الإثنين 12/مايو/2025

يلف الحبل حول عنقه

يلف الحبل حول عنقه

كان ديفيد بن جوريون أول رئيس في الحكومة الإسرائيلية الناشئة والمتكونة في فلسطين.. يبتعد عند ذكر اليهود الذين تركوا البلاد العربية إلى أصقاع الدنيا، وكان يبتعد عن مجرد ذكرهم كما يبتعد المرء عن النار، ويرفض إدراجهم في أي نشاط صهيوني؛ لأن مجرد ذكرهم لم يكن يلائم الفكرة الصهيونية التي قام عليها الكيان الصهيوني والتي تركزت على كذبة المحرقة اليهودية في أوروبا وما رافقها من اضطهاد عنصري.. وإن مجرد إدخال يهود البلاد العربية في الكيان الصهيوني المغتصب لفلسطين يضعف إلى حد بعيد الفكرة الصهيونية ويتهمها بالعنصرية، إذا ما أثارت عملية هجرة اليهود في البلاد العربية إلى الكيان العدواني الناشئ في فلسطين لدرجة أن صفة (اللاجئ اليهودي) لا تنطبق إلا على اللاجئ من اليهود الأوروبيين، لدرجة أن ما يسمى بهجرة اليهود العرب أسكتت تمامًا ولم تدخل في المناهج التعليمية الإسرائيلية، وأن وزيري الخارجية الصهيونية إيجال آلون وموشيه دايان في فترة الخمسينيات من القرن الماضي رفضاً رفضًا باتًّا طلبات بعض اليهود العرب برفع موضوع هجرتهم إلى الساحة الدولية.
وإزاء صمود الشعب الفلسطيني الأسطوري في مواجهة الاحتلال وتصاعد التأييد الدولي المتعاظم للقضية الفلسطينية، وانكشاف دور القوى العنصرية والاستعمارية الدولية في تغطية الجرائم الاحتلالية الصهيونية في مقابل تأييد العالم شبه الكاسح لحقوق الفلسطينيين… تفتق ذهن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو عن حيلة جديدة على أمل أن يستطيع الخروج من الموقف الصعب الذي يمر به الكيان الإسرائيلي، وذلك بعد زيارة نتنياهو الأولى لواشنطن في شهر مايوـ أيار عام 2009، وبعد خطاب بار إيلان بعد شهر من تلك الزيارة حيث أعلن نتنياهو في حينه عن موافقته على مبدأ الدولتين للشعبين.
وإثر ذلك قرر نتنياهو تكليف رئيس قيادة الأمن في “إسرائيل” بتكوين فريق أكاديمي إسرائيلي يعنى بما سمي بمشكلة اللاجئين اليهود من الدول العربية، وفي العام2011 رفعت هذه اللجنة إلى نتنياهو وثيقة أوصت بإدخال موضوع التعويضات للاجئين اليهود من الوطن العربي في المفاوضات مع الفلسطينيين، لدرجة أن رئيس الحكومة الإسرائيلية وجد نفسه في موقف صعب ومستنكر من أوساط إسرائيلية كثيرة رأت أن هذه الخطوة الغبية تكشف علنًا جانبًا من المحاولات الإسرائيلية اليائسة للتملص من الاستحقاقات الدولية في عملية الصراع في فلسطين، ووصفوا الشرط الإسرائيلي بأنه تصرف أرعن وفاشل تمامًا فيما يتعلق بالمحادثات مع الفلسطينيين؛ لأن إسرائيل نفسها تتمسك بعدم دخول أي طرف دولي في هذه المحادثات.
ويبقى.. أن الذاكرة العالمية تدرك جيدًا كيف فتحت فلسطين للهجرة اليهودية الأوروبية بعد الحربين الأولى والثانية، وكيف بذلت الحركة الصهيونية بمساعدة الدول الغربية الجهود المكثفة لدفع هؤلاء اليهود للتوجه إلى فلسطين عوضًا عن توجههم للولايات المتحدة الأميركية ما يكشف من جديد غباء وعنصرية نتنياهو الذي وضع الحبل حول عنقه.
* كاتب فلسطيني
صحيفة الوطن العمانية

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

نتنياهو: سنضم 30% من الضفة الغربية

نتنياهو: سنضم 30% من الضفة الغربية

رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن تل أبيب "ستكون قادرة على ضمّ 30%" من الضفة الغربية....