ارتهانات البيت الأبيض

في كل موسم انتخابي أمريكي يعود السؤال الباحث عن إجابة منذ عقود، وهو ارتهان مرشحي الرئاسة الحالمين بالبيت الأبيض ومكتبه البيضاوي للوبي اليهودي وجنرالات تل أبيب، وللسؤال شق آخر عن ضعف الصوت العربي الناخب في الولايات المتحدة وعدم تحوله رغم توفر الفرص إلى لوبي ضاغط لمصلحة القضايا العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.
التصريحات والخطب والزيارات المكوكية لا تتغير مع تغير المواسم الانتخابية وما يتغير فقط هو اسماء المرشحين وأحياناً ألوانهم.
والرئيس أوباما الذي احتفى بفوزه كثير من العرب متوقعين أنه سيكون جملة سمراء معترضة في البيت الأبيض، لم يبرهن على اختلاف حقيقي عن سائر العائلة البيضاء وكان للرجل وعود بدءاً من إغلاق غوانتنامو وإعتاق من فيها حتى إعلان الدولة الفلسطينية مروراً بوعود دولية أخرى تتيح لأمريكا أن تصلح ولو قليلاً ما أفسد السابقون.
لكن سرعان ما وصفت وعود أوباما بأنها عرقوبية، لأن ما تحقق منها ليس سوى أقل القليل، ومعظمه بقي في النطاق الأمريكي المحلي، رغم أن الاقتصاد لم يظفر بحصة كبرى من تحقيق الوعد.
هدية أوباما الجديدة هي اتفاق أمني مع تل أبيب ومعه صفقة طائرات “اف – 35” التي توصف بأنها عملاقة، وبالمقابل زار “رومني” تل أبيب وقدم أوراق اعتماده لا كسفير أمريكي في الدولة العبرية بل كرئيس للولايات المتحدة. إنه تنافس محموم بين الخصوم التقليديين في واشنطن على استرضاء اللوبي الصهيوني وبالتالي الدولة العبرية، فالخلافات سواء كانت تكتيكية أو استراتيجية بين الجمهوري والديمقراطي أو بين الفيل والحمار وهما شعارا الحزبين تتراجع إذا تعلق الأمر بتل أبيب وأمنها الذي وصفه أوباما في أكثر من مناسبة بأنه من صميم وصلب الأمن الأمريكي.
لهذا لا بد من البحث عن مفردة أخرى غير الحليف لوصف هذا الالتحام العضوي.
وإذا كان نفوذ اللوبي الصهيوني بات معروفاً بالأرقام داخل أمريكا فإن السؤال الآخر المزمن هو عن غياب النفوذ العربي الضاغط فعدد من يسمون العرب الأمريكيين لا يستهان به، ومنهم أكاديميون بارزون ورجال مال وأعمال وشخصيات عامة، وهناك أكثر من تفسير لضعف هذا الوجود العربي في الولايات المتحدة، منه غياب السياق القومي وبالتالي التناغم لمصلحة موقف موحد، فالخلافات العربية – البينية – هاجرت هي الأخرى مع المهاجرين العرب، وتباينت في المهاجر الولاءات لنظم وأيديولوجيات وطوائف.
نذكر أن بعض المثقفين العرب شككوا مراراً في حجم ونفوذ اللوبي الصهيوني داخل أمريكا، ومنهم د. صادق جلال العظم الذي نشر دراسة مبكرة نسبياً حول هذه المسألة، ذلك لأن أمريكا تضع استراتيجيتها وأجندتها وبالتالي مصالحها أولاً، رغم أن هناك وقائع تطابقت فيها الأجندتان الأمريكية والصهيونية كمحيطي دائرة واحدة وبمركز واحد منها احتلال العراق.
ولكي لا تتكرر الأسئلة والمساءلات والتعليقات حول الانتخابات الأمريكية وارتهاناتها للصهيونية في كل موسم، علينا أن نتوجه بهذه الأسئلة إلى أنفسنا كعرب أولاً.
فما من حضور له نفوذ إلا على حساب غياب وتهميش.
صحيفة الخليج الإماراتية
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

حماس: اغتيال المقاومين في الضفة لن يزيد شبابها الثائر إلا مزيداً من الإصرار على المواجهة
الضفة الغربية – المركز الفلسطيني للإعلام أكدت حركة حماس أن سياسة الاحتلال الصهيوني باغتيال المقاومين وتصعيد استهدافه لأبناء شعبنا في الضفة الغربية؛...

الأمم المتحدة تحذّر من استخدام المساعدات في غزة كـ”طُعم” لتهجير السكان
المركز الفلسطيني للإعلام حذّرت هيئات الأمم المتحدة من مخاطر استخدام المساعدات الإنسانية في قطاع غزة كوسيلة للضغط على السكان ودفعهم قسرًا للنزوح، مع...

الإعلامي الحكومي: الاحتلال يُهندس مجاعة تفتك بالمدنيين
المركز الفلسطيني للإعلام قال المكتب الإعلامي الحكومي، إن سلطات الاحتلال "الإسرائيلي" تواصل ارتكاب جريمة منظمة بحق أكثر من 2.4 مليون مدني في قطاع...

حماس تردّ على اتهامات السفير الأمريكي: أكاذيب مكررة لتبرير التجويع والتهجير
المركز الفلسطيني للإعلام رفضت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) تصريحات السفير الأمريكي لدى الاحتلال، مايك هاكابي، التي اتهم فيها الحركة بالتحكّم...

شهيدان باستهداف الاحتلال في نابلس
نابلس - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد مقاومان بعد خوضه اشتباكاً مسلحاً - مساء الجمعة- مع قوات الاحتلال الصهيوني التي حاصرته في منزل بمنطقة عين...

حماس تثمّن قرار اتحاد نقابات عمال النرويج بمقاطعة الاحتلال
المركز الفلسطيني للإعلام ثمنت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) قرار اتحاد نقابات عمال النرويج بمقاطعة الاحتلال الصهيوني وحظر التجارة والاستثمار مع...

صاروخ من اليمن يعلق الطيران بمطار بن غوريون
المركز الفلسطيني للإعلام توقفت حركة الطيران بشكل مؤقت في مطار بن غوريون، بعد صاروخ يمني عصر اليوم الجمعة، تسبب بلجوء ملايين الإسرائيليين إلى...