الأحد 11/مايو/2025

التوجه الفلسطيني الجديد إلى الأمم المتحدة

التوجه الفلسطيني الجديد إلى الأمم المتحدة

الاستهتار بحقوق الشعب الفلسطيني، لا ينكره عاقل، فالسلطة تصر على التفاوض الذي اتضح أنه علاقات عامة وشراء وقت بالنسبة للإسرائيليين، فيما تخندقت حماس مع برنامجها، وهكذا تعمق الانقسام الفلسطيني، وأريق الدم الفلسطيني.
تنبع أهمية التوجه الفلسطيني للمجتمع الدولي وللأمم المتحدة للحصول على صفة دولة غير عضو، من تصميم القيادة الفلسطينية وسعيها إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة علي حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشريف، كما أنه رد على استمرار الدعم الأميركي الأعمى والمنحاز ل”إسرائيل” الغاصبة، واستغلال أميركا لقوتها وعلاقاتها في ممارسة ضغوط على الدول الأوروبية حتى لا تتمكن فلسطين من ملاحقة الكيان الإسرائيلي قانونياً وأخلاقياً في المحاكم الدولية على جرائمه ضد الشعب الفلسطيني، ولوضع حد لما تقوم “إسرائيل” مسبقاً بتقويض أية محاولات فلسطينية للتوجه لمحكمة العدل الدولية، مما جعلها دولة ذات حصانة فوق القانون، وهو ما دفعها لاستباحة كل الحقوق الفلسطينية وبناء المستوطنات وطرد الفلسطينيين من أراضيهم ومصادرتها في إطار خطة إسرائيلية مدروسة وممنهجة لتثبيت أمر واقع على الأرض.
من خلال كسب عضوية دولة مراقبة في الأمم المتحدة يتم تثبيت حدود 4 يونيو 1967 للدولة الفلسطينية وتأكيد القدس الشرقية جزءاً لا يتجزأ منها، وتثبيت عدم شرعية جميع المستوطنات المقامة على أراضيها المحتلة، فالهدف ليس وقف بناء المستوطنات على الأراضي الفلسطينية وتوسيعها، بل تفكيك هذه المستوطنات التي تبين أن المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي وعلى مدى 21 عاماً استخدمت كغطاء لبناء مزيد من المستوطنات وتعزيز التواجد الإسرائيلي على أراضي الضفة الغربية والقدس وفرض أمر واقع غير قانوني.
التوجه الفلسطيني الجديد إلى الأمم المتحدة بدعم من الدول العربية يحتاج إلى تبني استراتيجية عربية- فلسطينية متكاملة، تبدأ من الوفاء بالالتزامات المالية العربية تجاه الفلسطينيين وإتمام المصالحة الفلسطينية التي تراوح في إطار لقاءات وتوقيعات على اتفاقيات ثنائية بين فتح وحماس ما زالت كلاماً تذروه الرياح، لدرجة أن الشعب الفلسطيني فقد الثقة بوجود إرادة سياسية لدى الطرفين لوضع المصلحة الوطنية العليا فوق مصالحهما الذاتية الضيقة، وعلى الدول العربية أن تضع كل ثقلها للضغط على الطرفين من أجل إتمام المصالحة الشاملة والتوجه إلى الأمم المتحدة بموقف عربي- فلسطيني واحد مدعوماً بالأفعال وليس بالأقوال فقط.
لكن كل فريق يعتقد أن مصلحة الشعب الفلسطيني هي المصلحة العليا عنده. وكل فريق يريد تحقيق هذه المصلحة عن طريق مشروعه، وكل منهما يعلم أنه لا تحقيق لمشروعه إلا أن يلتزم الجميع بهذا المشروع، فالسلطة تريد المصالحة مع حركة حماس في غزة حتى يتوحد المشروع بينهما لمواجهة العدو الصهيوني عن طريق المفاوضات، وهذا اعتقاد راسخ لدى السلطة، ما حماس فتريد من المصالحة أن تقنع السلطة أنه لا فائدة من تلك المفاوضات، ولا حل مع ذلك العدو إلا عن طريق المقاومة بكل أشكالها، وعلى رأسها المقاومة المسلحة.
لا مجال لأحد الطرفين أن يتنازل للطرف الآخر عن مشروعه، وخاصة السلطة، لأنها مقيدة بمعاهدات واتفاقيات مع العدو الصهيوني، ولا يوجد لديها إرادة حرة لأن تفعل ما تريد في وجود العدو المحتل الذي يقيدها، من خلال امتلاكه عناصر القوة التي من خلالها يملي عليها ما يريد، لذلك لا أعتقد مطلقاً أن تتم هذه المصالحة، مع أنها رغبة جامحة لدى كل أطياف المجتمع الفلسطيني، ورغبة جامحة أيضاً لكل العالم العربي والشعوب الإسلامية وأحرار العالم.
صحيفة الوطن القطرية

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

نتنياهو: سنضم 30% من الضفة الغربية

نتنياهو: سنضم 30% من الضفة الغربية

رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن تل أبيب "ستكون قادرة على ضمّ 30%" من الضفة الغربية....