فهل تخطئ حركة حماس؟

أولاً: تخطئ حركة حماس حين تترك الشوارع بلا شرطة مرور فاعلة، أو بلا ضابط مروري، فالشوارع تتخبط بالمركبات على حل شعرها، فلا يعرف المواطن هل قطاع غزة يعيش القرن الواحد والعشرين، مع سيارات موديل سنة 2012، أم أن قطاع غزة ما زال يعيش في القرن التاسع عشر، وتتزاحم في شوارعه مركبات موديل 1960، لتنبعث رائحة العوادم القاتلة في كل مكان، فلماذا لا يصير ذبح كل السيارات القديمة حتى موديل 1990، طالما باب الاستيراد من مصر ومن إسرائيل مفتوح على مصراعيه؟! وطالما ظلت الشوارع الرئيسية داخل المدن على ضيقها منذ زمن الانتداب البريطاني؟
لماذا لا تزال شوارع قطاع غزة ملكاً للفوضى؟ فالتجاوز يصير عن اليمين، بينما تسير كل المركبات في قطاع غزة باتجاه الشمال، حتى أن عربة الحمار تأخذ خط الشمال، وعلى كل السائقين أن يتدبروا أمرهم، فلا مرجعية للحمار، ولا قانون سير يضبط خطواته، ويحدد له السرعة القصوى، فتراه يحمل مطارق الحديد بطول تسعة متر، وعلى الجميع أن يأخذ حذره.
لماذا يصر سائق تاكسي الأجرة أن يقف في وسط الطريق، ليأخذ الراكب، ويترك من خلفه عشرات السيارات تنتظر حتى يكمل تحميل الركاب، ثم يسمح لهم بالمسير، فإن اعترض أحدهم عليه، صرخ بعصبية: لماذا أنتم مستعجلون؟ ماذا وراؤكم من أعمال؟ من لا يعجبه الحال، يفك الحصار عن قطاع غزة، ويوفر لنا فرصة عمل؟
فما علاقة الحصار بالنظام والقانون والأخلاق والآداب العامة على الطرقات؟ ما علاقة الاحتلال الإسرائٍيلي بالذوق، وحسن التصرف، واحترام الغير؟ وأين القانون؟ وهل القانون ينزل مع المطر، أم أن الحكومة هي صاحبة الحق والصلاحية في فرض القانون على الصغير والكبير، ومن لا يعجبه القانون ليرحل إلى حيث ألقت رحلها.
ثانياً: تخطئ حركة حماس حين تتعامل برقة ودقة مع الباعة المتجولين الذين يغلقون الشوارع، ويضيقون مفاصل الطرق، ويحشرون المارة في أضيق المسافات، فحركة حماس هي المسئولة عن كل صغيرة وكبيرة في قطاع غزة، وهي المسئولة عن البلديات والشرطة والدفاع المدني، وعليها أن تقوم بواجباتها، وأن تتابع كل رئيس بلدية في موقعه، وكل مدير شرطة، وأن تحقق للمواطن حرية التنقل على الطرقات دون إعاقات.
ثالثاً: تخطئ حركة حماس حين تترك المزارعين في قطاع غزة، المزارعون هم عصب الحياة الخضراء، تتركهم حركة حماس بلا أدنى مسئولية عن مصيرهم الزراعي، ولا تقدم لهم أي تعويضات عن الخسائر المادية التي تلحق بهم، وكأنهم ليسوا جزءاً مهماً من الوطن.
تلك الأخطاء لا تمنعني من الإشادة بعدم سماح حركة حماس لأي طالب بأن يدخل إلى كلية الشرطة هذا العام؛ إلا بعد اجتياز الاختبارات العملية، وقد فشل في اجتيازها ابن الدكتور محمد عوض نائب رئيس الوزراء السابق، ولم يغن عنه مقام والده شيئاً، وفشل في اجتيازها ابن مدير شرطة القرارة، ولم ينفعه خدمة والده في حقل الشرطة شيئاً، وآخرون من أمثالهم. إن في هذه الشفافية لعبرة لكل فلسطيني عاقل أمين.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

24 شهيدًا وعشرات الجرحى والمفقودين بقصف محيط المستشفى الأوروبي بخانيونس
غزة- المركز الفلسطيني للإعلام اسشتهد 24 فلسطينياً وأصيب عدد كبير بجراح مختلفة فيما فُقد عدد من المواطنين تحت الركام، إثر استهداف إسرائيلي بأحزمة...

المبادر المتخابر في قبضة أمن المقاومة والحارس تكشف تفاصيل
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام كشفت مصادر أمنية اعترافات عميل تخابر مع الاحتلال الإسرائيلي تحت غطاء "مبادر مجتمعي"، لجمع معلومات حول المقاومة...

حماس: قرار الاحتلال بشأن أراضي الضفة خطوة خطيرة ضمن مشروع التهجير
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام اعتبرت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إنّ قرار الاحتلال الإسرائيلي إعادة تفعيل ما يُسمّى “عملية تسجيل ملكية الأراضي...

علماء فلسطين: محاولة ذبح قربان في الأقصى انتهاك خطير لقدسية المسجد
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام اعتبرت "هيئة علماء فلسطين"، محاولة مستوطنين إسرائيليين، أمس الاثنين، "ذبح قربان" في المسجد الأقصى بمدينة القدس...

حماس: إعدام السلطة لمسن فلسطيني انحدار خطير وتماه مع الاحتلال
جنين – المركز الفلسطيني للإعلام أدانت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، الجريمة التي ارتكبتها أجهزة أمن السلطة في مدينة جنين، والتي أسفرت عن استشهاد...

تعزيزًا للاستيطان.. قانون إسرائيلي يتيح شراء أراضٍ بالضفة
القدس المحتلة - المركز الفلسطيني للإعلام تناقش سلطات الاحتلال الإسرائيلي في "الكنيست"، اليوم الثلاثاء، مشروع قانون يهدف إلى السماح للمستوطنين بشراء...

أطباء بلا حدود: إسرائيل تحول غزة مقبرة للفلسطينيين ومن يحاول مساعدتهم
المركز الفلسطيني للإعلام حذّرت منظمة أطباء بلا حدود من تحوّل قطاع غزة إلى مقبرة جماعية للفلسطينيين ولمن يحاول تقديم المساعدة لهم. وقالت المنظمة في...