الجمعة 09/مايو/2025

دوفدوفان – شمشون – متسادا – وجدعونيم!

دوفدوفان – شمشون – متسادا – وجدعونيم!

قد تكون المفردات أعلاه أشبه بطلاسم للبعض يصعب قراءتها وفهم معانيها، وقد تكون غريبة حتى على بعض السياسيين والخبراء والمتابعين، فهي لا تتردد كثيراً في الإعلام الصهيوني، فكيف الحال في الإعلام العربي..؟
وقد يقول البعض باندهاش: ما هذه الـ: دوفدوفان والشمشون والمتسادا والجدعونيم، أنها ومن باب العلم والمعرفة بالعدو، من أبرز وأخطر الوحدات العسكرية الصهيونية السرية التي يطلقون عليها “المستعربون”، وقد ارتأيت أن استحضر شيئاً من المعلومات عنها في ضوء تقرير عسكري بث في إذاعة الجيش الصهيوني يوم الخميس الماضي 20/9/2012=، وجاء فيه: “أن الجيش الإسرائيلي” يستعد لاحتمالية اندلاع انتفاضة فلسطينية ثالثة في ضوء المتغيرات التي تشهدها الساحة العربية، واندلاع مظاهرات في الضفة الغربية المحتلة ضد السلطة الوطنية الفلسطينية في الأسبوع الماضي”، بينما كشفت القناة التلفزيونية العاشرة في نشرة أخبارها المسائية المركزية عن “بدء إجراء وحدة المستعربين دوفدوفان” تدريبات في معسكرها استعداداً لاندلاع انتفاضة فلسطينية ثالثة”، وبثت القناة تقريراً لمراسلها العسكري”أور هيلر” يتحدث عن “استعدادات كتيبة المستعربين لاحتمالية تنفيذ أفراد الوحدة عمليات عسكرية سريعة في مناطق وقرى فلسطينية بالضفة الغربية”، وبحسب المراسل العسكري فإن “عمليات التدريب أطلق عليها “في المقهى” وتتم في معسكر تدريب تابع للوحدة، وهو شبيه بالأحياء التي يقطنها الفلسطينيون بكامل مكوناتها، ويتدرب جنود الوحدة على كيفية الدخول إلى البلدات الفلسطينية، وكيفية استخدام الوسائل القتالية واعتقال مشتبه بهم من مناطق فلسطينية مكتظة، في حال اندلاع انتفاضة فلسطينية ثالثة”.
ويذكر في هذا السياق أن وحدة دوفدوفان ترافق قوات الجيش الإسرائيلي والمخابرات الإسرائيلية “الشاباك” في تنفيذ مهام اعتقال أو اغتيال فلسطينيين في عمق مناطق الضفة الغربية.
ودوفدوفان كما أشير، ليست الوحدة المستعربة الوحيدة الناشطة في الجسم الفلسطيني في الضفة، ففي إطار حربه على الانتفاضة الأولى، عمل رابين وزير قمع الانتفاضة الفلسطينية آنذاك، على إنشاء القوات الخاصة التي عرفت باسم “المستعربون” باللغة العبرية، وتشمل أربع وحدات خاصة هي: “1- دوبدوبان وتعمل في الضفة الغربية ، 2- ” شمشون ” وتعمل في قطاع غزة، والثالثة “الجدعونيم” تابعة لحرس الحدود، وتعمل بالأساس على نطاق واسع في الضفة الغربية، والرابعة تابعة للشرطة الإسرائيلية، وتعمل في منطقة القدس”، وقد أقيمت هذه الوحدات بعد اندلاع الانتفاضة الأولى بشهور قليلة عندما تبين للجيش الإسرائيلي أن الوحدات العسكرية النظامية عاجزة عن مواجهة نشاطات اللجان الشعبية ومجموعات المطاردين”، وقد شكلت هذه الوحدات حسب الاعترافات الإسرائيلية “رأس حربة الجيش الإسرائيلي في مواجهة الانتفاضة الساخنة”.
ولم تكتف سلطات الاحتلال بهذه الوحدات، فهناك أيضا وحدة “متسادا” التابعة لمصلحة السجون الإسرائيلية التي يستخدم جنودها كمستعربين في مسيرات بلعين الأسبوعية، حيث يقومون بالانخراط في صفوف الشباب ويشاركون بإلقاء الحجارة على الجيش وأحياناً يطلقون النار، بغية جذب وكشف الشباب الناشطين في الانتفاضة هآرتس “7/5/2012″، وجاء ذلك خلال اعتراف نائب قائد “متسادا” أثناء إدلائه بأقواله في شهادة قدمها في إطار محاكمة عضو الكنيست العربي محمد بركة الذي تتهمه “إسرائيل” بـ “محاولة خنق” مستعرب من الوحدة في تظاهرة في بلعين عام 2005″، وشُكلت وحدة “متسادا” في عام 2003 كقوة تدخل سريع تابعة لمصلحة السجون لمواجهة حالات الطوارئ، وعمل أفرادها في عام 2005 عدة مرات كمستعربين في تظاهرات ضد جدار الفصل العنصري خاصة في بلعين، كما أطلقت شرطة الاحتلال مؤخراً وحدة مستعربين سرية جديدة بين العرب الداخل/ 1948، بغية بناء بنية تحتية استخباراتية تمكن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية من التعامل مع المواطنين العرب هناك.
ويشار إلى أن هذه الوحدات المستعربة “عربية الملامح، والملابس، والعادات والتقاليد، وحتى لغتهم، وأفرادها يندسون بين الفلسطينيين ربما لدقائق أو ساعات أو أيام قد تمتد لشهور، وما إن تحين الفرصة ينقضون على فريستهم.. والنهاية في معظم الأحوال: جمع معلومات، أو اعتقال شخصيات، أو تصفية مقاومين، أو تفريق متظاهرين، إنهم “المستعرفيم”.. وهي الكلمة العبرية وتعني”المستعربين”.
هكذا هو الواقع هناك في الأرض المحتلة، تنهمك سلطات الاحتلال في حروبها، مستخدمة كل ما لديها من جيوش ووحدات خاصة، ومن عصابات المستعمرين اليهود، وتعمل على مدار الساعة في المصادرات والتهويد والاعتقالات والمحاكمات والتهجير، بينما يغرق الفلسطينيون في أعبائهم وهمومهم ومشاكلهم وخلافاتهم الداخلية، وينشغل العرب في حروبهم وتصفياتهم البينية لصالح الأجندات الاستعمارية..!
[email protected] 
صحيفة العرب اليوم الأردنية

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

عشرات الآلاف يؤدون صلاة الجمعة في الأقصى

عشرات الآلاف يؤدون صلاة الجمعة في الأقصى

القدس المحتلة – المركز الفلسطيني للإعلام أدى عشرات آلاف الفلسطينيين صلاة الجمعة، في المسجد الأقصى المبارك وباحاته، وسط تشديدات وإجراءات مكثفة فرضتها...

1000 شهيد و6989 مصابًا في الضفة منذ 7 أكتوبر

1000 شهيد و6989 مصابًا في الضفة منذ 7 أكتوبر

رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام وثق مركز معلومات فلسطين "معطي" استشهاد 1000 فلسطيني في الضفة الغربية المحتلة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر...