الأربعاء 07/مايو/2025

انتفاضة الأقصى في العالم الافتراضي!

انتفاضة الأقصى في العالم الافتراضي!

مرت الذكرى السنوية الثانية عشرة لانتفاضة الأقصى هذا العام بصمت، لم يكد يتذكرها أحد، ما خلا بعض المدونين، فيما “إسرائيل” وحدها من تتعقب هذه الذكرى، وترصد أي تحرك يمكن أن يبعث الحياة فيها، ولو في العالم الافتراضي، على شبكة الإنترنت!.
لقد طاردت “إسرائيل” بكل ثقلها شبح الانتفاضة فوضعت كل ذلقها لحذف صفحات الانتفاضة الثالثة من صفحات الفيسبوك، فكانت كلما وصل عدد معجبي الصفحة إلى رقم كبير تجند جيشها الإلكتروني لتعقب الصفحة ودفع إدارة الموقع لحذفها، طبعاً الانتفاضة الثالثة هنا ليست انتفاضة حقيقية بل هي انتفاضة في العالم الأثيري المفترض، ومع ذلك لم تحتملها “إسرائيل”، بل لم تحتمل مجرد وجود اسمها، ما يدل على أن “إسرائيل” تحسب لهذا المصطلح مليون حساب، بل إن جيوش “إسرائيل” الإلكترونية امتدت نيرانها إلى تطبيق الانتفاضة الثالثة في متجر شركة آبل فتمت إزالته هو الآخر، أحد المدونين لفت النظر إلى كيفية مواجهة هذه الحرب الإلكترونية، فأشار إلى جملة من المسائل، أحب أن أعممها على القراء المعنيين بأن يكونوا جزءاً ممن يواجهون “إسرائيل” وجيشها الإلكتروني، ما دامت كينونة الانتفاضة على الأرض متعذرة، فلما لا تظل حية ولو في العالم الافتراضي؟.
من النقاط المهمة هنا أن يعرف المقاومون الإلكترونيون حدود استخدام الأدوات الحديثة في نشر القضية العربية وإيصال وجهة نظرنا كعرب، فعلى سبيل المثال لو أردنا عمل برنامج يتعلق بالقضية الفلسطينية يجب أن لا نسميه (الانتفاضة الثالثة) ويجب أن يكون محتوى البرنامج لا يسيء بشكل مباشر إلى أي طرف وفي نفس الوقت يحقق أهداف البرنامج ويقوم بإيصال الرسالة التي تم إنشاء التطبيق من أجلها، هذا ما يسمى معرفة حدود استخدام الأدوات الحديثة. طبعاً إلا إذا أردنا استفزاز الطرف الآخر لغرض معين، هذه نقطة مهمة يجب أن نتعلمها، ولكن في نفس الوقت يجب أن لا تستهين بنا الشركات وتعلم أن لنا ثقلاً ويجب على هذا الشركات قبل اتخاذ أي قرار بحذف أي برنامج على أساس تمييز فئة على فئة بعد أن سمحت به في متجرها ورأت أنه لا شيء فيه، يجب أن تعلم أنها سوف تُغضب الكثير من المستخدمين الذين يرون في حذفها لهذا التطبيق نوع من التحيز وعدم المراعاة لشعور فئة كبيرة من المستخدمين، وإذا سكتنا على ذلك، سنجد أنه لا وزن لنا، فهل تتذكرون عند أول ظهور للأي فون كان برنامج الطقس يقسم القدس إلى قدس شرقية وقدس غربية، فقامت الدنيا ولم تعقد عند الصهاينة لأنهم يقولون إن القدس واحدة وهي عاصمة إسرائيل، وما حدث في النهاية، أنه تم التعديل من شركة ياهو صاحبة برنامج الطقس على الآي فون وأصبحت قدساً واحدة. إذاً الصهاينة لا يسكتون على أبسط الأشياء وحتى إذا ظهر وشاح فلسطيني في أحد الدعايات الخاصة بموقع أي-فون إسلام كما حدث من قبل، يسعى الصهاينة لعمل دعوات لوقف هذا الإعلان والأمثلة كثيرة فكل خرائط تطبيقات الموقع حذف من عليها كلمة فلسطين، كل شيء له علاقة بالهوية الفلسطينية يتم حذفه!.
إذا كانت مواقع الانتفاضة الثالثة وتطبيقاتها الإلكترونية وأي رمز فلسطيني تتم مهاجمته وملاحقته على شبكة الإنترنت، وتطبيقات الهواتف النقالة، فكيف سيكون حال “إسرائيل” حينما تندلع فعلا هذه الانتفاضة على الأرض الفلسطينية، خاصة في أجواء الربيع العربي المفعم بالحراك الشعبي؟.
الغريب، أن الصهاينة لم يدخروا جهداً بالتحرش بالأقصى، اقتحاماً واعتداء، وتهويدا، كأنهم يختبرون مكامن النخوة في ضمائرنا، ولكن يبدو أن المجسات الوطنية الفلسطينية «مخدرة» بفعل الانقسام وميوعة الأحداث على الساحة الفلسطينية، والعربية!.
[email protected]
صحيفة الدستور الأردنية

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

20 شهيدا وعشرات الجرحى بمجزرة مروعة وسط غزة

20 شهيدا وعشرات الجرحى بمجزرة مروعة وسط غزة

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم الثلاثاء، مجزرة مروعة بحق النازحين، عقب قصف الطيران الحربي لمدرسة تُؤوي...