضفة خطوة خطيرة ضمن مشروع التهجير
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام اعتبرت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إنّ قرار الاحتلال الإسرائيلي إعادة تفعيل ما يُسمّى “عملية تسجيل ملكية الأراضي...

علماء فلسطين: محاولة ذبح قربان في الأقصى انتهاك خطير لقدسية المسجد
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام اعتبرت "هيئة علماء فلسطين"، محاولة مستوطنين إسرائيليين، أمس الاثنين، "ذبح قربان" في المسجد الأقصى بمدينة القدس...