الخميس 08/مايو/2025

من أفواههم…

من أفواههم…

هناك في الكيان الصهيوني تراث هائل من الأدبيات السياسية والتوراتية العنصرية والإرهابية، والإبادية على نحو خاص، وهو تراث كفيل لو جد الجد عند العالم والأمم المتحدة، بأن يجلب “دولة إسرائيل” وقادتها إلى محكمة الجنايات الدولية، وهذا التراث لا سقف ولا حدود له وهو متضخم من يوم ليوم ومن ساعة لساعة، ولعلنا نخص بالاقتباس أولاً تلك الفتاوى التي يطلقها حاخامات “إسرائيل” في كل مناسبة، وهم حاخامات “آيات الله الإسرائيليون” كما يوثق الكاتب أوري مسغاف في هآرتس 29/8/2012 كل عملية مركزة تشويهية ضدهم، والأدبيات والفتاوى التي يطلقها الحاخامات على مدار الساعة كثيرة، نلقي الضوء على بعضها في هذه الزاوية التي ستطل عليكم صباح كل سبت.
في أحدث وأقرب تصريح له دعا كبير حاخامات “إسرائيل”، الحاخام عوفاديا يوسف في موعظة السبت الأخير، إلى عملية هجومية ضد إيران في مطلع السنة، وقد بيّن أنهم حينما يباركون التمر في طبق العيد يجب أن يدعو إلى إبادة إيران، وإذا لم يكن هذا كافياً، فيوجد صنف آخر يفترض أن يؤكد تناوله أن يُمحى الإيرانيون كافة عن وجه البسيطة (“أهو خيار الضربة الثانية؟”)، وقد استطاع الحاخام أن يوسع التصور الهجومي الإسرائيلي، فهو يرى أنه ينبغي عدم الاكتفاء بعد الآن بخطاب آلات الطرد المركزي وإسفاف جراحي هو تثبيط المنشآت الذرية، بل يجب ببساطة محو 70 مليون إيراني ويكون ذلك تخليصاً لإسرائيل”.
وقال الحاخام اليهودي المتشدد شموئيل شموئيلي “إن الرئيس المصري محمد مرسي يريد احتلال القدس وطرد اليهود منها”، مشيراً إلى أنه “إذا لم تستعد إسرائيل لمواجهة مصر الآن سيتحول الرئيس محمد مرسي إلى زعيم معادٍ مثل الزعيم الراحل جمال عبد الناصر وسندفع ثمن ذلك باهظاً في المستقبل القريب”، وطالب الحاخام شموئيلي حسب الموقع الديني المتشدد حاباد حكومة إسرائيل بـ”السيطرة على المعابر المؤدية من سيناء إلى غزة لمنع تهريب الأسلحة الكيميائية أو غيرها من الأسلحة غير التقليدية المدمرة من سورية وإيران إلى إسرائيل عن طريق غزة”، وأضاف “أن الرئيس المصري محمد مرسي أمر هذا الأسبوع لأول مرة منذ 176 سنة بعدم إقامة الصلاة في يوم رأس السنة العبرية بالمعبد اليهودي بالإسكندرية”، مشيراً إلى “أن هذا إيذان ببداية التحدي الإسلامي الماثل أمام الشعب اليهودي”، وتابع الحاخام بأن” قرار الرئيس مرسي بإقالة حوالي 70 ضابطاً من الجيش المصري هدفه هو تشكيل جيش إسلامي يتلقى أوامره من جماعة الإخوان المسلمين تمهيداً لاحتلال القدس وتتويجها عاصمة للأمة الإسلامية لتكون الضربة القاضية لإسرائيل-5/9/2012″.
وفي فلسطين، دعا أبرز حاخامات عصابات المستوطنين الإرهابية دوف ليئور، حاخام مستوطنة كريات أربع بجوار الخليل المحتلة إلى “تنظيف البلاد (فلسطين التاريخية) من العرب”، وتابع ليئور قائلاً: “إن ما سيكون مع هؤلاء الأشرار الزعران (العرب) ليس سلاماً، ولن يكون، إنه يناقض طبيعتهم، إنهم كارهو السلام”، ودعا إلى “تنظيف البلاد (فلسطين التاريخية) من العرب، والاهتمام بأن يعودوا إلى أماكن مثل السعودية، إن أرض إسرائيل تابعة فقط لشعب إسرائيل”، كما دعا ليئور إسرائيل إلى استغلال الأوضاع القائمة في دول عربية كي تشن حرباً على الفلسطينيين وقال “إنه في ظل انفلات الزعران في ليبيا ومصر واليمن، وتورط الغرب في أماكن مثل العراق، فإن إسرائيل لن تكون قادرة على تحريك دبابة في يهودا والسامرة (الضفة الغربية المحتلة)”.
وفي فلسطين، طالب حاخامات يهود خلال لقائهم السفير الفرنسي لدى إسرائيل كريستوف بيغو أن ينقل رسالة للرئيس الفرنسي وحكومته والاتحاد الأوروبي، مفادها: “وقف دعم الإرهاب الفلسطيني، وعدم دعم إنشاء دولة إرهابية من أبي مازن”، على حد وصفهم، وقال الحاخام الإسرائيلي “ليفين” إن تقديم تنازلات للفلسطينيين هو أكبر خطر على أمن إسرائيل، ويؤدي إلى عدم الاستقرار في المنطقة بأسرها”، وشكر السفير الفرنسي على التزام فرنسا المطلق بأمن إسرائيل في أرضها، وأضاف أنه في كل تراجع واستسلام لوهم السلام يجلب مزيداً من الضحايا والدم، وهذا يجب أن ينذر الحكومة الفرنسية بأن تعلن فوراً أن هذا الطريق السلام طريق مسدود ولا يمكن دعمه-5/09/2012″.
والمساحة في هذه الزاوية لمثل هذه الأدبيات الصهيونية التي نحرص على توثيقها ونشرها تعميماً لثقافة “اعرف عدوك”، التي تكاد ثقافة السلام والتطبيع أن تمحوها.
[email protected] 
صحيفة العرب اليوم الأردنية

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات