الجمعة 09/مايو/2025

الحرب أم مجرد جعجعة؟

الحرب أم مجرد جعجعة؟

هل ثمة رابط، من وجهة نظر “إسرائيل” على الأقل، بين ثورات الربيع العربي من جهة، وإلحاح رئيس وزراء “إسرائيل” بنيامين نتنياهو ووزير حربه أيهود باراك، على ضرب إيران، من جهة ثانية؟ نتنياهو نفسه، يقول في سياق هذا الإلحاح، ولو من دون وضوح تفصيلي بشأنه، إن “على “إسرائيل” الاستعداد للتغيرات التاريخية في المنطقة”. فماذا يعني هذا الاستعداد، تحت سقف هذه التغيرات، إن لم يكن متضمناً بالضرورة، تلك الضربة العسكرية لإيران؟
تقف إيران، كما هو معروف، إلى جانب النظام السوري، بالدعم المالي والعسكري والسياسي له، ضد الثورة المتأججة في سوريا كلها، والمطالبة على وقع الحديد والنار والدم، بإسقاط هذا النظام، وكأنها في آن، مطالبة بإسقاط النظام الإيراني أيضاً.
ولكن الرئيس المصري محمد مرسي قد يخالف كل التوقعات المترتبة على وقوفه المعلن صراحة، إلى جانب ثورة الشعب السوري، فيزور إيران فعلاً، ويلتقي قادتها، أي يفعل ما هو معاكس لهذه الثورة، إذا قرر في اللحظة الأخيرة، المشاركة في قمة دول عدم الانحياز المزمع إقامتها في طهران، في نهاية الشهر الجاري. وكيف يكون حال العلاقة بين مصر و”إسرائيل” بالتالي، وفي محصلة هذا اللقاء المصري  الإيراني؟ فضلاً عن توابعها المؤثرة في العلاقة مع ثورة سوريا، ثم مع النظام السوري، من دون إغفال الجانب الأمريكي، وهو الأهم، في هذه التوابع.
صحيفة يديعوت “أحرونوت” تحذر بشدة، من نتائج هذه المشاركة المصرية المحتملة، وهي تتساءل عما سيكون عليه موقف مصر بعدها، حين توجه “إسرائيل” ضربتها العسكرية إلى البرنامج النووي الإيراني؟
لا يكترث نتنياهو وباراك لأي تحذير، فهما معاً، يقودان الرأي العام “الإسرائيلي”، بقوة كاسحة، لتأييدهما في الضربة العسكرية، وفي الاستعداد التام لها، على مختلف الصّعد والمستويات.
والواقع أن التحذير لا يأتي من هذه الصحيفة أو تلك فحسب، بل يتحرك في هذه الأيام، عبر كثير من المعارضين البارزين للضربة المعنية. فمن الرئيس “الإسرائيلي” الحالي شمعون بيريز، إلى الرئيس الأسبق إسحاق نافون، تأتي المعارضة صارخة ضد أي هجوم تقوم به “إسرائيل” وحدها، أي أن المعارضة ليست ضد الضربة بذاتها، وإنما ضد انفراد “إسرائيل” بها. هي بذلك، معارضة تصطف إلى جانب الموقف الأمريكي الرافض من طرفه أساساً، حدوث مثل هذه الضربة المنفردة.
من البداهة، وفق هذا الوضع غير المسبوق، أن يسود الارتباك أوساط المجتمع “الإسرائيلي”، بين الذرائع والحجج المتناقضة لمجاميع المؤيدين والمعارضين. وقد تفاقمت وتائر هذا الارتباك قبل بضعة أيام، باقتراح العالم النووي “الإسرائيلي” عوزي إيفن، إغلاق “إسرائيل” مفاعلها النووي في ديمونا، مقابل وقف إيران برنامجها النووي. “ديمونا مقابل قُمْ”، حسب تعبيره، في لقائه مع صحيفة “معاريف” 19-8-2012. هذا اقتراح غير عادي، رغم أنه يضيف أن “إسرائيل” سوف تضطر أصلاً، عاجلاً أو آجلاً، إلى وقف نشاط هذا المفاعل الأقدم في العالم كله، بسبب اهترائه، وتهالك قدرته الفنية على ضبط إشعاعاته الخطرة، إلا أنه بالمقابل، يضيف أيضاً، أن “إيران نووية يمكن التعايش معها”.
هل تنشب هذه الحرب أخيراً، عشية الانتخابات الأمريكية، أو بعدها، لاسيما أن قادة إيران يتحدثون في مواجهة التهديد “الإسرائيلي”، عن حتمية إزالة “إسرائيل” نفسها، من المنطقة؟ أو أنها مجرد جعجعة من الطرفين، في الوقت الذي تتقلّب فيه المنطقة ذاتها، على فوهة بركان هائل، ضمن أكثر من حرب بعضها مشتعل، وبعضها يتأهب للاشتعال، على وقع أكثر من سبب يمتد من القديم إلى الحديث؟
صحيفة الخليج الإماراتية  

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

عشرات الآلاف يؤدون صلاة الجمعة في الأقصى

عشرات الآلاف يؤدون صلاة الجمعة في الأقصى

القدس المحتلة – المركز الفلسطيني للإعلام أدى عشرات آلاف الفلسطينيين صلاة الجمعة، في المسجد الأقصى المبارك وباحاته، وسط تشديدات وإجراءات مكثفة فرضتها...

1000 شهيد و6989 مصابًا في الضفة منذ 7 أكتوبر

1000 شهيد و6989 مصابًا في الضفة منذ 7 أكتوبر

رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام وثق مركز معلومات فلسطين "معطي" استشهاد 1000 فلسطيني في الضفة الغربية المحتلة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر...

اعتقال 4 فلسطينيين من الخليل

اعتقال 4 فلسطينيين من الخليل

الخليل – المركز الفلسطيني للإعلام اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم الجمعة، 4 فلسطينيين خلال اقتحامات متفرقة في مدينة الخليل جنوبي الضفة...