الثلاثاء 13/مايو/2025

رسائل غزية عاجلة

براء نزار ريان
لقد فاجأت غزّة الجميع، محبّيها قبل مبغضيها، ومؤيديها قبل شانئيها، إنها في كلّ ساعة من ساعات “حجارة السجيل” التي أعلنتها كتائبها تثبت أنها على مستوى الحدث وفوقه!

رسم قادة الصهاينة خطًا غبيًا جدًا للأحداث، إذ ضرب المجرم نتنياهو ضربة الغدر باغتيال رئيس أركان فلسطين، شيخنا المجاهد الكبير أحمد الجعبري، وأتبع الجريمة بحملة قصف مكثف وأخبار عن حشود على الحدود وتهديدات بالاجتياح، في مسعى واضح تجاه دفع حكومة المجاهدين نحو التهدئة وإيثار السلامة.

فكانت حكومة المجاهدين –التي طالما وُصفت ظلمًا بحكومة التهدئات والهدن- على قدر المسئولية ورفضت منح التهدئة للعدو الغادر، إنّها حكومة مظلومة، تحملت المزايدة والمقارنة بحكومة العملاء في الضفة حتى من إخوة الدم وشركاء المقاومة.

لله درّكِ يا حكومة إسماعيل، يا حكومة الاستشهاديين، وإن كره العملاء والمنافسون الأدعياء على السواء!
لقد أخرستِ الصهاينة المجرمين، والمنبطحين المستسلمين، وأخزيت معهم التكفيريين المزايدين، إذ يتهمونك بملاحقة المجاهدين، ويسمونك حكومة الطواغيت! ألا ساءت وجوههم وكبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبًا!
إنّها رسالة غزةّ الأولى، وهي أبلغ الرسائل!

أما الرسالة الثانية، فهي شخصية جدًا، موجهة من غزة شخصيًا إلى قادة الكيان المجرم:
لطالما عايرَ العدوّ المتغطرس شعب فلسطين بـالقادة “المختبئين” وقد حُقّ لكل مقاومة أن تؤمن رجالها وبالأخص قادتها، ولم تشّذ عن هذا أي حركة تحرر في التاريخ، اللهم أن اليوم شهد استثناءً، فالاحتلال بجبروته وغطرسته يختبئ قادته في الملاجئ، وقيادة المقاومة ورأس حكومتها المجاهد إسماعيل هنية تخرج في العلن بين أبناء شعبها، تستقبل ضيوفها، وتواسي جرحاها وتتبرّك بدماء شهدائها!

رسالة غزة الثالثة عن الشقيقة الكبرى، بل الأمّ إذ هي أمّ الدنيا، إلى مصر الحرة التي كانت غيمةُ الصهاينة المنقشعة بإذن الله فرصة لها؛ ليتجلّى فيها وجه الثورة الأزهر، ومصر بين حربين تزيح الحقبة السوداء، حقبة التخاذل والتواطؤ، وتعلن أيامًا مشرقة جديدة في قيادة الأمة نحو التكاتف فالنصر والتمكين بإذن الله.

قبل سنوات كان وزير خارجية مصر أحمد أبو الغيط يقول على التلفزة: ما احنا قلنا لهم.. حذرناهم! ويحمل قيادة المجاهدين المسئولية، بينما رئيس وزراء مصر اليوم يقسم ودماء الشهداء تحنّي يديه من قلب غزة على أنّ مصر لن تتخلى وأن ما كان بالأمس مقبولًا لم يعد اليوم ممكنًا!

أما الرسالة الرابعة فهي عن درّة التاج، وواسطة العقد، وغرة الجبين، وقرة العيون، كتائب الشهيد عزي الدين القسّام وهي تبرهن على صدقها وهي الصادقة، وتثبت براءتها وهي القدّيسة الطاهرة، إذ ذرت الرماد في عيني كل من استهزأ بالإعداد، واستطال –متهمًا- أيام الاستعداد، ها نحن نرى القسّام أقوى وأطول يدًا، وأشدّ بأسًا وتنكيلًا!
ما بين إسقاط الطائرات، وضرب المغتصبات النائيات، وسائر المفاجآت، تظهر حقيقة واحدة، هو أنّ كتائب القسّام لم تكذب على شعبها لحظة، ولم تغادر مربع المقاومة وقيادة المقاومة ولو ليوم، والله في علاه شاهد ومن بعده إبداعاتها المتوالية.

آخر الرسائل عن النظام الأسديّ المجرم، ومحاميه الطائفيين، إذ يتفاخرون بصواريخ غزّة ويتستّرون بها على مواقفهم الطائفية المخزية، نقول لهؤلاء: إنّ من تطاول على القائد مشعل، واقتحم منزله ومكتبه وسائر بيوت قادة حماس ومؤسساتها، وأغلقها بالشمع الأحمر لا يحقّ له أن يفتخر بإنجازاتها، ولا يتفاخر بمقاومتها.

لقد فضح الله غربان اليسار وبومه التي علا نعيقُها ونعيبُها أنّ حماس غادرت مربّع المقاومة والتحقت بصفوف الاعتلال، وما دروا أنّهم بتخليهم عن حماس قطعوا آخر صلاتهم بالمقاومة، ولعرفوا أنّ حماس تَجرّ نحو المقاومة غيرها ولا يحرف بوصلتها أحد!

عاشت فلسطين حرّة إسلامية، وعاشت صواريخ القسّام إذ تروي عطش كلّ شبر منها، وتوزّع الجحيم على رؤوس محتليها، وتبلغ السلام من غزّة لأهلها الأصليين، والله أكبر ولله الحمد.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات