الكيان الصهيوني والجبهات الملتهبة

تتحدث الدراسة عن التهديدات التي تواجه إسرائيل من مختلف المناطق ابتداء من إيران والضفة الغربية، ومروراً بالقطاع غزة ومصر، وانتهاءً بمنطقة الجولان ولبنان، وتنقل الدراسة أقوال أربعة قادة إسرائيليين كبار ممن يعتبرون الذراع الأيمن لرئيس الأركان الإسرائيلي “بيني غانتس”.
سباق التسلح النووي الإيراني تحول دون شك لموضوع هام جداً في الأعوام الأخيرة، وباتت تطرح العديد من الأسئلة فمثلاً هل ستتم المهاجمة الآن أم خيار الانتظار هو الأفضل، وهل ستهاجم “إسرائيل” وحدها إيران أم ستشارك الولايات المتحدة في الهجوم.
وكم سيكون الثمن الذي ستدفعه “إسرائيل” مقابل هذا الهجوم؟ هذه فقط أسئلة بسيطة من مسألة كبيرة كهذه وذات وزن كبير كهذه، والتي تبدوا أنها تحولت الشغل الشاغل للمستوى العسكري الإسرائيلي.
ولكن الواقع اليومي الذي تعيشه معظم قوات الجيش الإسرائيلي مختلف كلياً، فهي لا تفكر بإيران التي تبعد عنها نحو 1600 كيلو متر، بل تفكر في الخطر الذي قد يكون قريباً جداً جداً، وهي حدود غزة ومصر، ونابلس، ومحور 60 ، ومنطقة “أفيفيم” وليس بعيداً عن معبر القنيطرة في هضبة الجولان.
في هذا السياق يتحدث ضباط العمليات للأربع قيادات في الجيش الإسرائيلي، ويفسرون التهديدات والتحديات التي يمكن أن تظهر في كل لحظة، لعبة العقول التي يديرونها لمنع عملية قادمة ضد “إسرائيل”.
هؤلاء الضباط في الثلاثينات من أعمارهم، وجميعهم كانوا قادة كتائب في ماضيهم وشغلوا مناصب إضافية قبل أن ينتقلوا إلى الذراع المهم والضالع في كل عملية تنفيذية في مناطقهم.
الضباط الأربعة هم:
– المقدم “غاي بيتون” قائد قسم العمليات في قيادة منطقة الجنوب،
– والمقدم “إيلان ديكشتاين ” قادة كتيبة الدورية في لواء جيفعاتي،
– والمقدم “نير برون” قائد قسم العمليات في قيادة الشمال وكان كقائد لكتيبة الخروب، وكان قائد كتيبة ناحشون،
– و”بار أون” قائد قسم العمليات في الجبهة الداخلية، وقد قاد كتيبة ” نتيسح يهودات، والمشهورة داخل لواء ناحال المتدين، قادة أقسام العمليات يعتبروا الذراع الأيمن لقائد المنطقة.* الضفة الغربية
المقدم “بار أون” يتحدث عن الواقع الأمني في مناطق الضفة الغربية ويقول:” المدن الفلسطينية في جميع أنحاء الضفة هادئ بصورة نسبية، حيث أنه لا يوجد أي عمليات.
وحتى الإغلاق الذي كان يفرض على المناطق المحتلة، تحول إلى أداة غير مستعملة، ومستوى القوات الإسرائيلية في المنطقة، هو متدني جداً منذ عقد من الزمن، وذلك على ضوء عمليات الجيش الإسرائيلي ضد البنية التحتية للإرهاب وبناء الجدار الأمني.
بالإضافة إلى التنسيق مع أجهزة الأمن الفلسطينية، ونحن موجودون في وقائع أمنية مختلفة تماماً بالمقارنة مع بداية العام 2000، ولكن لا يمكننا الاعتماد على هذا الهدوء، ففي كل لحظة تحاول المنظمات الإرهابية تطوير بينتها التحتية”.
وأضاف:” نحن نعمل جاهدين خلال الفترة الأخيرة، بخصوص موضوع منع خطف الجنود، وهذا موجود على جدول أعمالنا، وفي نهاية الأمر المسئولية ملقاة على عاتق الجندي، وفي الفترة الحالية، أحداث الخطف وحوادث إطلاق النار على الخطوط، هي المعضلة الكبرى في المنطقة، ونحن من خلال عمليات الاعتقال اليومية نحاول أن نمنع العمليات ضد إسرائيل”.
وتابع قائلاً:” في المقابل تواجه المنطقة أعمال شغب من نوع آخر، وهو قيام المستوطنين الإسرائيليين بعمليات باتت تعرف باسم عمليات “تدفيع الثمن” ضد الفلسطينيين والجيش الإسرائيلي، وهذا النوع من الأعمال آخذ بالانخفاض.
حيث أن الجيش الإسرائيلي ينوي التصدي لمثل هذه الأفعال، نحن لا نستطيع الوقوف، دون عمل حازم ضدهم، فالاعتداءات موجهة ضد الجيش الإسرائيلي و الفلسطينيون و الأملاك.
وأنا أتوقع أن يحدث في المستقبل القريب القادم، وعلى ضوء الإخلاءات مثل مغرون، ألبانا على سبيل المثال ارتفاع في مستوى أحداث ” تدفيع الثمن “.
* الجنوب الساخن
المقدم “بار أون” أنتقل في حديثة إلى منطقة أخرى تماماً حدود “إسرائيل” الجنوبية – مصر- الحاجز الأرضي الذي يبلغ طوله 230 كيلو متر بما فيها غلاف إيلات، والذي يمكن أن يحرف أنظار العناصر “الإرهابية” من نويبع إلى العقبة.
وبدوره أكمل المقدم ” بيتون” قائد قسم العمليات في قيادة الجنوب الحديث حيث انتهى المقدم “بار أون” وقال:” يمكننا أن نشاهد الحدود الحساسة مع مصر كحلبة تذكرنا بالجدار الإلكتروني على الحدود مع غزة، وهذا يمكن أن يكون مشابهة في شكل العمليات الإرهابية التي من الممكن أن تحدث من حيث وضع العبوات الناسفة وإطلاق النار.
أو محاولة التسلل للمساس بجنود الجيش الإسرائيلي، وعلى هذا فأن مهمتنا في هذا الوقت هو التنسيق بين العمل والجانب النظري في هذا الموضوع”.
وأضاف:” التغييرات على الحدود الغربية لم تبدأ في 18 أغسطس زمن الحادث الصعب بالقرب من منطقة نطافيم وإنما قبل عامين من هذا، واشتد في أعقاب الخطوات المختلفة ومنها سقوط النظام في مصر، واليوم كل منظمة إرهابية تريد أن توطد نفسها عبر فتح لها فرع في سيناء والعمل بالإرهاب من هناك.
والتقديرات هي أننا سنرى في المستقبل أوضاع مثل قطاع غزة، ولكن عزائنا في هذه المنطقة هو اتفاق السلام مع مصر، حيث أننا نلاحظ أنهم يقومون بعمل جهود، وحتى إن كان ليس كما نريد، ولكنه يبقى جهد جيد”.
* قطاع غزة
وتطرق “بيتون” خلال حديثة عن قطاع غزة بالقول:” إن حركة الجهاد الإسلامي والتي أطلقت معظم الصواريخ في الجولة الأخيرة، تقوي نفسها، وهناك من يقدر بأن قوتهم تضاهي حماس سواء في الجودة أو الكميات”.
وأضاف:” نحن هادئون ونعرف كيف نرد على ما يحدث من عمليات على الأرض، ولكن لا نستطيع أن نقول الشيء نفسه عما يحدث تحت الأرض، فالعمليات التي تحدث تحت الأرض والتي شاهدناها في عملية الرصاص المصبوب، هي مجرد طعم لما يمكن توقع مشاهدته في المواجهة القادمة”.
* الحدود الشمالية
وفي الطرف الثاني من “إسرائيل” وهي الحلبة الأكثر تحدياً للجيش الإسرائيلي في حالة مواجهة عسكرية، ففي الفترة الأخيرة لم يعد الجيش يقلق لما يمكن أن يحدث من لبنان، وإنما بات شغله الشاغل هو الأوضاع في سوريا، والتي تحولت إلى جهة مواجهة محتملة.
وليس التخوف من أن ألوية بشار الأسد، إنما في حال سقوط النظام السوري والذي يتهاوى بشكل تدريجي، من الممكن أن يظهر نظام يعمل ضد “إسرائيل”.
وبدوره تطرق المقدم “ديكشتاي” قائد قسم العمليات في المنطقة الشمالية إلى الحديث عن الأوضاع عن لبنان بالقول:” على الحلبة اللبنانية، حزب الله مستمر بخرق قرار مجلس الأمن 1701 والذي تم إقراره بعد حرب لبنان الثانية، وإن حزب الله يعتبر الآن جزءً من السلطة في لبنان، وهو يفهم أن كل عملية ضد “إسرائيل”، ستحظى برد يضعهم في وضع صعب في الدولة.
ومع ذلك فإن الجيش يقوم بعمليات أمن على الحدود الشمالية بما في ذلك المناورات المختلفة والتي تشابه سيناريوهات خطف جنود، ونحن من خلالها نحاول الحفاظ على نسبة الاستعداد العالي لدى جنودنا، نحن ليس لدينا أي نية لحرب، ولكن نحن ملزمون بأن نكون مستعدين”.
* الجبهة الداخلية
وفي ذات السياق قال المقدم “غاي” قائد قسم العمليات في قيادة الجبهة الداخلية:” نحن ننتظر طوال الوقت، كيف سنعد السكان لوضع المواجهة، وكيف سنوجد الوسائل الجيدة، وننقلها للمواطنين عن طريق الإرشادات في المدارس والتدريبات والتوجيهات”.
وأضاف:” إن الطريقة الوحيدة لفحص كيفية التصرف الجيد ساعات الطوارئ، هو التدرب على سيناريوهات بالتناسق مع السلطات المحلية، وإن التنسيق الجيد له أهمية كبيرة في زمن الطوارئ.
ونحن نرى بالتأكيد أن رؤساء المجالس يفهمون هذا الأمر ويستعدون لذلك، وعلى سبيل المثال هم ينشئون وحدات إنقاذ محلية، وجميع الاستعدادات المسبقة ستساعد جداً في الوقت الحقيقي”.
وأضاف:” إن قيادة الجبهة الداخلية تستعد في الأعوام الأخيرة وبشكل متناسق مع الواقع، وعلى سبيل المثال، فإنه تم تنظيم قوات الاحتياط التابعة لها، وإقامة كتيبتين نظاميتين جديدتين من أربع كتائب تم إنشاؤها”.
يديعوت أحرونوت، 20/6/2012
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

رفض حقوقي للخطة الأمريكية الإسرائيلية لتوزيع المساعدات في غزة
المركز الفلسطيني للإعلام عبر المركز الفلسطيني لحقوق الانسان عن رفضه التام للخطة الجديدة التي تروج لها الولايات المتحدة الأميركية، بالتنسيق مع دولة...

33 شهيدًا و94 إصابة بعدوان الاحتلال على غزة في 24 ساعة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية وصول 33 شهيدا، منهم 29 شهيدا جديدا، و4 شهيد انتشال)، و94 إصابة، إلى مستشفيات غزة خلال...

أبو عبيدة: الإفراج عن الجندي الأسير عيدان ألكساندر اليوم الاثنين
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلن أبو عبيدة، الناطق باسم كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، قرارها، الإفراج عن الجندي الصهيوني الذي يحمل...

16 شهيدا بينهم أطفال بمجزرة إسرائيلية في مدرسة تؤوي نازحين في جباليا
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مجزرة فجر اليوم الاثنين، بعدما استهدفت مدرسة تؤوي نازحين في جباليا البلد شمال غزة،...

تحذير أمني من تكرار جيش الاحتلال الاتصال بأهالي غزة وجمع معلومات عنهم
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام حذرت منصة أمن المقاومة (الحارس)، الأحد، من تكرار جيش الاحتلال أسلوبا خداعيا عبر الاتصال على المواطنين من أرقام تُظهر...

الزغاري: نرفض المساس بحقوق أسرانا وعائلاتهم
رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس جمعية "نادي الأسير الفلسطيني" الحقوقية، عبد الله الزغاري، إنّ صون كرامة أسرانا وحقوق عائلاتهم يشكّل...

الأورومتوسطي: حديث نتنياهو عن مواصلة هدم بيوت غزة نسخة معاصرة للتطهير العرقي
جنيف – المركز الفلسطيني للإعلام قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، إن حديث رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، عن أن "إسرائيل ستواصل تدمير بيوت...