تفاعلات غاضبة من لقاء شخصية عربية من النقب بوزير صهيوني

مشاركة رئيس المجلس الإقليمي للقرى غير المعترف بها في النقب، إبراهيم الوقيلي، في اجتماع شقيب السلام الذي حضره وزير الترحيل بني بيغن، كان القشة التي قسمت ظهر الجمل، على إثرها أعلن أعضاء مركزيون في المجلس حجب ثقتهم عن الوقيلي وأخرجوا ما في جعبتهم من اتهامات حول أسلوب إدارته للمجلس مما أشعل أزمة جدية في النقب.

وسط جدل صاخب وتبادل اتهامات أصدر عدد من الشخصيات الناشطة في النقب بيانًا تضمن اعلان حجب الثقة عن رئيس المجلس الإقليمي للقرى غير المعترف بها ابراهيم الوقيلي، وتضمن البيان تواقيع باسم سعيد العقبي نائب رئيس المجلس الاقليمي، وعطية الأعصم الرئيس الاول للمجلس، وحسين الرفايعة رئيس المجلس السابق، بالإضافة إلى قرابة 20 عضوا وقعوا على حجب الثقة.

وجاء في البيان: “ان المجلس الاقليمي للقرى غير المعترف بها في النقب مؤسسة وطنية اقيمت من اجل خدمة سكان القرى غير المعترف بها والعمل من اجلالاعتراف بهذه القرى على اماكن تواجدها وعلى ارضها. في الفترة الاخيرة أصبح عمل المجلس لا يخدم سكان القرى وقضيتهم وأصبح وضع المجلس في حالة صعبة جدًا مما حدا بأعضاء المجلس القيام بحجب الثقة عن رئيس المجلس ابراهيم الوقيلي للأسباب التالية:

1-عدم تحقيق أي انجاز للقرى غير المعترف بها .

2- مشاركة رئيس المجلس بمؤتمر السلطة الذي عقد في قرية شقيب السلام وبحضور الوزير بني بيغن المكلف بتنفيذ مخطط برافر-وسلطة تطوير البدو بعد ان تم الطلب من الجميع المقاطعه وعدم المشاركة في هذا المؤتمر.

3- عدم تشاوره مع رؤساء اللجان المحلية في أي امر من الاموروتعطيل اللجنة التنفيذية بشكل مطلق.

4- ادخال المجلس في ديون كبيرة رغم الدخل من الصناديق الداعمة.

5- عدم دفع الرواتب المستحقة للعمال .

6- عدم الشفافية في صرف الاموال والضبابية التي تحيط بذلك”.

وأعلن أعضاء المجلس بأنهم سيقومون بتشكيل طاقم يدير أمور المجلس لفترة زمنية معينة حتى يتم انتخاب رئيس جديد للمجلس.

حسين الرفايعة الرئيس السابق للمجلس الاقليمي اعتبر المجلس رمزًا لنضال النقب وقال: “من الواجب ان يكون المجلس في الخط  الأمامي الأول، إلا ان الرئيس الحالي ابراهيم الوقيلي بحضوره مؤتمر بيغن  في شقيب السلام يكون بذلك حضر أول مؤتمر لترحيل العرب، علمًا أنّ كل القيادات حذرت من حضور هذا اللقاء. الوقيلي حضر واستقبل ورحب بالوزير بيغن الامر الذي فاجأ الجميع”.

وتابع: “لقد حوّل الوقيلي المجلس إلى عشيرة  بعد أن طرد الجهاز المهني وأضحى المجلس دون موظفين، على ابراهيم ان يسلم المجلس بدون”شوشرة”وإلا سيضطر إلى تسليمه”، وحول تبادل الاتهامات، قال: “الجميع يعرف من الوطني ومن تعاون مع السلطة”..

عطية الاعصم الناشط وعضو المجلس الاقليمي، استعرض الأسباب الواردة في البيان لحجب الثقة عن ابراهيم الوقيلي وقال: “على ضوء فشل عمل الرئيس على مدار الفترة السابقة جاءت القشة التي قسمت ظهر الجمل، وأثارت الأمر لدرجة لم تعد تحتمل، خصوصًا لقاء الوقيلي بالوزير بيغن، علمًا أن هناك قرار وإجماع من القيادة والناس بعدم لقاء بيغن، والجميع قاطع هذا اللقاء الا أنه كان الوحيد الذي خرق الاجماع وشارك به، نحن نعتبر اليوم انه لايمثل المجلس ولا القرى غير المعترف بها”.

وأضاف: ” لقد وقع على البيان المذكور 26 من اعضاء المجلس، صحيح أن ثمانية أعضاء فقط حضروا الاجتماع الأسبوع الماضي لإقرار البيان، إلا أننا قمنا بزيارة كل الاعضاء ممن لم يتمكنوا من الحضور في بيوتهم وأطلعناهم على نص البيان ووقعوا جميعهم عليه”.

وحول إمكانية رفض الوقيلي التنحي من منصبه،  قال الأعصم: ” توجهنا وسنتوجه لكل المؤسسات الوطنية والصناديق الداعمة والجمعيات بعدم التعامل مع الوقيلي لأنه لا يمثل أحدًا كما سنتوجه لنفس الامر للجنة المتابعة العربية”، معتبرا أن “الخلاف ليس شخصيًا لأن المجلس للناس وقضاياهم”.

وتابع: “قررنا عقد اجتماع خاص الأسبوع القادم كي نختار لجنة مؤقتة لتصريف أعمال المجلس إلى حين يتسنى لنا انتخاب الرئيس الجديد”.

ابراهيم الوقيلي رد على الاتهامات وحول مشاركته بلقاء بيغن قال: “جاءت المشاركة بعد دعوة من رئيس مجلس شقيب السلام ولم نشارك إلا من أجل منع الترحيل والمطالبة بالاعتراف بالقرى غير المعترف بها”.

وأضاف أن “المجلس قام بعمل جبار وأفشل مخططات والامور واضحة وبعض الاخوة يعرفون ذلك، ومن يدعي ادعاءات غير صحيحة هم الذين ساوموا على 50%من أراضي النقب ويدعون الوطنية وبعضهم اول من فرط بالارض، وهؤلاء مدفوعون ومنبوذون ولن نسلم السلطة لإنسان لا يستحقها”.

يشار إلى أن العديد من النشطاء في النقب عبروا عن استيائهم من أداء الوقيلي، الا أن بعضهم فضل عدم التحدث عن الموضوع في هذه المرحلة إلى حين الإطلاع الكامل على ما جاء في البيان المذكور.

بانوراما، 15/7/2012