الثلاثاء 06/مايو/2025

الفاتورة الصهيونية والانتخابات الأميركية

الفاتورة الصهيونية والانتخابات الأميركية

الفاتورة التي فرضتها الحركة الصهيونية على المرشحين الأميركيين ثقيلة، ولعل أهم استحقاقاتها يتمثل في التباري بينهم في إجراءات قاسية ولا إنسانية لتثبيت أسس الاحتلال العنصري والتضييق على الفلسطينيين وحرمانهم من حقوقهم المعيشية لإجبارهم على هجر وطنهم واللجوء إلى دول الشتات من جهة، وتحدي كل التقارير الدولية التي تنتقد الممارسات الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني إيفاءً باستحقاقات الفاتورة الصهيونية الانتخابية من جهة أخرى.
وفي هذا الإطار يمكن فهم قرار واشنطن إدراج مؤسستي وقفية رعاية الأسرة الفلسطينية واللبنانية (وفرة)، ومؤسسة القدس الدولية في قائمة «الإرهاب»، بعد أيام معدودة من تقرير مكتب الأمم المتحدة- أوتشا، الذي ينتقد مواصلة الكيان الصهيوني التضييق على معيشة الفلسطينيين، فهذا القرار إضافة إلى كونه يشكل تحدياً للتقارير الدولية وتواطؤاً مع الاحتلال الصهيوني، فإنه يشكل استفزازاً صارخاً لمشاعر الفلسطينيين والعرب.
فالمؤسسة الأولى ذات طابع خيري تنموي يهدف لتمكين الأسر الفقيرة، وتحظى بقرار القضاء «السني» في لبنان وترخيص شرعي بمزاولة نشاطها الإنساني، الأمر الذي يشير إلى توجه أميركي لتجفيف مصادر الخير الإنسانية التي تساعد الفلسطينيين على الصمود، أما المؤسسة الثانية «القدس الدولية» فهي نشأت امتداداً لانتفاضة الأقصى الباسلة وبعد أقل من شهر على انطلاقتها في عام 2000 من خلال المؤتمر القومي- الإسلامي الثالث في بيروت بهدف تعزيز صمود الشعب الفلسطيني في القدس، وشارك في تأسيسها ممثلون عن «46» بلداً عربياً وإسلامياً، الأمر الذي يجعل إدراجها في قائمة «الإرهاب» استخفافاً تاماً بمشاعر شعوب هذه البلدان.
ولعل الأخطر في هذا الأمر أنه يشير إلى توافق أميركي صهيوني على إضعاف مقومات الصمود الوطني لدى الفلسطينيين في القدس من خلال تجفيف المزيد من مصادر صمودها العربية والإسلامية تمهيداً لاستكمال تهويدها كعاصمة أبدية موحدة للكيان الصهيوني، وهو ترجمة للمزايدات الرخيصة بين المرشحين الأميركيين التي دفعت الحزب الديمقراطي لتبني شعار «القدس عاصمة إسرائيل» في استخفاف كامل بسلطة رام الله التي وضعت بيضها كله في السلة الأميركية.
تبرير وزارة الخزينة الأميركية بأن القرار بإدراج هاتين المؤسستين في قائمة «الإرهاب» هو دعمها لحركة حماس عذر أقبح من ذنب، ليس لأن المقاومة للاحتلال مشروعة فحسب، بل ولأن المؤسسات التي تدعم الإرهاب الصهيوني الدموي ضد الفلسطينيين والاستيطان العنصري تدرج في الولايات المتحدة ضمن قائمة «الخيرية والإنسانية» في تحيز واضح، تلمس آثاره من خلال التوسع الاستيطاني والإبادة المتواصلة للفلسطينيين وهدم البيوت وانتهاك المقدسات الإسلامية وتهويد القدس والتضييق الاقتصادي المتواصل لمعيشة الفلسطينيين وحرمانهم من مصادر التنمية، وانتهاك حقوق الإنسان، وحملات الاعتقال والمداهمات، والتي لا تدرج في القاموس الأميركي تحت معناها الشامل والأعم الإرهاب العنصري.
بعد كل ذلك نرى نهج أوسلو ما زال يروج لوهم الحلول السلمية والوسيط الأميركي «النزيه» بل يواصل التنسيق الأمني مع الاحتلال.
صحيفة الوطن القطرية

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

20 شهيدا وعشرات الجرحى بمجزرة مروعة وسط غزة

20 شهيدا وعشرات الجرحى بمجزرة مروعة وسط غزة

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم الثلاثاء، مجزرة مروعة بحق النازحين، عقب قصف الطيران الحربي لمدرسة تُؤوي...