الأحد 11/مايو/2025

بصمات كلينتون في السجل الصهيوني..؟!

بصمات كلينتون في السجل الصهيوني..؟!

هي على ما يبدو زيارتها الأخيرة للدولة الصهيونية والمنطقة قبل أن تتنحى عن موقعها كوزيرة للخارجية الأمريكية قريباً جداً مع الانتخابات الأمريكية القريبة، لذلك أرادت كما هو واضح، أن تترك بصمتها في سجل الولاء والوفاء الأمريكي لـ”إسرائيل” وأمنها ووجودها ومستقبلها، ووفقاً للتقارير فقد كانت السيدة الأمريكية فرحة جداً حينما حطّت رحالها – الاثنين 16/7/2012 – في الكيان الصهيوني، متجاهلة حقائق الوجود العربي في فلسطين بجذوره وتاريخه وتراثه ونكبته، ومتجاهلة ذلك الإرهاب الصهيوني المفتوح منذ مطلع القرن الماضي.
لقد أطلقت كلينتون تصريحات كشرت فيها عن أنيابها الحقيقية ومزقت القناع عن وجهها ووجه السياسة الأمريكية المتحالفة وجودياً مع تلك الدولة المختلقة على أنقاض فلسطين، فكانت لتصريحاتها معان ودلالات، استراتيجية لصالح الكيان، فقالت بمنتهى الصراحة بعد لقائها رئيس الكيان شمعون بيريز في القدس المحتلة، “إن إيقاع التغيير السريع في الشرق الأوسط خلال اـلـ 18 شهراً الماضية خلق غموضاً بالنسبة لإسرائيل، لكنه خلق أيضاً “فرصة”، وقالت “إنه تغيير لتطوير أهدافنا المشتركة للأمن والاستقرار والسلام والديمقراطية”. وأضافت أن ذلك “يتطلب أصدقاء مثلنا يفكرون ويعملون معاً”، مؤكدة:”الوقت مناسب لتحقيق الأهداف الإسرائيلية الأمريكية في المنطقة”.
فيا لها من وزيرة لخارجية الولايات المتحدة الأمريكية العظمى التي لعبت دور “الوسيط في عملية المفاوضات والتسوية”..؟!
وهذه ليست المرة الأولى، فللسيدة كلينتون سجل طويل من المواقف والتصريحات التي غازلت فيها “إسرائيل” فوق جراحات النكبة الفلسطينية، كانت قالت بمناسبة الذكرى الـ 62 لإنشاء الكيان التي اعتبرتها فرصة للاحتفال “أمتنا لن تضعف أبداً في عزمها على حماية أمن إسرائيل وتعزيز مستقبل إسرائيل”، وشددت كلينتون في بيانها على أن “الولايات المتحدة ستظل إلى جانبكم تشاطركم مخاطركم وتساعدكم على حمل أعبائكم، بينما نواجه المستقبل معاً”، مضيفة “لدي التزام شخصي عميق تجاه إسرائيل، وكذلك يفعل الرئيس أوباما، امتنا لن تضعف أبداً في عزمها على حماية أمن إسرائيل وتعزيز مستقبل إسرائيل”، واعتبرت كلينتون “أن ذكرى قيام الدولة العبرية تمثل “فرصة للاحتفال بكل ما حققته إسرائيل ولإعادة التأكيد على الروابط التي توحد أمتينا، ألا وهي شراكتنا الاستراتيجية والقيم التي نتشاطرها وتطلعاتنا المشتركة -ا.ف.ب- 20/4/2010”.
وهكذا، تمزق وزيرة الخارجية الأمريكية كلينتون في تصريحاتها الأخيرة، القناع الذي غطى وجه الإدارة الأمريكية منذ انتخب أوباما رئيساً لأمريكا، وتسقط ورقة التوت الأخيرة عن عورة السياسة الأمريكية المخادعة، ليغدو الوجه الأمريكي اليوم في نهاية ولاية الرئيس أوباما الأولى أكثر من أي وقت مضى بلا قناع خاصة للذين روجوا ويروجون لرياح التغيير الأمريكية في عهد أوباما..!
فحينما تتبنى كلينتون الكيان بالكامل معلنة “أن الوقت مناسب لتحقيق الأهداف الإسرائيلية الأمريكية المشتركة” فما الذي يمكن أن يبقى لدى كل المراهنين على السياسة الأمريكية..؟!
تصوروا..!                              
ثم حينما تعتبر كلينتون “إن إيقاع التغيير في العالم العربي يشكل فرصة تاريخية لإسرائيل” إلا يبعث ذلك على التفكير والربط على سبيل المثال ما بين هذه الفرصة الصهيونية وما يجري في سورية من تدمير وخراب..؟!
الم يحن الوقت كي يستيقظ أولئك المراهنون على الإدارة الأمريكية، بعد هذا التراجع الهائل والجذري في المواقف الأمريكية في ظل الإدارة الأوبامية- الكلينتونية، بعد أن حكت خطابات أوباما على جرب العرب فيما يتعلق برياح التغيير الأمريكية الموعودة المرغوبة تجاه الصراع العربي- الإسرائيلي والتسوية المنشودة..!
إنه تحول وتراجع في الوعود والتعهدات والآمال، التي بثتها إدارة أوباما على مدى سنوات حكمها السابقة، فمن إنهاء معاناة الفلسطينيين وإقامة الدولة، إلى تجميد الاستيطان، إلى عدم اعتبار التجميد شرطاً مسبقاً، إلى صيغة نتنياهو في “كبح الاستيطان”، ثم إلى هذا الإعلان السافر لوزيرة الدبلوماسية الأمريكية التي لا تحكي دبلوماسية أبداً فيما يتعلق بفلسطين والصراع مع الكيان..!
فم الذي تبقى إذن من تلك الوعود والتعهدات والآمال..؟!
بالتأكيد إنها أكذوبة كبرى ومضيعة للوقت وفرص تاريخية لـ “إسرائيل” لبناء المزيد والمزيد من حقائق الأمر الواقع على الأرض العربية المحتلة، حتى لا يصبح بالإمكان مستقبلاً اقتلاع واجتثاث تلك الحقائق التي ستغدو أمراً واقعاً مكرساً راسخاً لن تجتثه سوى هزيمة إسرائيلية استراتيجية أمام العرب، الأمر الذي لا يبدو في الأفق العربي ..!
إذن.. إدارة الرئيس الأمريكي أوباما دفعت منذ بداية عهدها ضريبة كلامية إعلامية استهلاكية فقط للفلسطينيين والعرب، في الوقت الذي قدمت وتقدم فيه لنتنياهو و”إسرائيل” “الضمانات والوعود والأموال والأفعال والفيتو”، بينما “العصا الغليظة” من ضغوط وتهديدات بوقف المساعدات المالية للفلسطينيين في وجه السلطة والعرب ومن دون حتى أي جزرة ملموسة..! .
[email protected] 
 صحيفة العرب اليوم الأردنية

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات