قلق صهيوني من تغيير حماس لطريقة عملها تحول دون كشف صواريخها قبل إطلاقها

برزت في المؤسسة الأمنية الصهيونية دعوات للردّ على إطلاق الصواريخ باتجاه “إسرائيل”، لكن مصدرا أمنيا قال إن التقدير السائد في الجيش يفيد بأن الضغط الداخلي على حماس أعطى مؤشراته، وبالتالي قررت “التنفيس” على شاكلة نيران صاروخية في المدى القصير باتجاه قواعد الجيش، لعدم إعطاء “إسرائيل” ذريعة لردّ فعل قوي.
ودعت المحافل لضرورة السماح لحماس بالنزول عن الشجرة، لكن في حال تواصُل إطلاق الصواريخ، فإن سلة الأدوات كبيرة، وتسمح بضربة أليمة جداً لحماس، بحيث إنّ من الأفضل لها أن تزن خطواتها.
فيما لفتت محافل أمنية صهيونية إلى أن إعلان حماس مسؤوليتها عن إطلاق الصواريخ، للمرة الأولى منذ أكثر من سنة، يعكس تغييراً في الوضع، وبالتالي فإن وجهة التطورات في الأيام المقبلة ما زالت غير واضحة، وأكدت أن هذا الأمر أثار قلقاً في القيادة الصهيونية، خصوصاً أنه خلال الجولات السابقة عرف الطرفان كيف يكبحان النيران بسرعة نسبية، لمنع الانزلاق لمواجهة واسعة.
وأوضحت أن الجولة الأخيرة مرتبطة على ما يبدو، بنحو غير مباشر، بما يحدث على الحدود المصرية، وأن كل ذلك يجري على خلفية فوز الإخوان المسلمين في انتخابات الرئاسة. فيما زعمت ذات المحافل أن حماس فوجئت بقوة الرد الصهيوني، وأن قواعد اللعب غير المكتوبة تجيز لـ”إسرائيل” بأن تجبي ثمن مقتل جندي لها، لافتة إلى أنّ الوضع قابل للانفجار.
المراسل الصهيوني للشؤون العربية، آفي يسسخاروف، رأى أن الانتصار الذي يلوح لممثل الاخوان المسلمين في الانتخابات الرئاسة المصرية، يمنح رجال حماس ريح إسناد، وإحساسا بان في القاهرة يوجد رئيس يعتبر “واحدا منهم”.
وأوضح بأن هناك عدة تطورات في النشاط العسكري لحماس منذ بدأت جولة العنف الاخيرة في الجنوب، خاصة وأن المرة الاخيرة التي كانت فيها حماس شريكا رسميا بنار الصواريخ في نيسان 2011، وحتى في المواجهة الاخيرة في شهر آذار بقيت حماس خارج المناوشة، وامتنعت عن الهجوم.
وأضاف: التطورات الميدانية الأخيرة أبرزت أن حماس تتصرف كجيش بكل معنى الكلمة: في الغالب، رجاله يوجهون النار نحو قواعد عسكرية، ولا يحاولون ضرب اهداف مدنية، ورجالها يقيدون أنفسهم بإطلاق الصواريخ نحو نطاق غلاف غزة، وليس نحو التجمعات السكانية الابعد مثل بئر السبع أو اسدود، ومع ذلك فان المنظمات الاخرى التي انضمت للنار تستهدف البلدات ايضا.
ويختم بالقول: اذا كانت امتنعت حماس حتى الان عن المشاركة في اطلاق النار نحو “إسرائيل”، فإنها في اليومين الاخيرين تعيد تحديد قواعد اللعب: فهي ستطلق الصواريخ، ولكن نحو أهداف عسكرية فقط، زاعماً أن هذا القرار ينبع من عدة أسباب:
? تعرضت الحركة الى انتقاد شديد في شهر اذار عندما لم تشارك في اطلاق الصواريخ، وأرادت هذه المرة أن تثبت أمام الجهاد الاسلامي، لجان المقاومة الشعبية وجهات تتماثل مع القاعدة، بأنها لا تزال منظمة “مقاومة”، يمكنها وتريد ان تواصل القتال.
? هذه الجولة التصعيدية هي محاولة لخلق ردع، ولذلك واضح أن حماس لا تريد تصعيدا واسعا، وتمتنع عن توسيع مدى اطلاق الصواريخ، حاليا على الاقل.
? بالنسبة لـ”اسرائيل”، يعد استئناف النار من جانب حماس سبب يدعو للقلق، لاسيما فقدان الردع الذي حققه الجيش في حملة الرصاص المصبوب، ومع ذلك فإن لديها كما حماس كل الاسباب للرغبة في الهدوء، وترك الموجة العنيفة هذه تمر.
من جهته، أكد مصدر عسكري صهيوني بأن الرد على حركة حماس خلال الجولة الأخيرة من القتال في الأيام الماضية “كان ضعيفاً، مشيراً إلى أن حماس غيرت من طريقة عمليها بصورة جعلت من الصعب على الجيش الصهيوني كشف صواريخها قبل إطلاقها، حيث تقوم الحركة بإطلاق الصواريخ من خلال حفر أعدت سلفاً، وعملية الإطلاق تتم بالتحكم عن بعد.
وأوضح المصدر أن حماس استخلصت العبر من المواجهات السابقة، وجربت خطتها العسكرية الجديدة ونظامها العسكري، لافتاً إلى وجود فوارق بين كل من “حماس” و”الجهاد الإسلامي”، كون “حماس” تظهر قدرة على التخطيط وعلى استخلاص العبر مما يجعل منها عدواً صعباً.
وأكد المصدر أن الرد الإسرائيلي المقيد سيشجع “حماس” على تصعيد الوضع من جديد، معتقداً بأن “حماس” بادرت للموجه الأخيرة من التصعيد لاعتقادها أن الجيش الصهيوني لن يجرؤ على رد عنيف في ظل التطورات السياسية في مصر.
القناة السابعة للمستوطنين، 24/6/2012
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

الأورومتوسطي: إسرائيل تمارس حرب تجويع شرسة في قطاع غزة
غزة- المركز الفلسطيني للإعلام أكد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، أن الهجوم الإسرائيلي المتواصل والحصار الخانق والنقص الحاد في الإمدادات...

550 مسؤولا أمنيا إسرائيليا سابقا يطالبون ترامب بوقف الحرب بغزة
القدس المحتلة – المركز الفلسطيني للإعلام طالب مئات المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين السابقين الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالعمل على وقف الحرب في...

حماس تدعو للنفير لحماية الأقصى بعد محاولة ذبح القرابين
القدس المحتلة – حركة حماس قالت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إن محاولة المستوطنين ذبح قربان في المسجد الأقصى يعد تصعيداً خطيراً يستدعي النفير...

مؤسسات الأسرى: تصعيد ممنهج وجرائم مركّبة بحق الأسرى خلال نيسان الماضي
رام الله - المركز الفلسطيني للإعلام واصلت سلطات الاحتلال الإسرائيلي خلال شهر نيسان/ إبريل 2025 تنفيذ حملات اعتقال ممنهجة في محافظات الضفة الغربية،...

إضراب جماعي عن الطعام في جامعة بيرزيت إسنادًا لغزة
رام الله- المركز الفلسطيني للإعلام أضرب طلاب ومحاضرون وموظفون في جامعة بيرزيت، اليوم الاثنين، عن الطعام ليومٍ واحد، في خطوة رمزية تضامنية مع سكان...

القسام تفرج عن الجندي مزدوج الجنسية عيدان ألكساندر
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أفرجت كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، عند الساعة 6:30 من مساء اليوم...

خطيب الأقصى: إدخال القرابين يجب التصدي له بكل قوة
القدس – المركز الفلسطيني للإعلام استنكر خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري، محاولة يهود متطرفين إدخال قرابين إلى ساحات المسجد الأقصى، معتبراً أنه...