الجمعة 09/مايو/2025

ارتهانات البيت الأبيض

ارتهانات البيت الأبيض

في كل موسم انتخابي أمريكي يعود السؤال الباحث عن إجابة منذ عقود، وهو ارتهان مرشحي الرئاسة الحالمين بالبيت الأبيض ومكتبه البيضاوي للوبي اليهودي وجنرالات تل أبيب، وللسؤال شق آخر عن ضعف الصوت العربي الناخب في الولايات المتحدة وعدم تحوله رغم توفر الفرص إلى لوبي ضاغط لمصلحة القضايا العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.
التصريحات والخطب والزيارات المكوكية لا تتغير مع تغير المواسم الانتخابية وما يتغير فقط هو اسماء المرشحين وأحياناً ألوانهم.
والرئيس أوباما الذي احتفى بفوزه كثير من العرب متوقعين أنه سيكون جملة سمراء معترضة في البيت الأبيض، لم يبرهن على اختلاف حقيقي عن سائر العائلة البيضاء وكان للرجل وعود بدءاً من إغلاق غوانتنامو وإعتاق من فيها حتى إعلان الدولة الفلسطينية مروراً بوعود دولية أخرى تتيح لأمريكا أن تصلح ولو قليلاً ما أفسد السابقون.
لكن سرعان ما وصفت وعود أوباما بأنها عرقوبية، لأن ما تحقق منها ليس سوى أقل القليل، ومعظمه بقي في النطاق الأمريكي المحلي، رغم أن الاقتصاد لم يظفر بحصة كبرى من تحقيق الوعد.
هدية أوباما الجديدة هي اتفاق أمني مع تل أبيب ومعه صفقة طائرات “اف – 35” التي توصف بأنها عملاقة، وبالمقابل زار “رومني” تل أبيب وقدم أوراق اعتماده لا كسفير أمريكي في الدولة العبرية بل كرئيس للولايات المتحدة. إنه تنافس محموم بين الخصوم التقليديين في واشنطن على استرضاء اللوبي الصهيوني وبالتالي الدولة العبرية، فالخلافات سواء كانت تكتيكية أو استراتيجية بين الجمهوري والديمقراطي أو بين الفيل والحمار وهما شعارا الحزبين تتراجع  إذا تعلق الأمر بتل أبيب وأمنها الذي وصفه أوباما في أكثر من مناسبة بأنه من صميم وصلب الأمن الأمريكي.
لهذا لا بد من البحث عن مفردة أخرى غير الحليف لوصف هذا الالتحام العضوي.
وإذا كان نفوذ اللوبي الصهيوني بات معروفاً بالأرقام داخل أمريكا فإن السؤال الآخر المزمن هو عن غياب النفوذ العربي الضاغط فعدد من يسمون العرب الأمريكيين لا يستهان به، ومنهم أكاديميون بارزون ورجال مال وأعمال وشخصيات عامة، وهناك أكثر من تفسير لضعف هذا الوجود العربي في الولايات المتحدة، منه غياب السياق القومي وبالتالي التناغم لمصلحة موقف موحد، فالخلافات العربية – البينية – هاجرت هي الأخرى مع المهاجرين العرب، وتباينت في المهاجر الولاءات لنظم وأيديولوجيات وطوائف.
نذكر أن بعض المثقفين العرب شككوا مراراً في حجم ونفوذ اللوبي الصهيوني داخل أمريكا، ومنهم د. صادق جلال العظم الذي نشر دراسة مبكرة نسبياً حول هذه المسألة، ذلك لأن أمريكا تضع استراتيجيتها وأجندتها وبالتالي مصالحها أولاً، رغم أن هناك وقائع تطابقت فيها الأجندتان الأمريكية والصهيونية كمحيطي دائرة واحدة وبمركز واحد منها احتلال العراق.
ولكي لا تتكرر الأسئلة والمساءلات والتعليقات حول الانتخابات الأمريكية وارتهاناتها للصهيونية في كل موسم، علينا أن نتوجه بهذه الأسئلة إلى أنفسنا كعرب أولاً.
فما من حضور له نفوذ إلا على حساب غياب وتهميش.
صحيفة الخليج الإماراتية

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

شهيدان باستهداف الاحتلال في نابلس

شهيدان باستهداف الاحتلال في نابلس

نابلس - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد مقاومان بعد خوضه اشتباكاً مسلحاً - مساء الجمعة- مع قوات الاحتلال الصهيوني التي حاصرته في منزل بمنطقة عين...