صـورة مشـرقة

يقدم أهلنا في بيت المقدس، وأكناف بيت المقدس صورة مشرقة، من صور نضالهم البطولي، بالإصرار على المرابطة في الأقصى، ومواجهة العدو الصهيوني بصدور عارية، لمنع رعاع المستوطنين، والمتدينين الحاقدين من اقتحام المسجد، وتدنيس ساحاته، وهم يمارسون أفعالهم الدنيئة.
إن تدفق مئات الآلاف إلى الأقصى يوم الجمعة الماضي “325” ألفاً، حيث امتلأت ساحاته، وشوارع وأزقة المدينة القديمة بالمصلين، الذين نفروا منذ ساعات الفجر الأولى، من الجليل والمثلث والنقب، ومن كافة مخيمات ومدن الضفة الغربية المحتلة، يؤكد أن هذا الشعب لم يتخل عن قدسه ومقدساته، وعن أرضه المحتلة، وهو مستعد للتضحية كما كان دائماً لرد الغزوة الصهيونية الآثمة.
صمود الشعب الفلسطيني في أرضه، وتمسكه بمقدساته، وإصراره على رحيل الاحتلال، هو ما يؤرق العدو الصهيوني، ويجعله يفقد أعصابه، ويلجأ إلى الممارسات القمعية العنصرية الفاشية، من مثل اعتقال الأطفال وتعذيبهم، وزجهم في المعتقلات والسجون، وإطلاق الكلاب البوليسية لترويع النساء على المعابر والحواجز، وإجراء تجارب لأدوية محرمة على الأسرى، ما أدى إلى إصابة بعضهم بأمراض عضال، وإطلاق المستوطنين المجرمين، لترويع المواطنين في مدنهم وقراهم، من خلال اقتحام المساجد وإحراق المصاحف، حيث تم حتى الآن إحراق “18” مسجداً، وإحراق المحاصيل الزراعية، وتجريف الأراضي الزراعية، واقتلاع مليون شجرة زيتون… إلخ.
هذه الاعتداءات العنصرية البغيضة، على غرار اعتداءات البيض في جنوب إفريقيا، إبان المرحلة العنصرية، يؤكد أن هذا العدو القادم من عصور الظلام والخرافات، هو عدو مأزوم، لأنه لم يستطع تحقيق مشروعه الصهيوني الاستئصالي، ولن يستطيع ما دام الشعب الفلسطيني صامد في وطنه، مزروع كأشجار الزيتون.
إن هذه الصورة النضالية المشرقة، التي يجسدها المرابطون في القدس والأقصى، تستحق من الدول الشقيقة ومن أثرياء العرب كل الدعم والإسناد المادي، فهم بمثابة خط الدفاع الأول عن مقدسات المسلمين، وأي خلل يصيب هذه الجبهة المتقدمة، يعني سقوط آخر الحصون والقلاع المقاومة، وإطلاق يد العدو لتهويد القدس والأقصى. وهذا يفرض على أمين عام الجامعة العربية، أن يخصص جزءاً من وقته، للأقصى والقدس، بمطالبة الدول العربية أن تفي بالتزاماتها المادية، التي قررتها قمة سرت، حيث لم يصل أكثر من ” 60″ مليون دولار لبنك التنمية السعودي من أصل “500” مليون، قررتها القمة لدعم العرب المقدسيين، وتعزيز صمودهم في القدس المحتلة.
ونهمس في آذان أثرياء العرب، والأثرياء الفلسطينيين على وجه الخصوص، الذي يقضون رمضان المبارك في ربوع أوروبا وأميركا، ألم يسمعوا باليهودي الروسي “موسكوفيتش”، الذي تبرع بأكثر من “300” مليون دولار، لإقامة المستوطنات في القدس والتسريع بتهويدها، ومتى يصحو ضميرهم، ويخصصوا جزء من ثروتهم، لترميم منازل المقدسيين، والمدارس، والمستشفيات، التي أصبحت مهددة بالإغلاق.
باختصار… تزداد ثقتنا بأهلنا المرابطين في القدس والأقصى، وهم يتصدون للعدو الصهيوني، ونهيب بالأمة كلها، وبشباب الربيع العربي، أن يهبوا لدعمهم، فهم خط الدفاع الأول عن مقدساتهم.
[email protected]
صحيفة الدستور الأردنية
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

مؤسسات الأسرى: تصعيد ممنهج وجرائم مركّبة بحق الأسرى خلال نيسان الماضي
رام الله - المركز الفلسطيني للإعلام واصلت سلطات الاحتلال الإسرائيلي خلال شهر نيسان/ إبريل 2025 تنفيذ حملات اعتقال ممنهجة في محافظات الضفة الغربية،...

إضراب جماعي عن الطعام في جامعة بيرزيت إسنادًا لغزة
رام الله- المركز الفلسطيني للإعلام أضرب طلاب ومحاضرون وموظفون في جامعة بيرزيت، اليوم الاثنين، عن الطعام ليومٍ واحد، في خطوة رمزية تضامنية مع سكان...

القسام تفرج عن الجندي مزدوج الجنسية عيدان ألكساندر
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أفرجت كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، عند الساعة 6:30 من مساء اليوم...

خطيب الأقصى: إدخال القرابين يجب التصدي له بكل قوة
القدس – المركز الفلسطيني للإعلام استنكر خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري، محاولة يهود متطرفين إدخال قرابين إلى ساحات المسجد الأقصى، معتبراً أنه...

حماس: المؤسسات الأممية هي الوحيدة المختصة بتوزيع المساعدات بغزة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام قالت حركة حماس، إن المجاعة في قطاع غزة تشتدّ بشكل كارثي وسط استمرار الحصار ومنع دخول الغذاء والدواء. وأكدت في بيان...

إطلاق الأسير ألكسندر يفجر غضب عائلات باقي الأسرى على نتنياهو
الناصرة - المركز الفلسطيني للإعلام فجّر قرار حركة حماس إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي الأمريكي عيدان ألكسندر من قطاع غزة غضب عائلات باقي الأسرى...

حرّاس الأقصى يحبطون محاولة ذبح “قربان تلمودي” في باحات المسجد
القدس المحتلة - المركز الفلسطيني للإعلام أحبط حُرّاس المسجد الأقصى المبارك، صباح اليوم الاثنين، محاولة مستوطنين إدخال "قربان حي" إلى باحاته عبر باب...