رومني ونتانياهو في قارب واحد!

يقال في الغرف المغلقة إن «ميت رومني» المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأميركية المقرر إجراؤها في السادس من نوفمبر المقبل يتبنى تماماً وجهة نظر رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو تجاه إيران، وأنه مستعد لإعلان ذلك الموقف في اللحظة التي يفوز فيها بالانتخابات.
وإذا كان المرشح الديمقراطي باراك أوباما قد اتخذ موقفاً انتخابيا حول القدس مماثلاً لموقف رومني الذي قال إنه سيعترف بالمدينة عاصمة ل”إسرائيل”، فإن الرئيس الأميركي الحالي يرفض احتضان موقف نتانياهو تجاه إيران وهو الموقف الذي يمثل رأي رومني.
وتشير غالبية التقارير الواردة من واشنطن والقدس المحتلة إلى أن التماثل بين رومني ونتانياهو لا يصل فقط إلى حد التطابق الكامل، ولكن وجود الرجلين على سدة الحكم في الولايات المتحدة و”إسرائيل” لا يستبعد أن يؤدي إلى إشعال حرب مع إيران خلال الشهور القادمة.
وفي هذا الإطار تبين أن حوالي نصف الأميركيين الذين تبرعوا بالمال لدعم حملات نتانياهو المتطرفة قدموا الأموال أيضاً إلى رومني والحزب الجمهوري مما يؤكد أن هذين الشخصين يسيران في نفس الاتجاه المتشدد سواء ضد إيران أو ضد الفلسطينيين.
وفي الحقيقة ان العوامل التي تجمع رومني ونتانياهو تتجاوز كثيراً مجرد اقتسامهما تبرعات المانحين الأميركيين، إذ أن الرجلين سبق وأن عملا كزميلين في مجموعة استشارات أميركية في بوسطن وكانا معروفين ليس فقط بالصداقة المشتركة بل برؤيتهما الموحدة لحل مشكلات العالم.
وفي الوقت الذي تدهورت فيه العلاقات بين إدارة باراك أوباما وحكومة نتانياهو التي انتقدت تعامل واشنطن مع الملف الإيراني، يعتقد الكثيرون أن رئيس وزراء إسرائيل يضع كل ثقله لفوز رومني في الانتخابات، ومن خلال دراسة أجرتها صحيفة إسرائيلية للتبرعات التي تلقاها نتانياهو من دعم مالي لحملته الانتخابية لتزعم حزب الليكود في يناير الماضي، ظهر أن سبعة وثلاثين من المانحين الستة والأربعين كانوا أميركيين وأن تسعة عشر من هؤلاء الأميركيين قدموا المال إما لميت رومني أو لحزبه الجمهوري.
وتقول مصادر مطلعة على العلاقات القوية بين نتانياهو ورومني أنهما لا يحملان فقط آراء واحدة حول ضرورة توجيه ضربة عسكرية إلى إيران، بل إنهما يدافعان عن سياسة إبقاء الأوضاع في الضفة الغربية معلقة دون تحقيق أي تقدم في عملية السلام في الوقت الراهن.
صحيفة الوطن القطرية