حامد ومحمد .. بطلان لا يغيبان عن الذاكرة في ذكرى وفاء الأحرار (تقرير)

مع حلول الذكرى الأولى لتنفيذ صفقة وفاء الأحرار، التي شكلت صفعة قوية للعدو عكست إرادة المقاومة الفلسطينية في تحرير أسراها من خلف قضبان الأسرى، تستذكر الجماهير الفلسطينية وعلى رأسها الأسرى المحررون اثنين من أبطال عملية الوهم المتبدد التي اقتنصت الجندي الصهيوني جلعاد شاليط ليكون مفتاح الأمل الذي تحقق لأكثر من ألف أسير وأسيرة.
فبينما عادت ثلة من المجاهدين بشاليط أسيراً في عملية الوهم المتبدد التي استهدفت نقطة عسكرية لقوات الاحتلال شرق رفح فجر الخامس والعشرين من حزيران (يونيو) 2006، كان المقاومان حامد الرنتيسي ومحمد فروانة يشاركان في هذا النصر المؤزر ويدفعان دمهما الطاهر ليحققا لحظة العبور والأمل والحرية التي تحققت بعد أكثر من خمس سنوات من الصمود والثبات والتحدي وفي ظل معركة عقول أمنية لا يستهان بها.
حامد الرنتيسي .. ولد في رفح وعلى أعتابها استشهد
فالشهيد حامد الرنتيسي من مواليد حي البرازيل برفح جنوب قطاع غزة وتعود جذور أسرته إلى قرية يبنا المحتلة، وتلقى مسيرته التعليمية في المرحلتين الابتدائية والإعدادية في مدارس وكالة الغوث للاجئين أنهى المرحلة الثانوية في مدرسة طه حسين وعاش نشأة طيبة في مسجد ابو بكر الصديق بالبرازيل وكان ملتزما بصلواته فيه.
ومع اندلاع انتفاضة الأقصى اختار البطل الرنتيسي خيار المقاومة، والتحق بألوية الناصر صلاح الدين، ونظراً لشجاعته وبسالته وقع عليه الاختيار ليكون أحد أبطال الوحدة الخاصة التي نفذت عملية الوهم المتبدد التي صنعت النصر المؤزر وكتبت هذا المجد بأحرف من دم ونور في سجل التاريخ الفلسطيني.
محمد فروانة .. المجاهد الكتوم
أما البطل الثاني فهو محمد فروانة، من مواليد خان يونس عام 1983، وهو الثاني بين إخوته وتلقّى تعليمه الابتدائي والثانوي في مدارس المدينة ودرس التربية في جامعة الأقصى، وكان يتصف بالهدوء والكتمان والسرية.. ولم يكن يوحي لمن حوله بطبيعة عمله الجهادي أو مخططاته.. وبالرغم من ذلك كنت أتوقع شهادته بأي لحظة.
ونظراً لشجاعته وإيمانه بخيار المقاومة والجهاد والاستشهاد وقع عليه الاختيار للمشاركة في عملية الوهم المتبدد، وكان ينتمي لجماعة جيش الإسلامي التي كانت تنشط في ذلك الوقت.
وتقول والدته إن كل حديثه قبل استشهاده بأيام كان حول الجنة وملاقاة الصحابة الكرام، وأنّ الآخرة أفضل من الدنيا و كان مولَعاً بمشاهدة العمليات الجهادية وسماع أخبارٍ عن المجاهدين، وكان كلّما سمع بمجزرةٍ صهيونية كان يغمّ ويحزن ويصاب بكمد شديد.
تفاصيل المعركة
محمد وحامد انطلقا متوضئين مع ثلة من المجاهدين من كتائب الشهيد عز الدين القسام، فجر يوم 25 يونيو 2006 ونجحوا في الوصول إلى الهدف المحدد شرق رفح ونفذوا عملية عسكرية خاطفة بامتياز استهدفت موقعا عسكريا صهيونيا شرق مدينة رفح بالقرب من معبر كرم شالوم .
وتمكّن المجاهدون من اقتحام المنطقة واختراق السلك الإلكتروني على الحدود الفلسطينية والأراضي الفلسطينية المحتلة عام 48، وبدأ المجاهدون بتفجير دبابة “ميركافا” وناقلة جندٍ، ومن ثمّ تمّ تدمير برج مراقبةٍ لثكنة عسكرية لجيش الاحتلال وبرج اللاسلكي التابع لأجهزة الاستخبارات الصهيونية. وأسفرت العملية عن مقتل وإصابة عدد كبير من جنود الاحتلال.
واستهدفت العملية “مواقع الإسناد والحماية التابعة للجيش الصهيوني” هو موقع عسكري استخباري يمتد لمسافة تقارب الكيلومتر ، وكانت العملية بدأت في تمام الساعة 05:15 فجراً بقصف تمهيدي وإشغال لحامية معبري صوفا وكرم أبو سالم الصهيونيين بمدفعية الهاون والرشاشات .
وبدأ التنفيذ الفعلي الذي قامت به “وحدة الإنزال خلف الخطوط” المشتركة بين كتائب الشهيد عز الدين القسام وألوية الناصر صلاح الدين ، وجيش الإسلام إذ أجهزت هذه الوحدة
وبينها الفارسان محمد وحامد على طاقم الموقع بالكامل وأوقعتهم بين جريح وقتيل كما تم تدمير دبابة من طراز ميركافة 3 بشكل كامل وناقلة جند مصفحة وتم الإجهاز على طاقميهما كما تم تدمير الموقع العسكري الاستخباري بشكل جزئي.
وبعد معركة ضارية ارتقى خلالها محمد وحامد شهيدين تمكن باقي المجاهدين من العودة ومعهم شاليط لينبعث أمل الحرية لدى آلاف الأسرى القدامى في سجون الاحتلال ويتحقق الوعد في الثامن عشر من تشرين أول (أكتوبر) 2011، ويخرج 450 من كبار قادة الأسرى الذين طالما أذاقوا العدو كال ما اقترف من جرائم بحق الشعب الفلسطيني.
تقدير المحررون لعائلتي الشهيدين
ومنذ الإفراج عرف المحررون كما الشعب مكانة عائلة الشهيدين من أبطال النصر، فقام كافة المحررون بزيارة العائلتين وأشادوا بهذه التربية التي شكلت هذه الأسود التي
أذاقت الاحتلال كأس المنون، وكانت والدتي الشهيدتين حاضرتين على منصة الاحتفال المركزي بالأبطال، وحرص الكثير من السرى على زيارة منزلي العائلتين قبل وصولهم لمنازلهم في قطاع غزة تقديراً لهم.
ومنذ التحرر وحتى الآن تحول منزلي عائلتي الشهيدين في رفح وخان يونس، إلى مركزي استقطاب للأسرى المحررين وسط ترحاب من والدتي الشهيدتين اللتان عبرتا غير مرة عن فخرهما بابنيهما صناع المجد والعزة.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

قيادي في حماس: مفاوضات متقدمة مباشرة بين الحركة والإدارة الأميركية
غزة- المركز الفلسطيني للإعلام كشف قيادي في حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إن مفاوضات متقدمة مباشرة تجري بين الحركة والإدارة الأميركية حول وقف إطلاق...

أهالي طلاب مدرسة بنات القدس يحتجون على إغلاقها من الاحتلال
القدس المحتلة – المركز الفلسطيني للإعلام احتج أهالي مدرسة بنات القدس، يوم الأحد، على إغلاق قوات الاحتلال مدرستهم التابعة لوكالة الغوث وتشغيل...

مركز حقوقي: فظائع سديه تيمان تستوجب محاكمة قادة الاحتلال كمجرمي حرب
بيروت- المركز الفلسطيني للإعلام أكد مركز فلسطين لدراسات الأسرى (مستقل) أن "ما كشفته صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية عن الانتهاكات الصادمة التي تُرتكب في...

الصحة بغزة: 19 شهيدا و 81 إصابة وصلوا المستشفيات خلال 24 ساعة
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة وصول مستشفيات قطاع غزة 19 شهيدا، و 81 إصابة خلال 24 ساعة الماضية....

المقاومة توقع قوة إسرائيلية بكمين في حي الشجاعية
غزة- المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، تنفيذ عملية مركبة في حي الشجاعية بمدينة غزة، أمس السبت، أسفرت...

الاحتلال يقتحم مجمع المدارس في حلحول ويشدد إجراءاته العسكرية في الأغوار
الخليل - المركز الفلسطيني للإعلام أصيب عدد من الطلبة بالاختناق، اليوم الأحد، جراء اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي منطقة مجمع المدارس في بلدة حلحول...

إصابة مواطنين برصاص الاحتلال في بنت جبيل جنوبي لبنان
بيروت - المركز الفلسطيني للإعلام أصيب شخصان برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأحد، في بلدة مارون الراس الحدودية، قضاء بنت جبيل، جنوب لبنان....