الأربعاء 07/مايو/2025

بالله إن مت يمّا اقبروني.. بأرض بلدنا بفيّ الزيتونا..!

بالله إن مت يمّا اقبروني.. بأرض بلدنا بفيّ الزيتونا..!

في أحدث أخبار شجرة الزيتون الفلسطينية، وعشية الذكرى السنوية الثلاثين لمجزرة صبرا وشاتيلا التي صادف أول أيامها أمس الأول، أقدم مستوطنون صهاينة من مستوطنة “ماعون” المقامة على أراضي بلدة يطا قرب الخليل، على اقتلاع العشرات من أشجار الزيتون في أرض زراعية محاذية للمستوطنة، واقتحم العشرات من قطعان المستوطنين أراضي المزارعين واعتدوا على الأشجار، وذلك قبل شهر تقريباً على بدء موسم قطف الزيتون، وعشية موسم الزيتون، ووسط تخوفات من استمرار الاعتداءات الصهيونية وقطعان المستوطنين بحقهم، يستعد المزارعون وأصحاب الأراضي في الضفة الغربية لموسم قطف الزيتون، الذي يعتبر مصدر رزق الكثير من العائلات على مدار العام، خاصة بعد تصعيد قطعان المستوطنين المدعومين من قبل قوات الاحتلال من عدوانهم على الأراضي الزراعية المزروعة بالزيتون وتجريفها.
وفي نهج الاقتلاع والتجريف، وبهدف حلاقة وتنظيف الأرض الفلسطينية من مقومات الصمود والبقاء، منهجت دولة الاحتلال هجومها على الأرض والاقتصاد الفلسطيني عصب الحياة والصمود، وبرمجت اجتياحاتها للمدن والقرى والمخيمات، وركزت على اختطاف الأرض الفلسطينية من أهلها عبر إجراءات لا حصر لها، ولذلك ليس من قبيل المبالغة القول ان الجبهة الاقتصادية لا تقل خطورة عن الجبهة العسكرية، بل هي شريان التغذية للصمود والمواصلة، بل إن الإجراءات الاقتصادية القمعية الخنقية ضد الشعب الفلسطيني، وعلى نحو خاص منها المجزرة المستمرة ضد عائلة الزيتون الفلسطينية، إنما هي بمثابة المدفعية الثقيلة التي تستخدمها سلطات الاحتلال ضد الفلسطينيين، وذلك بغية تجريد الفلسطينيين من أراضيهم وقطع شرايين الدم والتغذية عن الحياة الفلسطينية، لإجبار الفلسطينيين على الاستسلام والخضوع، بعد أن أخفقت الإجراءات الحربية الإسرائيلية في تحقيق أهدافها التركيعية، بفضل صمود أصحاب الأرض وحقول الزيتون.
في المضامين الجذرية الصمودية المرتبطة بشجرة الزيتون الفلسطينية، قيل في الزيت والزيتون في التراث الفلسطيني:”كل زيت بتناطح الحيط”.. و”القمح والزيت سبعين بالبيت”.. و”الزيت نور على نور”، و”اللي عنده زيت بعمر البيت”، كما تنقل الحكايات الشعبية عن شجرة الزيتون، أنها قالت للفلاح الفلسطيني-حسبما يوثق الكاتب علي الخليلي: “لا أريدك أن تقلّـمني مثل بقية الأشجار، أو تحرث التراب حولي وتنظفه من الأعشاب الضارة، أريدك فقط أن تزورني ما بين حين وآخر، لتسلـم عليّ، وترتاح تحت ظلالي، ولأفرح أنا بلقائك!”.
والتراث الفلسطيني زاخر بالأمثال والأشعار التي تتغزل بشجرة الزيتون الفلسطينية.
ونظراً للارتباط العضوي الوثيق ما بين الاستيطان والتهجير والأرض، ونظراً لأن الزيتون هو الأهم في الزراعة الفلسطينية وفي الصمود والتواصل، فقد كان للمجزرة الصهيونية المفتوحة ضد عائلة الزيتون الفلسطينية ما يبررها ويسوغها أيديولوجيا، بالرغم من عمق ومدى البشاعة والقسوة فيها، فكما هناك أدبيات وفتاوى دينية توراتية وسياسية تبيح لهم مواصلة المجزرة الدموية المفتوحة ضد نساء وأطفال وشيب وشبان فلسطين، كذلك هناك أدبيات صهيونية توراتية وسياسية تقف وراء هذه الحرب التدميرية التجريفية الاقتلاعية المروعة ضد شجرة الزيتون الفلسطينية.
فالمشروع الصهيوني الاستيطاني يقوم بالأساس على فرضية “فصل الأرض عن السكان تمهيداً لطرد السكان من الأرض”، وعلى قاعدة ” أوسع مساحات ممكنة من الأرض بأقل عدد ممكن من السكان، كما نظر أقطاب الدولة الصهيونية دائماً”…
[email protected]
صحيفة العرب اليوم الأردنية

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

إصابة 4 مستوطنين بعملية إطلاق نار قرب جنين

إصابة 4 مستوطنين بعملية إطلاق نار قرب جنين

جنين – المركز الفلسطيني للإعلام أصيب 4 مستوطنين عصر اليوم الأربعاء، في عملية إطلاق نار استهدفت سيارة قرب مدينة جنين، قبل أن ينسحب منفذ العملية من...