يلف الحبل حول عنقه

كان ديفيد بن جوريون أول رئيس في الحكومة الإسرائيلية الناشئة والمتكونة في فلسطين.. يبتعد عند ذكر اليهود الذين تركوا البلاد العربية إلى أصقاع الدنيا، وكان يبتعد عن مجرد ذكرهم كما يبتعد المرء عن النار، ويرفض إدراجهم في أي نشاط صهيوني؛ لأن مجرد ذكرهم لم يكن يلائم الفكرة الصهيونية التي قام عليها الكيان الصهيوني والتي تركزت على كذبة المحرقة اليهودية في أوروبا وما رافقها من اضطهاد عنصري.. وإن مجرد إدخال يهود البلاد العربية في الكيان الصهيوني المغتصب لفلسطين يضعف إلى حد بعيد الفكرة الصهيونية ويتهمها بالعنصرية، إذا ما أثارت عملية هجرة اليهود في البلاد العربية إلى الكيان العدواني الناشئ في فلسطين لدرجة أن صفة (اللاجئ اليهودي) لا تنطبق إلا على اللاجئ من اليهود الأوروبيين، لدرجة أن ما يسمى بهجرة اليهود العرب أسكتت تمامًا ولم تدخل في المناهج التعليمية الإسرائيلية، وأن وزيري الخارجية الصهيونية إيجال آلون وموشيه دايان في فترة الخمسينيات من القرن الماضي رفضاً رفضًا باتًّا طلبات بعض اليهود العرب برفع موضوع هجرتهم إلى الساحة الدولية.
وإزاء صمود الشعب الفلسطيني الأسطوري في مواجهة الاحتلال وتصاعد التأييد الدولي المتعاظم للقضية الفلسطينية، وانكشاف دور القوى العنصرية والاستعمارية الدولية في تغطية الجرائم الاحتلالية الصهيونية في مقابل تأييد العالم شبه الكاسح لحقوق الفلسطينيين… تفتق ذهن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو عن حيلة جديدة على أمل أن يستطيع الخروج من الموقف الصعب الذي يمر به الكيان الإسرائيلي، وذلك بعد زيارة نتنياهو الأولى لواشنطن في شهر مايوـ أيار عام 2009، وبعد خطاب بار إيلان بعد شهر من تلك الزيارة حيث أعلن نتنياهو في حينه عن موافقته على مبدأ الدولتين للشعبين.
وإثر ذلك قرر نتنياهو تكليف رئيس قيادة الأمن في “إسرائيل” بتكوين فريق أكاديمي إسرائيلي يعنى بما سمي بمشكلة اللاجئين اليهود من الدول العربية، وفي العام2011 رفعت هذه اللجنة إلى نتنياهو وثيقة أوصت بإدخال موضوع التعويضات للاجئين اليهود من الوطن العربي في المفاوضات مع الفلسطينيين، لدرجة أن رئيس الحكومة الإسرائيلية وجد نفسه في موقف صعب ومستنكر من أوساط إسرائيلية كثيرة رأت أن هذه الخطوة الغبية تكشف علنًا جانبًا من المحاولات الإسرائيلية اليائسة للتملص من الاستحقاقات الدولية في عملية الصراع في فلسطين، ووصفوا الشرط الإسرائيلي بأنه تصرف أرعن وفاشل تمامًا فيما يتعلق بالمحادثات مع الفلسطينيين؛ لأن إسرائيل نفسها تتمسك بعدم دخول أي طرف دولي في هذه المحادثات.
ويبقى.. أن الذاكرة العالمية تدرك جيدًا كيف فتحت فلسطين للهجرة اليهودية الأوروبية بعد الحربين الأولى والثانية، وكيف بذلت الحركة الصهيونية بمساعدة الدول الغربية الجهود المكثفة لدفع هؤلاء اليهود للتوجه إلى فلسطين عوضًا عن توجههم للولايات المتحدة الأميركية ما يكشف من جديد غباء وعنصرية نتنياهو الذي وضع الحبل حول عنقه.
* كاتب فلسطيني
صحيفة الوطن العمانية
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

تحذير أمني من تكرار جيش الاحتلال الاتصال بأهالي غزة وجمع معلومات عنهم
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام حذرت منصة أمن المقاومة (الحارس)، الأحد، من تكرار جيش الاحتلال أسلوبا خداعيا عبر الاتصال على المواطنين من أرقام تُظهر...

الزغاري: نرفض المساس بحقوق أسرانا وعائلاتهم
رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس جمعية "نادي الأسير الفلسطيني" الحقوقية، عبد الله الزغاري، إنّ صون كرامة أسرانا وحقوق عائلاتهم يشكّل...

الأورومتوسطي: حديث نتنياهو عن مواصلة هدم بيوت غزة نسخة معاصرة للتطهير العرقي
جنيف – المركز الفلسطيني للإعلام قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، إن حديث رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، عن أن "إسرائيل ستواصل تدمير بيوت...

حماس تعلن نيتها إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي مزدوج الجنسية الأميركية عيدان ألكسندر
الدوحة – المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس حركة "حماس" في غزة، رئيس الوفد المفاوض، خليل الحية، الأحد، إنه "في إطار الجهود التي يبذلها الإخوة الوسطاء...

البرلمان العربي يدعو لتأمين ممرات إنسانية عاجلة إلى غزة
القاهرة – المركز الفلسطيني للإعلام وجه البرلمان العربي رسائل عاجلة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، والمفوض السامي لحقوق الإنسان، والمديرة...

نتنياهو: سنضم 30% من الضفة الغربية
رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن تل أبيب "ستكون قادرة على ضمّ 30%" من الضفة الغربية....

الجهاد: لن نطلق سراح أسرى الاحتلال ما لم تتوقف الحرب
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام قال نائب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي محمد الهندي، إن المقاومة الفلسطينية لن تطلق سراح الأسرى الإسرائيليين ما...