الخميس 08/مايو/2025

«القدس عاصمة إسرائيل»..!!

«القدس عاصمة إسرائيل»..!!

هل فاجأ الرئيس الأميركي “أوباما” العرب، حينما أعلن موقفه السياسي المناصر للعدو الصهيوني، والمتبني أطروحاته الاحتلالية، باعتبار “القدس عاصمة إسرائيل” عنواناً لبرامج الحزب الديمقراطي؟؟
قد يقول قائل: إن هذا موسم الابتزاز الصهيوني، وموسم المزايدات بين مرشحي الحزبين “الديمقراطي والجمهوري”.. ونقول لهؤلاء وأولئك الذين يتطوعون دائماً للدفاع عن سياسة واشنطن.. “أوباما” هو الذي طلب إضافة هذا البند الخطير إلى برنامج الحزب، وليس غيره، رغم معرفته بخطورة هذا الموقف، كونه يشكل خرقاً فاضحاً للقانون الدولي، هذا أولاً.
ثانياً: إن استعراض مسيرة الرجل السياسية خلال ولايته، يبين لنا أنه قدم للعدو الصهيوني أكثر مما توقع البعض، وأكثر من بعض الرؤساء الجمهوريين… فلقد تنكر لمضمون خطابيه في جامعة القاهرة واسطنبول، وتراجع عن دعوته وقف الاستيطان، ولم يكتف بذلك بل طالب وضغط على السلطة الفلسطينية، لاستئناف المفاوضات، رغم استمرار الاستيطان، وصعد من موقفه المعادي للشعب الفلسطيني، فقاد حملة دبلوماسية ضارية لإفشال الاعتراف بفلسطين كدولة مستقلة على الأراضي المحتلة عام 67، وفقاً لقرارات الشرعية الدولية وكان له ما أراد، واعترضت واشنطن على قبول فلسطين، عضواً كامل العضوية في منظمة اليونسكو…إلخ.
مواقف “أوباما” خلال فترة ولايته الأولى، تجعلنا لا نستغرب، ولا ندهش من جعل “القدس عاصمة إسرائيل”، عنواناً لبرنامجه الانتخابي، فعلاوة على ما ذكرنا، لابد من التأكيد على بعض الحقائق في السياسة الأميركية، والتي لم تتغير منذ عهد ترومان وحتى اليوم، ولن تتغير في المستقبل، ما دامت الدولتان محكومتين بحلف استراتيجي، وما دامت واشنطن معنية تماماً ببقاء “إسرائيل”، كأقوى دولة في المنطقة، إلى جانب إحكام سيطرتها على النفط العربي: إنتاجاً وتسويقاً.
ومن هنا كانت خيبة الكثيرين من العرب، الذين تفاءلوا بانتخاب “أوباما” خيبة كبيرة، وقد خدعوا بكلامه الدبلوماسي الناعم، خاصة وهو يتحدث عن التغيير، وحق الشعوب في تقرير مصيرها، وحقها في العدالة والمساواة، إذ ما لبث أن “لحس” كل هذا الكلام الجميل، وطأطأ رأسه للإرهابي، الأحمق، نتنياهو، فتراجع عن مطالباته بوقف الاستيطان، مكتفيا بكلام عام ضبابي عن حل الدولتين، وهو يعلم أن حليفه، ألغى عملياً إمكانية إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، المتواصلة جغرافيا، بعد أن حول الضفة الغربية إلى جزر معزولة، وكانتونات على غرار ما حدث في جنوب إفريقيا إبان الحقبة العنصرية البغيضة، وهو في النهاية ما شجع حكومة المتطرفين الصهاينة على الاستمرار في تنفيذ خططها ومخططاتها التهويدية التوسعية، بعد أن حمتها واشنطن، بمظلة “الفيتو”، من تداعيات القرارات الدولية، التي تدينها، وتلزمها وقف الاستيطان والتهويد.
باختصار… عروبة القدس لا يقررها “أوباما” ولا الصهاينة العنصريون، وإنما المرابطون في بيت المقدس وأكنافه، والأمة كلها التي تقف معهم، وترفض أن تخضع لمنطق القوة والظلم، وتصر على بقاء القدس وفلسطين عربية من البحر إلى النهر.
[email protected]
صحيفة الدستور الأردنية

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات