الاعتراف بدولة الاحتلال لا يخدم السلام

إقرار عباس أمام عدد من الحاخامات اليهود في المقاطعة برام الله بأن الكيان الصهيوني «دولة وجدت لتبقى» هل يخدم السلام والتسوية السياسية؟..
السلام العادل لا يتحقق إلا إذا توافرت فيه ثلاثة شروط أولها أن يكون متبادلاً، وقد نسف الكيان الصهيوني هذا الشرط من أساسه بضربه عرض الحائط بمبادرة السلام العربية ورفضه الاعتراف بحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته الفلسطينية المستقلة حتى في حدود الأراضي المحتلة عام 1967 التي تطالب بها سلطة رام الله، أما الشرط الثاني فهو الاحترام والتوازن، وهذا الشرط غائب لا في إنكار ذلك الكيان العنصري لوجود الشعب الفلسطيني على ترابه الوطني ترجمة لشعار الحركة الصهيونية العالمية «أرض بلا شعب لشعب بلا أرض» فحسب بل ويتجسد في الاستشراء المتواصل للخلايا السرطانية الاستيطانية في الجسد الفلسطيني واستمرار سياسة مصادرة الأراضي وهدم المنازل ونهب المياه، وحرمان المسلمين حتى من دفن موتاهم ومصادرة مقابرهم، كما يحدث الآن في باب الرحمة بالقدس بعد أن صدر قرار قضائي صهيوني عنصري بذلك.
أما الشرط الثالث فهو الشمولية، وهذا الشرط يقتضي من الكيان العنصري الصهيوني التراجع عن شعار «القدس عاصمة أبدية للكيان الصهيوني» والاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة والقبول بالانسحاب الشامل من كافة الأراضي العربية المحتلة بما فيها مزارع شبعا وهضبة الجولان، ويفرض على سلطة رام الله استحقاقات وطنية أهمها ألا تنفرد بتنازلات تفريطية على حساب الحقوق الوطنية التاريخية للشعب الفلسطيني وأن تسعى لإزالة كافة العراقيل التي تضعها أمام المصالحة الوطنية الفلسطينية.
الاعتراف المجاني بدولة الاحتلال وبحقها في الوجود من قبل رئيس السلطة محمود عباس ليس دليلا على حرص على السلام بل محاولة لاستخذاء واستجداء دولة لم تفلح كل مفاوضات فريق أوسلو التفريطية رغم التنسيق الأمني مع الكيان الصهيوني وحفظ أمنه على امتداد عقدين من الزمن في الحصول على اعتراف بها، وينبغي أن يكون ذلك كافيا ليدرك النهج التفريطي أن السلام لا يستجدى من كيان قائم على عقيدة عنصرية، أو من خلال محافل دولية في عالم دأبت قواه الكبرى على النفاق لذلك الكيان خدمة لمصالحها في المنطقة، بل تفرضه معادلات الأرض من خلال تصعيد المقاومة الوطنية الفلسطينية بكافة أشكالها وعلى رأسها الكفاح المسلح، وتفعيل المقاطعة العربية للكيان الصهيوني، والعمل على صياغة استراتيجية عربية تصعيدية للجم العدوانية الصهيونية ووقف الاستيطان والتهويد وحماية الأقصى الشريف في موازاة استراتيجية السلام العربية خاصة بعد إجهاض الكيان المحتل للمبادرة العربية، وهو ما نتأمله في ظل تغيرات إقليمية عظيمة دشنتها الإرادة الحرة الأبية للشعوب العربية متمثلة بثورات الربيع العربي ونجاح القوى الإسلامية في كسب ثقة شعوبها والتي ظهرت نتائجها من خلال انتخابات ديمقراطية نزيهة بدأت في فلسطين من خلال انتخابات المجلس التشريعي وامتدت بعد ثورات الربيع العربي إلى مصر وتونس ودول عربية أخرى، والآمال معقودة على نجاح الشعب السوري في ثورته المظفرة.
صحيفة الوطن القطرية
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

قرار أمريكي بإغلاق مكتب الشؤون الفلسطينية في القدس
القدس المحتلة – المركز الفلسطيني للإعلام قرر السفير الامريكي في الكيان "مايك هاكبي" وفي خطوة غير مسبوقة إغلاق مكتب الشئون الفلسطينية في القدس ودمجه...

إصابة 4 مستوطنين بعملية إطلاق نار قرب جنين
جنين – المركز الفلسطيني للإعلام أصيب 4 مستوطنين عصر اليوم الأربعاء، في عملية إطلاق نار استهدفت سيارة قرب مدينة جنين، قبل أن ينسحب منفذ العملية من...

القسام تبث مقطع فيديو لانطلاق سلسلة عمليات أبواب الجحيم
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام نشرت كتائب الشهيد عز الدين القسام مساء اليوم الأربعاء مشاهد مصورة ضمن سلسلة عمليات "أبواب الجحيم" شرق مدينة رفح....

الاحتلال يعترف بإصابة 4 من جنوده بانفجار عبوة ناسفة برفح
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام قالت مصادر إسرائيلية، إن 4 جنود إسرائيليين أصيبوا اليوم الأربعاء، بانفجار عبوة ناسفة في رفح جنوب قطاع غزة. وذكرت...

حماس تطالب بتحرك دولي عاجل لوقف مسلسل الإرهاب الإسرائيلي
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام طالبت حركة حماس، بتحرك دولي عاجل وجاد لوقف المسلسل الإجرامي، وردع حكومة الاحتلال "الإرهابية"، التي تمعن في ارتكاب...

بعد ساعات من ولادة طفلته.. استشهاد صحفي بمجزرة إسرائيلية
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد الصحفي الفلسطيني يحيى صبيح، اليوم الأربعاء، في مجزرة ارتكبها جيش الاحتلال بقصفه مطعماً شعبياً غربي مدينة غزة،...

32 شهيداً وعشرات الجرحى في مجزرة إسرائيلية استهدفت مطعمًا بغزة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام ارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي، عصر اليوم الأربعاء مجزرة دامية غربي مدينة غزة أسفرت عن 32 شهيداً وعشرات الجرحى، وسط...