الخميس 08/مايو/2025

التحرر من «أوسلو»

التحرر من «أوسلو»

المتابع لقراءة الفصائل والتنظيمات الفلسطينية “لأوسلو” في الذكرى التاسعة عشرة لتوقيعها، يجد إجماعاً فلسطينياً، بضرورة التحرر من هذه الاتفاقية، التي شكلت تفريطاً لا سابق له بحقوق الشعب الفلسطيني، فأعطت العدو الصهيوني الشرعية على 78% من أرض فلسطين التاريخية، وأجلت البحث في القضايا الرئيسة “القدس، الاستيطان، اللاجئين والحدود” ما دفع العدو إلى رفع وتيرة الاستيطان، خاصة وأن الاتفاقية اعتبرت الأرض المحتلة أرضا متنازعا عليها. فتضاعف عدد المستوطنات، وعدد المستوطنين، ما أدى في النهاية إلى مصادرة أكثر من 86% من أراضي القدس، و60% من أراضي الضفة الغربية.
محمود العالول عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، يقدم تبريره للتحرر من الاتفاقية في ظل رفض العدو الصهيوني الالتزام بها “حينما وقعت الاتفاقية، كان لها قراءتان مختلفتان: قراءة فلسطينية وأخرى إسرائيلية، بالنسبة للفلسطينيين تعني أنها مسألة مرحلية، والخطوة التي ستوصلنا إلى الاستقلال، وزوال الاحتلال، وبالنسبة للإسرائيليين لهم رؤيتهم القائمة على تهدئة الصراع، وفرض الأمر الواقع لاستمرار الاحتلال” ويضيف العالول” السلطة تستطيع أن تتنصل عملياً من “أوسلو” لأنه لم يبق منها شيء في ظل رفض “إسرائيل” الالتزام بها، وهذا يعني وقف التنسيق الأمني لأن المقصود منه حينها، حماية مشروع السلام الذي سقط، ولم يعد له وجود” الغد 14 الجاري.
إن استعراض الأوضاع البائسة، التي وصل إليها الشعب الفلسطيني وقضيته، يؤكد أن “أوسلو” هي السبب.. فهذه الكارثة التي نزلت بالشعب والقضية، هي التي أدت إلى وأد أهم انتفاضات الشعب الفلسطيني في التاريخ، وأكثرها تأثيراً في الرأي العام العالمي، وفي العدو الصهيوني “انتفاضة الحجارة”.. وأدت إلى تدجين الشعب الفلسطيني، وإسقاط المشروع الوطني، وحولت الأرض الفلسطينية من محتلة إلى متنازع عليها، ما أدى إلى رفع وتيرة هذا البلاء، حتى وصل عدد المستوطنين إلى أكثر من نصف مليون، وعدد المستوطنات إلى 142 مستوطنة، فصلت القدس عن محيطها العربي، وحولت الضفة الغربية إلى كانتونات، وجزر معزولة، يصعب معها إقامة دولة مستقلة متواصلة جغرافيا.
ومن هنا فان “أوسلو” هي التي قادت إلى الانقسام، وأدت في النهاية إلى تعميقه، في ظل تمسك السلطة بنهج “أوسلو”.. في حي أن العدو تنكر لها بعد فترة وجيزة، فلم يوافق على إقامة دولة فلسطينية بعد خمس سنوات من توقيع الاتفاقية، أي في عام 1998، ورفض البحث في القضايا النهائية، ولا بأس هنا التذكير بمقولة رابين حينها، التي تكشف نوايا وأهداف العدو “لا تواريخ مقدسة لدى إسرائيل”..!! وتصريحات شارون التي أعلن فيها نهاية أوسلو، وهو يجتاح الضفة الغربية ويحاصر الرئيس الفلسطيني الشهيد عرفات في المقاطعة.
لقد كشفت انتفاضة الشعب الفلسطيني الأخيرة ضد ارتفاع الأسعار، أن السبب الرئيس لتدهور الاقتصاد الفلسطيني، هو خضوعه بالمطلق للاقتصاد الإسرائيلي، بموجب اتفاقية باريس، وهو ما أدى إلى سيطرة العدو على مفاصل الاقتصاد الفلسطيني، وعلى الأسواق الفلسطينية، وتحويل الضفة الغربية إلى جسر للعبور إلى الدول العربية.
إضافة إلى كل هذه المصائب التي صبتها “أوسلو” على رأس الشعب الفلسطيني، فلقد أدت إلى إلغاء ميثاق منظمة التحرير، وتحويل السلطة إلى مجرد حارس على أمن العدو، ما حول الاحتلال إلى احتلال “ديلوكس” لا مثيل له في التاريخ.
باختصار… لا بديل أمام الشعب الفلسطيني إلا التحرر من “أوسلو” وإعادة ميثاق المنظمة، والتحول إلى حركة تحرر وطني، للخروج من حالة الضياع، وهذا لن يتحقق إلا بربيع فلسطيني عام.
صحيفة الدستور الأردنية

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

الاحتلال يفرج عن 11 أسيراً من غزة

الاحتلال يفرج عن 11 أسيراً من غزة

غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أفرجت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الخميس، عن 11 أسيرا فلسطينيا من غزة، حيث تم نقلهم إلى مستشفى شهداء الأقصى في...