الأربعاء 07/مايو/2025

الاعتراف بدولة الاحتلال لا يخدم السلام

الاعتراف بدولة الاحتلال لا يخدم السلام

إقرار عباس أمام عدد من الحاخامات اليهود في المقاطعة برام الله بأن الكيان الصهيوني «دولة وجدت لتبقى» هل يخدم السلام والتسوية السياسية؟..
السلام العادل لا يتحقق إلا إذا توافرت فيه ثلاثة شروط أولها أن يكون متبادلاً، وقد نسف الكيان الصهيوني هذا الشرط من أساسه بضربه عرض الحائط بمبادرة السلام العربية ورفضه الاعتراف بحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته الفلسطينية المستقلة حتى في حدود الأراضي المحتلة عام 1967 التي تطالب بها سلطة رام الله، أما الشرط الثاني فهو الاحترام والتوازن، وهذا الشرط غائب لا في إنكار ذلك الكيان العنصري لوجود الشعب الفلسطيني على ترابه الوطني ترجمة لشعار الحركة الصهيونية العالمية «أرض بلا شعب لشعب بلا أرض» فحسب بل ويتجسد في الاستشراء المتواصل للخلايا السرطانية الاستيطانية في الجسد الفلسطيني واستمرار سياسة مصادرة الأراضي وهدم المنازل ونهب المياه، وحرمان المسلمين حتى من دفن موتاهم ومصادرة مقابرهم، كما يحدث الآن في باب الرحمة بالقدس بعد أن صدر قرار قضائي صهيوني عنصري بذلك.
أما الشرط الثالث فهو الشمولية، وهذا الشرط يقتضي من الكيان العنصري الصهيوني التراجع عن شعار «القدس عاصمة أبدية للكيان الصهيوني» والاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة والقبول بالانسحاب الشامل من كافة الأراضي العربية المحتلة بما فيها مزارع شبعا وهضبة الجولان، ويفرض على سلطة رام الله استحقاقات وطنية أهمها ألا تنفرد بتنازلات تفريطية على حساب الحقوق الوطنية التاريخية للشعب الفلسطيني وأن تسعى لإزالة كافة العراقيل التي تضعها أمام المصالحة الوطنية الفلسطينية.
الاعتراف المجاني بدولة الاحتلال وبحقها في الوجود من قبل رئيس السلطة محمود عباس ليس دليلا على حرص على السلام بل محاولة لاستخذاء واستجداء دولة لم تفلح كل مفاوضات فريق أوسلو التفريطية رغم التنسيق الأمني مع الكيان الصهيوني وحفظ أمنه على امتداد عقدين من الزمن في الحصول على اعتراف بها، وينبغي أن يكون ذلك كافيا ليدرك النهج التفريطي أن السلام لا يستجدى من كيان قائم على عقيدة عنصرية، أو من خلال محافل دولية في عالم دأبت قواه الكبرى على النفاق لذلك الكيان خدمة لمصالحها في المنطقة، بل تفرضه معادلات الأرض من خلال تصعيد المقاومة الوطنية الفلسطينية بكافة أشكالها وعلى رأسها الكفاح المسلح، وتفعيل المقاطعة العربية للكيان الصهيوني، والعمل على صياغة استراتيجية عربية تصعيدية للجم العدوانية الصهيونية ووقف الاستيطان والتهويد وحماية الأقصى الشريف في موازاة استراتيجية السلام العربية خاصة بعد إجهاض الكيان المحتل للمبادرة العربية، وهو ما نتأمله في ظل تغيرات إقليمية عظيمة دشنتها الإرادة الحرة الأبية للشعوب العربية متمثلة بثورات الربيع العربي ونجاح القوى الإسلامية في كسب ثقة شعوبها والتي ظهرت نتائجها من خلال انتخابات ديمقراطية نزيهة بدأت في فلسطين من خلال انتخابات المجلس التشريعي وامتدت بعد ثورات الربيع العربي إلى مصر وتونس ودول عربية أخرى، والآمال معقودة على نجاح الشعب السوري في ثورته المظفرة.
صحيفة الوطن القطرية

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

إصابة 4 مستوطنين بعملية إطلاق نار قرب جنين

إصابة 4 مستوطنين بعملية إطلاق نار قرب جنين

جنين – المركز الفلسطيني للإعلام أصيب 4 مستوطنين عصر اليوم الأربعاء، في عملية إطلاق نار استهدفت سيارة قرب مدينة جنين، قبل أن ينسحب منفذ العملية من...