قلق صهيوني متزايد من استمرار ارتفاع نسبة فلسطينيي 48

يستدل من تقرير دائرة الاحصاء المركزية الإسرائيلية، أن نسبة فلسطينيي 48 استمرت في الارتفاع من بين مجمل سكان إسرائيل، وبلغت حوالي 17.8 %، بعد أن كانت قد شهدت تراجعا ثم جمودا قبل سنوات بفعل الهجرة، وحسب التقرير فإن عدد سكان إسرائيل حوالي 7.653 مليون نسمة، من بينهم 1.356 مليون فلسطيني.

وكانت الدائرة ذاتها قد أعلنت ان عدد سكان إسرائيل يبلغ 7.933 مليون نسمة، ولكن من بين هؤلاء هناك نحو 258 ألف فلسطيني في القدس المحتلة، بحوزتهم بطاقات هوية، وحوالي 23 ألف سوري في مرتفعات الجولان السورية المحتلة، وتضم حكومة الاحتلال هاتين المجموعتين إلى احصائياتها بفعل قانون الضم الاحتلالي للمنطقتين.

يشار إلى أن في القدس أيضا حوالي 24 ألف فلسطيني، من بينهم نحو 16 ألف فلسطيني “تجنسوا” وحصلوا على الجنسية الإسرائيلية، وحوالي 8 آلاف من فلسطينيي 48.

ويقول تقرير الدائرة، إن نسبة التكاثر العامة في إسرائيل هي في حدود 1.8 %، ولكنها بين اليهود وحدهم أقل من 1.7 %، مقابل 2.4 % بين فلسطينيي 48، ومصدر التكاثر الأكبر بين اليهود هو في جمهور الاصوليين اليهود والمتدينين الليبراليين دينيا، المتشددين سياسيا.

ويظهر من التقرير، أن معدل الولادات للأم العربية 3.5 مولود بالمعدل مقابل 2.98 للأم اليهودية، ولكن ما يرفع هذا المعدل كما ذكر آنفا، هو معدل الولادات لدى الاصوليين، إذ يصل المعدل إلى ما بين 7 وحتى 9 ولادات للأم الواحدة، مقابل اقل من اثنين لدى الأم العلمانية.

ما من حيث الهجرة اليهودية إلى إسرائيل، فقد تبين أن كل الجهود والموارد الضخمة التي توظفها الحكومة الإسرائيلية ومعها الوكالة اليهودي- الصهيونية لم تؤت بأي نتيجة خلافا عما هو قائم في السنوات الست الأخيرة، إذ بلغ عدد المهاجرين إلى إسرائيل في العام الأخير أقل من 17 ألف مهاجر، في حين تجاوز عدد المهاجرين من إسرائيل في العام الأخير 6 آلاف شخص.

كذلك يؤكد التقرير فشل المخططات الإسرائيلية في تحفيز اليهود على الانتشار في جميع مناطق 1948، رغم كل المحفزات التي تدفع لليهود في منطقة الشمال حيث أغلبية عربية وفي منطقة الجنوب حيث تصل نسبة فلسطينيي 48 إلى 40 %.

وبموجب التقرير، فإن 50 % من اليهود في إسرائيل يعيشون في منطقة تل أبيب الكبرى (منطقة المركز بما فيها تل أبيب)، يضاف إليهم حوالي 13 % من اليهود في مدينة القدس بشطريها المحتلين منذ العام 48 و67، في حين أن عدد اليهود المستوطنين في الضفة الغربية وحدها من دون القدس يشكلون أكثر من 5 %.

وفي المقابل فإن 60 % من فلسطينيي 48 يقطنون في شمال فلسطيني، من الناصرة وحيفا شمالا، ونحو 25 % في وسط البلاد، و15 % في الجنوب.

وتنعكس ظروف المعيشة الصعبة وسياسة التمييز العنصري على مستوى معيشة فلسطينيي 48، وبالتالي على أوضاعهم الصحية ومعدل الأعمار، إذ أن معدل الأعمار بين الرجال اليهود 80 عاما وبين الرجال العرب 76 عاما، وبين النساء اليهود قرابة 84 عاما وبين النساء العرب قرابة 81 عاما.

الغد، 14/9/2012