محللون يقللون من اهمية مساعي عباس للحصول على دولة غير عضو

شيئا في مسار القضية الفلسطينية.
وقال الدكتور جهاد البطش استاذ التاريخ المعاصر في جامعة “القدس المفتوحة” في تصريحات نقلتها وكالة “قدس برس” إن التقدم بطلب “دولة غير عضو” في الامم المتحدة لا يؤثر على قضية اللاجئين الفلسطينيين، مؤكدًا ان المطلوب هو الجهد الفلسطيني لإحداث تقدم في ميزان القوى لصالح الشعب الفلسطيني بأشكاله المختلفة، وذلك لحلحلة قضايا على رأسها قضية حق العودة، مشددًا على ضرورة التمسك فيها كعنوان للنضال الفلسطيني.
وقلل من اهمية هذا الطلب واعتبره انه لا يرقى الى درجة “حسن”، وان سقفه كان اقل من الطلب الذي كان من المفترض ان يتم تقديمه في بداية العام الماضي.
وقال: “اعتقد ان الوجود على الارض هو الذي يقدم ويؤخر، وان ميزان القوى على الارض هو الذي يقدم ويؤخر في النهاية ويحسم الأمور، ولكن اذا تكلمنا عن المرحلية وعن التكتيك وعن ادارة العملية السياسية فان كل تقدم ولو سنتمتر واحد وبأي شكل اشكال المقاومة سواء السياسية او العسكرية او المسلحة او الجماهيرية هو يصب في النهاية في مصلحة الشعب الفلسطيني”.
بدوره أعرب أستاذ العلوم السياسية بجامعة “النجاح” الفلسطينية الدكتور عبد الستار قاسم عن أسفه لما قال إنه “إضاعة للوقت” من جانب رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بذهابه إلى الأمم المتحدة بالبحث عن “دولة غير عضو” تنسف انجازات فلسطينية سابقة وتتجاوز أولويات ينتظر الفلسطينيون تحقيقها على الأرض.
ووصف قاسم في تصريحات لوكالة “قدس برس” المسعى الفلسطيني الرسمي بالبحث عن دولة غير عضو في الأمم المتحدة بأنه “مضيعة للوقت وتسلية سياسية ليس إلا”، وقال: “لا أعتقد شخصيا أن الفلسطينيين يعون أو يدركون ماذا يريدون، ولا أعتقد أن السعي وراء دولة فلسطينية غير عضو في الأمم المتحدة سيكون بديلا عن منظمة التحرير الفلسطينية التي تمثل كل أبناء الشعب الفلسطيني، السلطة الفلسطينية تمثل جزءا من الناس في الضفة والقطاع، وهي بهذا المسعى ستقلل من تمثيل الشعب الفلسطيني في الأمم المتحدة، وهو عمل غير مسؤول”.
وأضاف: “ثم إن السلطة بهذا المسعى ستلغي قرار التقسيم لعام 1947 الذي يعطي الفلسطينيين 44 في المائة من فلسطين ليقيموا عليها دولة عربية، أما الآن فدولة غير عضو على 22 في المائة فقط من الأرض الفلسطينية. ثم على افتراض أن يحصل الفلسطينيون على هذا الاعتراف فما الذي سيتغير على الأرض، لا شيء، فقد سبق لمنظمة التحرير أن حصلت على صفة عضو مراقب في الأمم المتحدة ولم يتغير أي شيء، وقبل ذلك حصل الشعب الفلسطيني على حق تقرير المصير عام 1974 ولم يتغير شيء، ولذلك فتقديري أن ما يقوم به محمود عباس هو مضيعة للوقت وتسلية سياسية ليس إلا”.
وعما إذا كان يعني بذلك أن عباس أصبح بلا مهمة سياسية، قال قاسم: “محمود عباس لا يقوم بأي شيء على الإطلاق، المسؤول عن جلب المساعدات هو رئيس الحكومة، وهو كلما حصل على شيء يوزعه على الفلسطينيين، أما عباس فلا شيء يقوم به، ولذلك يقفز إلى هذه المهمات متجاوزا أولويات مثل الوحدة الوطنية والتنمية الاقتصادية ومواجهة الاستيطان ورفع المستوى الأخلاقي والتوافق الاجتماعي، يتجاوز كل ذلك إلى ما لا يفيد ولا يقدم ولا يؤخر شيئا للقضية الفلسطينية”.
وحذر مدير مركز العودة الفلسطيني في بريطانيا ماجد عبد الله الزير من أن خطوة الذهاب إلى الأمم المتحدة للاعتراف بدولة فلسطينية غير عضو في الأمم المتحدة ستكون لها آثار سلبية على القضية الفلسطينية عامة، وعلى حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة بشكل خاص، ودعا لتوجه الفلسطينيين إلى الداخل لترتيب بيتهم وتوحيد صفوفهم والاستقواء بمحيطهم العربي، الذي قال بأنه يتغير لصالح القضية الفلسطينية.
ورأى الزير في تصريحات لوكالة “قدس برس” أن الذهاب إلى الاعتراف بدولة فلسطينية غير عضو سيكون بديلا لمنظمة التحرير الفلسطينية التي تعتبر ممثلا للكل
الفلسطيني، وقال: “الحديث عن دولة فلسطينية ستكون بديلا لمنظمة التحرير الفلسطينية التي تعتبر ممثلا للكل الفلسطيني، والتمثيل في الأمم المتحدة يجب أن يكون كذلك وليس كتمثيل منقوص والتراجع عن مكسب استراتيجي من خلال تقزيم القضية الفلسطينية لجزء من الشعب على جزء من الارض، وبالتالي هذه الخطوة ستؤثر على حقوق الشعب الفلسطيني وخصوصا حق اللاجئين في العودة، لذلك لا نرى أنها خطوة الذهاب الى الامم المتحدة خطوة في الاتجاه الصحيح”.
وأكد الزير أن البديل هو التوجه الى الداخل الفلسطيني، وقال: “البديل هو المصالحة والوحدة الوطنية والبرنامج الوطني، والذهاب إلى انتخابات حقيقية تفرز تمثيلا حقيقيا للشعب الفلسطيني، أما الانقسام والتهاون في مشروع المقاومة وفي البرنامج السياسي، فهذا كله لا يجدي الفلسطينيين نفعا”.
وأعرب الزير عن أسفه لغياب اللاجئين عن خطاب الرئيس محمود عباس في الجمعية العامة للأمم المتحدة، وقال: “لقد غابت قضية اللاجئين الفلسطينيين عن خطاب الرئيس محمود عباس في الأمم المتحدة غيابا كاملا وإنما تحدث عن استرجاع الحقوق، وهذا وحده لا يكفي. العدو يستخدم ترسانة أسلحة لكي يبقى على أرضنا، ونحن نجابهه بالمقاومة السلمية، هذا برنامج هزيل وبالتالي علينا التوجه إلى الداخل لترتيب بيتنا وتحصينه والاستقواء بمحيطنا العربي والإسلامي الذي يتغير لصالح المقاومة، هذا هو البديل الحقيقي الذي سيكون له مردوده السياسي وتأثيره على مشاريع العدو”، على حد تعبيره.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

مسؤولون بالبرلمان الأوروبي يطالبون إسرائيل بإنهاء حصار غزة فورا
المركز الفلسطيني للإعلام طالب قادة العديد من الجماعات السياسية في البرلمان الأوروبي اليوم السبت، إسرائيل بالاستئناف الفوري لإدخال المساعدات...

جراء التجويع والحصار .. موت صامت يأكل كبار السن في غزة
المركز الفلسطيني للإعلام قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إنّه إلى جانب أعداد الشهداء التي لا تتوقف جرّاء القصف الإسرائيلي المتواصل، فإنّ موتًا...

إصابات واعتقالات بمواجهات مع الاحتلال في رام الله
رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام أُصيب عدد من الشبان واعتُقل آخرون خلال مواجهات اندلعت مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في عدة بلدات بمحافظة رام الله...

القسام ينشر مقطع فيديو لأسيرين إسرائيليين أحدهما حاول الانتحار
المركز الفلسطيني للإعلام نشرت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، السبت، مقطع فيديو لأسيرين إسرائيليين ظهر أحدهما بحالة صعبة وممددا على الفراش....

جرائم الإبادة تلاحق السياح الإسرائيليين في اليابان
المركز الفلسطيني للإعلام في خطوة احتجاجية غير مسبوقة، فرضت شركة تشغيل فنادق في مدينة كيوتو اليابانية على الزبائن الإسرائيليين توقيع تعهد بعدم التورط...

سلطة المياه: 85 % من منشآت المياه والصرف الصحي بغزة تعرضت لأضرار جسيمة
المركز الفلسطيني للإعلام حذرت سلطة المياه الفلسطينية من كارثة إنسانية وشيكة تهدد أكثر من 2.3 مليون مواطن في قطاع غزة، نتيجة انهيار شبه الكامل في...

تقرير: إسرائيل تقتل مرضى السرطان انتظارًا وتضعهم في أتون جريمة الإبادة الجماعية
المركز الفلسطيني للإعلام حذر المركز الفلسطيني لحقوق الانسان، من إصرار دولة الاحتلال الاسرائيلي على الاستمرار في حرمان مرضى الأورام السرطانية من...