المحرر ماجد أبو قطيش: شعبنا مبدع في ابتكار وسائل مقاومة جديدة

اعتبر المحرر ماجد أبو قطيش أن نقض الكيان الصهيوني لوعوده أمر طبيعي ويتناسب مع تفكير المحتل، وطالب أن تظل قضية الأسرى حاضرة في وجدان العرب والمسلمين، وأن تبقى قضيتهم على سلم أولويات المسؤولين. كما أكد أن شعبنا الفلسطيني لديه القدرة على الابداع في ابتكار وسائل وطرق جديدة لمقاومة الاحتلال على أرضنا.

وأبدى أبو قطيش تفاؤلاً بالتغيرات التي حصلت على الساحة العربية والمصرية تحديدا، جاء ذلك في حديث خاص مع “المركز الفلسطيني للإعلام” في اسطنبول.

وفيما يلي نص الحوار:

لم يلتزم العدو الصهيوني بتنفيذ كامل بنود اتفاق صفقة تبادل الأسرى “وفاء الأحرار”، ونقض بعضا من بنودها، وماطل في تنفيذ بنود أخرى.. ما هو الرد المطلوب برأيك في مثل هذه الحالة؟

عدم التزام  العدو الصهيوني بالتزاماته أمر من صميم طبيعته وذلك ديدنه، ولسنا  مستغربين  من ذلك، بل  توقعنا  هذا الأمر، وتطبيق  بنود اتفاقيه  “وفاء الأحرار” جزء من مسؤولية الطرف المصري  الوسيط، وبإمكان مصر  في العهد الجديد أن تمارس دورها التاريخي والطبيعي في دعم القضية الفلسطينية ودعم ملف الأسرى كون لها علاقه مع هذا الكيان. 

الأسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال حالة دائمة وليست مؤقتة بحالة إضراب وغيره.. ما هو السبيل للإبقاء على قضية الأسرى دائمة الحضور في المحافل الإعلامية والدولية؟

يجب أن تظل قضية الأسرى إحدى القضايا الرئيسة أولاً  للشعب  الفلسطيني  ثم  للأمة  العربية والإسلامية فالعالم، فالأسرى الفلسطينيون هم  أسرى القدس والأقصى، وتحريرهم واجب على الأمة وجوبا شرعيا ووطنيا.

وعلى الجامعة العربية والمؤتمر الإسلامي تبني قضيه الأسرى، ووضع هذا الملف على سلّم الأولويات، وعلى كل طرف عربي أو إسلامي له علاقة  مع  العدو  الضغط عليه باتجاهين الأول: المطالبة بإطلاق سراح الأسرى، وثانيا:  تحسين ظروف اعتقالهم، والواجب الأكبر في هذا الأمر يقع على عاتق  السلطة في رام  الله.

كما يجب ملاحقه قادة هذا الكيان قضائياً في المحاكم الدولية، وخاصة  المحققين والقضاة والسجّانين، ويتم تجهيز ملفات قانونية مدعمة بالانتهاكات بحق الإنسان الفلسطيني والأسير، وهي كثيرة ويتم ذلك بالتعاون مع وزارة الأسرى والجمعيات الفلسطينية المهتمة  بذلك.

أما على المستوى الدولي فيجب فضح سياسات  الاحتلال الذي لا يحترم حتى القرارات الدولية  فهي  دولة تحتل بلداً عربياً وتعتقل ابناءه بشكل تعسفي وتعتقل النساء والأطفال، كما تحاصر  قطاع غزه، وتمنع عنه كل أسباب الحياة.

هل تتوقع أن يكون للتغيرات السياسية في مصر انعكاسات إيجابية على مجمل قضايا الأسرى، أم أنها ستتجه نحو مزيد من التصعيد الصهيوني؟

في المنظور القريب لا نعتقد أن التطورات الجديدة في مصر سيكون لها انعكاس ايجابي مباشر على ملف الأسرى الفلسطينيين فهناك ملفات داخلية مصرية ستشغل بها الحكومة والنظام المصري الجديد، لكن ملف الأسرى الفلسطيني سيكون مرتبط بمدى العلاقة المصرية مع الاحتلال وتطورها .

كيف تقرأ تضمين الرئيس محمد مرسي القضية الفلسطينية في خطابه الذي اعتبر خروجاً عن الدبلوماسية المصرية السابقة؟ وهل سيدفع فوز مرسي باتجاه انتزاع الفلسطينيين حقوقهم المشروعة؟

تحرر الشعوب العربية من الاستبداد في ظل الربيع العربي خطوة استراتيجية نحو انتزاع الحقوق الفلسطينية كاملة، وتحرير مصر من الحكم البائد من أهم هذه الخطوات .
 والكل يعلم علاقة هذه الانظمة بالمحتل فقد كانت الحامية والحارسة له لا سيما النظام المصري السابق. 

كيف ترى مستقبل الحصار الظالم على غزّة في ظل التطورات الأخيرة؟

انكسر الحصار المعنوي عن غزه ببدء الربيع العربي وتوّج ذلك بسقوط  النظام المصري، وأعتقد أن الشعب المصري الأبي لن يقبل استمرار حصار القطاع،  ولن يقبل أن يتم التعامل مع القضية الفلسطينية بعد تحرره من الاستبداد  كما كان  في عهد النظام السابق. 

هل ترى أن ما جرى في رام الله مؤخراً من مظاهرات لمنع لقاء “عباس – موفاز” بداية الشرارة لربيع فلسطيني يبدأ برفض مواصلة المفاوضات العبثية مع الاحتلال؟

السلطة في رام الله أسقطت من يدها كل  خيارات المقاومة وأبقت  على خيار  التفاوض  العبثي،  ولا أعتقد  أن قادة السلطة قادرة  على اتخاذ  قرار مكلف يؤدي لحرية شعبنا.

أما شعبنا  الفلسطيني فهو مبدع  في تطوير  وسائل  المقاومة  التي تجبر العدو على  الخضوع، وهذه الوسائل لن تكون  مرضية  لسلطة  رام الله، لكن الشعب  الفلسطيني يؤمن  أن  تحرير أرضه ستكون  بالمقاومة الحقيقية وليس بموائد المفاوضات!

في أي سياق تقرأ زيارة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، ووفد من الحركة للأردن؟ وكيف ترى طبيعة العلاقة المستقبلية مع النظام الأردني؟

هناك الكثير من المصالح الفلسطينية  الأردنية المشتركة، ولقاء  وفد  حماس  مع  القيادة  الأردنيه تصب في صالح  الشعبين الشقيقين، وهما في الحقيقة شعب واحد، واعتقد أن تقارب القيادتين الأردنية الفلسطينية طيب ومبشر ويأتي في سياق طبيعي، ونأمل أن يستمر .

مشاركة قيادة حماس في مؤتمر حركة النهضة التونسية مؤشر على صفحة العلاقات مع تونس الثورة.. كيف تقيم رؤية الغرب لهذه العلاقة؟ وما هي انعكاساتها على مستقبل القضية الفلسطينية؟

الغرب  لا يهمه  مصلحة تونس بشكل عام، وهو لن يرضى بالتأكيد عن مثل هذه المشاركة، لكن علينا أن نكون على يقين بأننا  في مرحلة  تحرر  الشعوب  العربية، والعالم الغربي أصبح يدرك هذه التغيرات.

أما تحسين أنظمة  الثورات  العربية علاقاتها  مع  حركة حماس  فإنه حتماً  يصب  في  صالح  القضية الفلسطينية، لأن حماس  منتخبة من شعبها، ولها  وزنها  وتأثيرها في  القضية  الفلسطينية. 

كيف ترى الموقف التركي الذي يصرّ على شرط رفع الحصار عن غزة لإعادة العلاقات الدبلوماسية مع الكيان الصهيوني؟

ما تقدمه  تركيا  للقضية   الفلسطينية   مشكورة  عليه،  وهو يدعم   صمود  شعبنا، والموقف  التركي   موقف   متقدم،  كما أن  مواقف  رئيس  الوزراء رجب طيب أردوغان مشهود  لها،  وعلى الدول  العربية  ذات  العلاقة مع  الكيان الصهيوني أن  تحذو حذو  أردوغان  وتركيا.

بطالة شخصية للأسير المحرر ماجد أبو قطيش:

الاسم:  ماجد  حسن  أبو  قطيش
تاريخ   الميلاد:   9/8/1970      
 تاريخ  الاعتقال:   5/6/1993
الحكم:  ثلاثة مؤبدات  و40 عاما 
التهمه:   خطف   جندي صهيوني لمبادلته مع الشيخ الشهيد أحمد  ياسين وأسرى آخرين، بالإضافة إلى تهمة قتل  جنود صهاينة محتلين. 
الدراسة: الشريعة   الإسلامية  في  جامعة   القدس،  اعتقل وهو على  مقاعد   الدراسة.
السكن: من سكان القدس المحتلة، ومحرر إلى تركيا بصفقة “وفاء الأحرار”.
الحالة الاجتماعية: متزوج   منذ  ثلاثة  أشهر