الإثنين 05/مايو/2025

أنور مراعبة.. عملاق قلقيلية الذي لا ينحني للعاصفة (تقرير)

أنور مراعبة.. عملاق قلقيلية الذي لا ينحني للعاصفة (تقرير)

لم يكن اعتقاله من قبل أجهزة أمن السلطة في الثامن عشر من أيلول الماضي بالأمر الغريب، فالشيخ أنور مراعبة أحد أهم الأرقام الوطنية في الضفة الغربية ومن الرموز المعتبرة لحركة المقاومة الإسلامية “حماس” فيها.

تحفل سيرة الشيخ أنور بالكثير من قصص البلايا والمحن، لكن القاسم المشترك الأكبر بينها جميعاً هو ضربه لأروع الأمثلة في الصبر والصمود.

 بدأت رحلة الشيخ أنور مراعبة مبكرةً مع المعاناة، ففي كل يومٍ من سنوات عمره الــ” 45″ قصةٌ لشكلٍ فريدٍ من أشكال التعذيب الذي تعرض له وهو ينقل الخطى بين سجون الاحتلال وسجون سلطةٍ صنعها الاحتلال لتسهر على أمنه.
سيرة مشرفة

تعود أصول الشيخ مراعبة إلى بلدة “رأس عطية” جنوب مدينة قلقيلية، وهو متزوجٌ وله عددٌ من الأبناء ذكوراً وإناثاً.
درس الشيخ أنور الشريعة الاسلامية وتخرج من جامعة الخليل ليلتحق بالعمل في سلك التربية والتعليم معلماً للتربية الإسلامية، قبل أن يعين وكيلاً لوزارة الأوقاف والشؤون الدينية في الضفة الغربية عام 2007 م.

خاض الشيخ مراعبة غمار العمل التنظيمي على أعلى المستويات، فهو من مؤسسي الحركة الإسلامية ورموزها في محافظة قلقيلة، وهو من أوائل النشطاء السياسين فيها، وقد اعتقل لدى سلطات الاحتلال عقب عملية “ديزنكوف” الشهيرة التي قادها الشهيد يحيى عياش ونفذها الاستشهادي البطل صالح صوي في العام 1995 م.

وُجّهت يومها للشيخ أنور مراعبة اتهامات قوية بعلاقته بتلك العملية حيث كان يعتبر أحد المدبرين والمخططين فيها، واعتقل حينها عدة سنوات في سجون الاحتلال.
عاد الشيخ أنور فور إطلاق سراحه ليساهم في بناء وطنه وحركته، فعمل على تنظيم العمل الحركي في محافظة قلقيلية وقراها، وكان له الدور الأبرز في انطلاقة الحركة في معظم قرى المحافظة بدعوة إسلامية خالصة لوجه الله تعالى.

 الانتصار والمعاناة

وبعد الانتصار الساحق للحركة الإسلامية في انتخابات المجلس التشرعي الفلسطيني عام 2006 م، أعادت قوات الاحتلال اعتقاله بعدما اعتبرته من مفاتيح الفوز في الرئيسية في شمال الضفة الغربية.

أطلق سراح الشيخ أنور من هذا الاعتقال لتتلقفه أجهزة أمن السلطة التي قامت بعزله من عمله وكيلاً لوزراة الأوقاف، وأعادته لمهنة التعليم التي سرعان ما فصلته منها أيضاً.

ومنذ العام 2007 تعرض الشيخ للاعتقال مراتٍ عديدةٍ وتناوبت على اعتقاله جميع أجهزة أمن السلطة، وقد تفننت جميعاً في تعريضه للتعذيب والشبح والإهانة المتعمدة للنيل من مكانته.

وجاء الاعتقال الأخير بتاريخ 1892012 لدى جهاز الأمن الوقائي في قلقيلية ليسجل قصةً جديدةً في كتاب معاناة الشيخ مراعبة الذي صار استهداف شخصه على الأجندة اليومية لأجهزة السلطة.

ويقول مقربون من الشيخ مراعبة أن أجهزة السلطة لا تكفّ عن مراقبة حركاته ومتابعة سفراته بشكل شبه يومي تستدعيه لتسئله عن الجهات التي زارها والشخصيات التي تواصل معها والتي في معظمها معارف وصداقات منذ أيام الدراسة أو سنين السجن.

وفي روايةٍ لمن يعرفون الشيخ عن قرب يؤكدون أن أجهزة السلطة تتعمد مهاجمة بيته بعملية اقتحام استعراضية عندما تعتقله إمعاناً في إيذائه وإذلاله أمام معارفه وأسرته.
واليوم لا يضيق صدر الشيخ أنور بضيق زنزانته، ولا يرجو ظالماً شيئاً لكنه يدعو شعبه للتحرك ورفع الأذى والظلم عنه وعن أرض الرباط التي باتت أسيرة التنسيق الأمني.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات