عاجل

الثلاثاء 13/مايو/2025

الحروب التقليدية والإلكترونية للكيان الصهيوني

الحروب التقليدية والإلكترونية للكيان الصهيوني

يتوقف المراقبون الدوليون طويلاً أمام سعي “إسرائيل” المتواصل لتطوير ترسانتها العسكرية المتضخمة أصلاً، خاصة في ظل ما تشهده المنطقة في السنوات الأخيرة من مستجدات سياسية واقتصادية، لاسيما لناحية اندلاع ثورات تهدد بقلب معادلة توازنات المنطقة، وقيام “إسرائيل” باستثمار مكامن غاز مكتشفة في البحر المتوسط يؤكد لبنان أنه يمثل اعتداء عليه.

حيث إن هذه المكامن تقع ضمن مياهه الإقليمية، هذا دون ذكر استمرار “إسرائيل” في تضييق الحصار على قطاع غزة، وتطويرها أسلحة متقدمة استعداداً لاندلاع حرب مقبلة، أو عدوان تشنه على لبنان أو غزة.

واستعداداً لكل الاحتمالات، ذكرت مجلة “جينز ديفنس ويكلي” العسكرية المتخصصة أن “إسرائيل” قد قامت، أخيراً، إلى جانب تطوير منظومات صاروخية متطورة بمساعدة من الولايات المتحدة، بالاستعداد لشن معارك بحرية من خلال التزود بزوارق حديثة الصنع متطورة تكنولوجيا، إلى جانب تحسين تنسيق عملياتها بالتعاون مع القطاع الخاص، كما تعمل على إعداد نفسها للحروب الإلكترونية المستقبلية، بما في ذلك تطوير طواقم عمل في هذا المجال وتوزيعها على فروع الجيش المختلفة.

* زوارق موجهة

البحرية “الإسرائيلية” تنشر زوارق دوريات بعيدة المدى تعمل إلى جانب طائرات حربية على طول الساحل الممتد والبالغ 85 ميلاً بحرياً، ومن بين الاستعدادات البحرية التي أجرتها “إسرائيل”، أخيراً إنشاء مراكز قيادة وسيطرة مترابطة بشكل أفضل مع استخدام للطائرات موجهة عن بعد.

وتذكر مجلة “جينز ديفنس ويكلي” أن البحرية الإسرائيلية حصلت على زوارق موجهة عن بعد من طراز “بروتراكتور”، وأن هذه الأخيرة هي على شكل زوارق قابلة للنفخ تتمتع بهيكل جامد طوله 9 أمتار مخصص لعمليات التحكم عن بعد.

وفي الوقت الذي تعمل الحكومة “الإسرائيلية” على شراء أسلحة إضافية تزيد من قدراتها البحرية، تبقى البحرية الإسرائيلية معتمدة على شركات الأمن الخاصة، في حماية بعض البنى التحتية الحساسة، مثل منصات النفط والغاز، وهذه الشركات تعمل بناءً على توجيهات مجلس الأمن القومي “الإسرائيلي”.

يقول الأدميرال المتقاعد نعوم فايج، نائب الرئيس السابق للعمليات البحرية ورئيس الاستخبارات البحرية وأحد المديرين الأربعة في إحدى الشركات الخاصة المتخصصة في الأمن البحري، وهي شركة “فورتروبس”: “حدثت تطورات عدة بالنسبة لقضايا الأمن البحري خلال السنوات القليلة الماضية، بما في ذلك اكتشاف إسرائيل للغاز وإعلانها قيام منطقة اقتصادية خاصة بالاتفاق مع قبرص، بينما يقول لبنان إن الغاز يقع ضمن أراضيه”.

ويوضح الأدميرال لمجلة “جينز ديفنس ويكلي” الموقف بقوله: “البحرية “الإسرائيلية” لن تؤمن حماية لمنصات النفط والغاز عن كثب على الدوام، وبالتالي فإن المهمة تقع على شركات أمنية خاصة، تعمل بالتعاون مع المؤسسة الحربية الإسرائيلية”.

وإلى جانب البحرية، تقوم وكالة الأمن “الإسرائيلية” “أي إس إيه” بتنسيق العمليات الأمنية مع شركات خاصة مختارة، يجري توجيهها والإشراف عليها من قبل ضباط في الوكالة تابعين للوزارة المعنية.

ولا يقتصر عمل هذه الشركات الأمنية على حماية منصات النفط والغاز “الإسرائيلية “في البحر، بل يتعداها إلى المشاركة في مهمات أمنية أخرى. فقد أشارت مجلة “جينز ديفنس ويكلي”، إلى أن الحكومة الإسرائيلية قامت أخيراً بتشغيل “فروتروبس” لتأمين الحماية لسفينة أبحاث تجري مهمة قيل إنها شديدة الأهمية في البحر.

وتنقل عن غاي ساكين مدير ورئيس فريق المهام الخاصة في “فورتروبس” قوله: ” اخترنا طواقم جميع أفرادها ينتمون إلى القوات الخاصة سابقاً، ودربنا الطاقم البحري وأرسلناه إلى السفينة في خليج عدن وقمنا بمهام الحماية على مدار الساعة على مدى 32 يوماً، ولقد نجحنا في إحباط ثماني هجمات من قبل قراصنة”.

* تصعيد إلكتروني

واستعداداً لحروبها الإلكترونية، تقوم “إسرائيل” أيضاً باتخاذ تدابير لتطوير قدراتها على الإنترنت، بوجه خاص مع تزايد اعتماد الدول على الأنظمة الإلكترونية في تسيير البنى التحتية، وهذه تتراوح ما بين اختراق قواعد البيانات أو إزالة السجلات أو تعطيل شبكة الاتصالات وغيرها من البنى التحتية.

ولقد قامت الحكومة “الإسرائيلية” بتشكيل فريق قيادة على الإنترنت في عام 2011 عرف باسم “فريق مهام الإنترنت”، وكان الفريق قد تقدم بجملة توصيات، من بينها صياغة سياسة حول الحرب الإلكترونية، وإقامة مراكز أبحاث وزيادة التعاون بين الحكومة والجامعات والصناعة.

إلى جانب ذلك، ذكرت صحيفة “جورزليم بوست” أن الجيش الإسرائيلي أصبح لديه “ما يقرب من 300 خبير كمبيوتر شاب” يعملون كخبراء على الإنترنت، وأنه سيجري توزيع 30 “عامل على الإنترنت” على فروع مختلفة للإشراف على شبكات الكمبيوتر، ويعتقد أن الوحدة “8200” التي انبثقت من هيكلية جهاز مخابرات الإشارة هي في صميم هذه القوة.

صحيفة البيان، 12/8/2012

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات