الإثنين 12/مايو/2025

الكيان الأكثر عنصرية

الكيان الأكثر عنصرية

روني كاسويلز وزير الاستخبارات الأسبق في جنوب إفريقيا، يعتبر “إسرائيل”، “النموذج الأكثر عنصرية ووحشية في العالم” في حديث موسع لفضائية الميادين بث مساء أمس الأول، الأول من تموز، وهو يستعرض أبعاد ومرتكزات التفرقة العنصرية في الكيان الصهيوني، والفرق بينها وبين جنوب إفريقيا في عهد “الابرتهايد” البائد.
شهادة كاسويلز تتسم بالجرأة والشجاعة والمصداقية، فهو أولاً يهودي، وزار كيان العدو بضع مرات، واجتمع بكبار المسؤولين في “إسرائيل”، ووقف على أساليبهم في التعامل مع الشعب الفلسطيني، والتي تتمحور كلها حول هدف رئيس: وهو طردهم من وطنهم، ومن هنا “فطريق الشعب الفلسطيني طريق طويل وشاق، وأطول من الطريق الذي سلكه شعب جنوب إفريقيا” في نضاله المرير للقضاء على التفرقة العنصرية، وإقامة دولة ديمقراطية حديثة، بقيادة المناضل الرمز نلسون مانديلا، صانع أكبر معجزة في إفريقيا، “معجزة التحرير والمصالحة والتسامح” فانتشل شعباً بكامله من الاقتتال والثارات والظلام والتمييز العنصري، وطوى صفحة الظلام الدامس التي لفّت جنوب إفريقيا، وشرع صفحة الحرية والكرامة والمساواة والعدالة.. وصفحة التسمامح كطريق وحيد لبناء الدولة المدنية الحديثة.
وزير استخبارات جنوب إفريقيا الأسبق يعتبر الكيان الإسرائيلي “مستوطنة صهيونية، قامت على سلب الأرض الفلسطينية من أصحابها بالقوة، وها هي تتحكم بالشعب الفلسطيني بالقوة” وتصادر حقه في الحرية وتقرير المصير، منتهكة حقوق الإنسان والقانون الدولي، على مسمع ومرأى العالم أجمع.
ولم يكتف بذلك بل استفاض في استعراض ما يتعرض له فلسطينيو 48 بالتفصيل، من واقع مشاهداته وزياراته المتكررة لكيان العدو، ليصل إلى نتيجة واحدة، تلخص الواقع المر”، يعاملون الفلسطينيين بعنصرية رهيبة ليس لها مثيل”.. فالقوانين والأنظمة والتشريعات كلها عنصرية، تهدف إلى التضييق عليهم، وحرمانهم من حقوقهم المدنية، وحقوقهم الإنسانية، إلى درجة أنها قامت بتغيير أسماء المدن والقرى والشوارع والجبال والسهول من العربية إلى العبرية، في أوسع عملية تزييف وتزوير للتاريخ.
شهادة كاسويلز هذه تؤكدها الحقائق والوقائع على الأرض، وتؤكدها شهادات أهلنا في الجليل والمثلث والنقب، وتؤكدها جرائم الاحتلال المستمرة لأكثر من ستة عقود ولا تزال تهدم القرى العربية في النقب والأغوار، وصادرت أغلبية الأراضي الزراعية، وحكمت على البقية الباقية بالعمل في مصانعه ومزارعه التي سرقها من الشعب الفلسطيني.
وفي هذا الصدد نذكر بحديث حنين الزعبي، النائب العربي في الكنيست في منتدى الدستور، والحقائق التي تدمغ العدو وأفعاله العنصرية، والتي وصلت قبل عام 67، إذ قام بتحويل البلدات والقرى العربية إلى معسكرات اعتقال، بإحاطتها بأسلاك شائكة، تمنع الخروج منها، أو الدخول إليها.
ورغم التطورات الأخيرة بعد مؤتمر مدريد، وما يسمى بعملية السلام، إلا أن نهج العدو العنصري لم يتغير، بل ازداد شراسة فقام بسن أكثر من “30” قانوناً عنصرياً، للتضييق على الفلسطينيين، منها عدم استذكار النكبة تحت طائلة العقوبات، إلى أن وصل الحقد الصهيوني مرحلة رفض تلاميذ مدرسة يهودية دخول المدرسة التي قبلت طالباً عربياً للدراسة فيها، لقد تحولت العنصرية إلى فاشية.
باختصار… عنصرية العدو ليست حدثاً عابراً، بل هو نهج يومي يمارسه ضد شعبنا لإجباره على الرحيل من وطنه، أمام مرأى ومسمع العالم، الذي يسمي نفسه حراً، وبخاصة واشنطن وحلفائها الأوروبيين، الذي يطأطئون الرؤوس أمام جرائم نتنياهو، ولكنهم يزلزلون الأرض تحت إقدام أي نظام عربي، أن حاول أن يخرج من بيت الطاعة.
[email protected]
صحيفة الدستور الأردنية

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

نتنياهو: سنضم 30% من الضفة الغربية

نتنياهو: سنضم 30% من الضفة الغربية

رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن تل أبيب "ستكون قادرة على ضمّ 30%" من الضفة الغربية....