الأربعاء 07/مايو/2025

جرح التطبيع

جرح التطبيع

لم تجد المواعظ ولا سياسات الترغيب والترهيب، ومناشدة الضمائر والوجدان، والتذكير بجرائم العدو المستمرة، وعدوانه الآثم على القدس والأقصى، وعلى الشعب الشقيق، واستمر المطبعون، ونعني بعض التجار في مقارفة الإثم، وأكل المال السحت الحرام، ولم تجد فتاوى علماء المسلمين، ولجان مقاومة التطبيع، أذنا صاغية، ولم تقنع تحذيرات اتحاد المزارعين، من خطورة واستمرار هذا النفر في شراء الزيتون الأردني وتصديره إلى العدو، وخطورة هذا النهج، كونه يشكل انقلاباً على ثوابت الوطن، وأخلاق الأمة وموروثاتها، وتنكراً لحقوقها، وطعنة نجلاء في ظهر الأشقاء، المنغرسين في أرض وطنهم،الصامدين.. المقاومين بصدورهم العارية، رعاع المستوطنين،لحماية الأقصى، والحفاظ عليه شامخاً، طاهراً، وشوكة في حلق العدو الصهيوني.
إننا ونحن نتساءل.. ما العمل، بعد أن عاد هذا النفر، وفي بداية هذا الموسم، لعقد الصفقات مع المزارعين، لشراء محصولهم، وتصديره للعدو الصهيوني، ما يعني فشل كل الوسائل والأساليب السابقة؟؟ وفي هذا الصدد لا بد من التأشير على حقيقتين: الأولى: استمرار هذا النهج الخطير في الوقت الذي يعلن العدو، رفع وتيرة الاستيطان والتهويد واستباحة الأقصى، وخاصة بعد أن أعلن أن المسجد مقام على أرض إسرائيلية، وأن ساحاته ليست جزءاً منه؛ ما يعني العمل فوراً على تهويدها، من خلال إقامة الكنس والحدائق التوراتية.
الثانية: يصر هذا النفر من التجار على وضع رؤوسهم في الرمال حتى لا يرون ولا يسمعون ما يجري حولهم، ونذكرهم بقرار دول الاتحاد الأوروبي وجنوب إفريقيا، برفض استيراد منتوجات المستوطنات، لأنها مقامة على أرض عربية محتلة.
هذا الاختراق الخطير يفترض أن يدفع الجميع للبحث عن أساليب وإجراءات فاعلة في ضوء فشل ما أشرنا إليه، وهذا يدعونا إلى أن نذكر جمعية حماية المستهلك بدورها، وندعوها إلى التنسيق مع لجان مقاومة التطبيع والصهيونية، وتوعية المواطنين بأهمية المقاطعة، وبخطورة استمرار تصدير الزيتون الأردني إلى العدو الصهيوني، واستمرار استيراد الخضراوات والفواكه “المانجا، الجزر، البطاطا، الأفوكادو …إلخ” وأخيراً البيض والدجاج.
ومن ناحية ندعو وزارة الزراعة إلى التدخل فوراً، ومنع تصدير الزيتون الأردني إلى العدو، وخاصة في هذا الموسم، لتراجع إنتاج المحصول هذا العام، ما يؤدي إلى ارتفاع فاحش في أسعار الزيت والزيتون، وهذا يسهم في زيادة معاناة المواطنين، الذين يعانون من جحيم الأسعار.
باختصار… “إن الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن” ما يفرض على وزارة الزراعة والجهات المسؤولة ومؤسسات المجتمع المدني، التدخل لوقف هذا الاختراق المريع، والجرح البليغ، لأن مردود التطبيع والتجارة مع العدو يصب في تقوية المجهود العسكري العدواني، ليصب رصاصاً في صدور أهلنا الصامدين..
[email protected]
صحيفة الدستور الأردنية

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

20 شهيدا وعشرات الجرحى بمجزرة مروعة وسط غزة

20 شهيدا وعشرات الجرحى بمجزرة مروعة وسط غزة

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم الثلاثاء، مجزرة مروعة بحق النازحين، عقب قصف الطيران الحربي لمدرسة تُؤوي...