الإثنين 12/مايو/2025

تقييم صهيوني لموجة التصعيد الأخيرة في قطاع غزة

تقييم صهيوني لموجة التصعيد الأخيرة في قطاع غزة

برزت في المؤسسة الأمنية الصهيونية دعوات للردّ على إطلاق الصواريخ باتجاه “إسرائيل”، لكن مصدرا أمنيا قال إن التقدير السائد في الجيش يفيد بأن الضغط الداخلي على حماس أعطى مؤشراته، وبالتالي قررت “التنفيس” على شاكلة نيران صاروخية في المدى القصير باتجاه قواعد الجيش، لعدم إعطاء “إسرائيل” ذريعة لردّ فعل قوي.

ودعت المحافل لضرورة السماح لحماس بالنزول عن الشجرة، لكن في حال تواصُل إطلاق الصواريخ، فإن سلة الأدوات كبيرة، وتسمح بضربة أليمة جداً لحماس، بحيث إنّ من الأفضل لها أن تزن خطواتها.

فيما لفتت محافل أمنية صهيونية إلى أن إعلان حماس مسؤوليتها عن إطلاق الصواريخ، للمرة الأولى منذ أكثر من سنة، يعكس تغييراً في الوضع، وبالتالي فإن وجهة التطورات في الأيام المقبلة ما زالت غير واضحة، وأكدت أن هذا الأمر أثار قلقاً في القيادة الصهيونية، خصوصاً أنه خلال الجولات السابقة عرف الطرفان كيف يكبحان النيران بسرعة نسبية، لمنع الانزلاق لمواجهة واسعة.

وأوضحت أن الجولة الأخيرة مرتبطة على ما يبدو، بنحو غير مباشر، بما يحدث على الحدود المصرية، وأن كل ذلك يجري على خلفية فوز الإخوان المسلمين في انتخابات الرئاسة. فيما زعمت ذات المحافل أن حماس فوجئت بقوة الرد الصهيوني، وأن قواعد اللعب غير المكتوبة تجيز لـ”إسرائيل” بأن تجبي ثمن مقتل جندي لها، لافتة إلى أنّ الوضع قابل للانفجار.

المراسل الصهيوني للشؤون العربية، آفي يسسخاروف، رأى أن الانتصار الذي يلوح  لممثل الاخوان المسلمين في الانتخابات الرئاسة المصرية، يمنح رجال حماس ريح إسناد، وإحساسا بان في القاهرة يوجد رئيس يعتبر “واحدا منهم”.

وأوضح بأن هناك عدة تطورات في النشاط العسكري لحماس منذ بدأت جولة العنف الاخيرة في الجنوب، خاصة وأن المرة الاخيرة التي كانت فيها حماس شريكا رسميا بنار الصواريخ في نيسان 2011، وحتى في المواجهة الاخيرة في شهر آذار بقيت حماس خارج المناوشة، وامتنعت عن الهجوم.

وأضاف: التطورات الميدانية الأخيرة أبرزت أن حماس تتصرف كجيش بكل معنى الكلمة: في الغالب، رجاله يوجهون النار نحو قواعد عسكرية، ولا يحاولون ضرب اهداف مدنية، ورجالها يقيدون أنفسهم بإطلاق الصواريخ نحو نطاق غلاف غزة، وليس نحو التجمعات السكانية الابعد مثل بئر السبع أو اسدود، ومع ذلك فان المنظمات الاخرى التي انضمت للنار تستهدف البلدات ايضا.

ويختم بالقول: اذا كانت امتنعت حماس حتى الان عن المشاركة في اطلاق النار نحو “إسرائيل”، فإنها في اليومين الاخيرين تعيد تحديد قواعد اللعب: فهي ستطلق الصواريخ، ولكن نحو أهداف عسكرية فقط، زاعماً أن هذا القرار ينبع من عدة أسباب:

* تعرضت الحركة الى انتقاد شديد في شهر اذار عندما لم تشارك في اطلاق الصواريخ، وأرادت هذه المرة أن تثبت أمام الجهاد الاسلامي، لجان المقاومة الشعبية وجهات تتماثل مع القاعدة، بأنها لا تزال منظمة “مقاومة”، يمكنها وتريد ان تواصل القتال. 

 * هذه الجولة التصعيدية هي محاولة لخلق ردع، ولذلك واضح أن حماس لا تريد تصعيدا واسعا، وتمتنع عن توسيع مدى اطلاق الصواريخ، حاليا على الاقل.

* بالنسبة لـ”اسرائيل”، يعد استئناف النار من جانب حماس سبب يدعو للقلق، لاسيما فقدان الردع الذي حققه الجيش في حملة الرصاص المصبوب، ومع ذلك فإن لديها كما حماس كل الاسباب للرغبة في الهدوء، وترك الموجة العنيفة هذه تمر.

من جهته، أكد مصدر عسكري صهيوني بأن الرد على حركة حماس خلال الجولة الأخيرة من القتال في الأيام الماضية “كان ضعيفاً، مشيراً إلى أن حماس غيرت من طريقة عمليها بصورة جعلت من الصعب على الجيش الصهيوني كشف صواريخها قبل إطلاقها، حيث تقوم الحركة بإطلاق الصواريخ من خلال حفر أعدت سلفاً، وعملية الإطلاق تتم بالتحكم عن بعد.

وأوضح المصدر أن حماس استخلصت العبر من المواجهات السابقة، وجربت خطتها العسكرية الجديدة ونظامها العسكري، لافتاً إلى وجود فوارق بين كل من “حماس” و”الجهاد الإسلامي”، كون “حماس” تظهر قدرة على التخطيط وعلى استخلاص العبر مما يجعل منها عدواً صعباً.

وأكد المصدر أن الرد الإسرائيلي المقيد سيشجع “حماس” على تصعيد الوضع من جديد، معتقداً بأن “حماس” بادرت للموجه الأخيرة من التصعيد لاعتقادها أن الجيش الصهيوني لن يجرؤ على رد عنيف في ظل التطورات السياسية في مصر.

القناة السابعة للمستوطنين، 25/6/2012

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات