الجمعة 09/مايو/2025

الهروب إلى الأمام

الهروب إلى الأمام

لم يتوقف المتابعون للشأن الفلسطيني، حول طروحات الرئيس الفلسطيني، بالعودة إلى الأمم المتحدة، للحصول على اعتراف دولي بدولة فلسطينية، على غرار نموذج الفاتيكان.
ورغم أن الكثيرين يعرفون لماذا يتجه إلى الأخذ بهذا النموذج، للتخفيف من الرفض الإسرائيلي والأميركي والأوروبي، إلا أنهم غير مقتنعين بذلك، ويصرون على حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولة كاملة السيادة، على أرضه المحتلة، وعاصمتها القدس الشريف، شأنه شأن كافة أمم الأرض، ويرفضون أنصاف الحلول، وسياسة الانتظار والتسويف، ومحاولات استجداء واشنطن، والتي ثبت فشلها على الصعيد العربي والدولي.
بداية نثمن الحراك السياسي المكثف للقيادة الفلسطينية، ولكن نعتقد أيضاً، أن هذا الحراك سيبقى ناقصاً، وتبقى نتائجه متواضعة جداً، إذا لم يكن مدعوماً بمقاومة شعبية عارمة، تؤرق العدو، وتعيد تذكيره بما نسي، أو تناسى، إن الشعب الفلسطيني لن ينسى حقوقه الوطنية والتاريخية في أرضه، وأنه مصر على العودة، وعلى إقامة الدولة، معتمداً على المقاومة المشروعة، كخيار لا بديل عنه، يدعمها ويؤازرها حراك دبلوماسي فاعل ونشط، يقوم على قاعدة عزل العدو الصهيوني، بكشف جرائمه، وإجراءاته العنصرية المتمثلة قي جرائم التطهير العرقي، التي مارسها، ولا يزال يمارسها على مدار الساعة، وخاصة في القدس المحتلة، متمثلة في هدم المنازل، ومصادرة الهويات، والاعتداءات الممنهجة على الأقصى، وقبة الصخرة المشرفة، وتجريف المقابر، وإقامة الكنس والحدائق التوراتية حول المسجد، لشطب الهوية العربية الإسلامية، وأخيراً المباشرة في إقامة الهيكل على بعد أمتار من باب المغاربة، ما يعتبر عدواناً سافراً على الأقصى، واستباحة عنصرية لحرمته وقداسته، فهو ثالث الحرمين الشريفين، التي لا تشد الرحال إلا إليها.
تعرف القيادة الفلسطينية قبل غيرها سبب فشل المفاوضات، وتعرف أن تغير المعادلة السائدة في المنطقة وفي العالم يستدعي العودة إلى بداية السطر، إلى المقاومة، ونذكر هذه القيادة أيضاً، وهي حتماً تتذكر بأن الثورات في العالم لم تنتصر بالاعتماد على الحراك السياسي وحده، ولكن انتصرت بفعل المقاومة التي أجبرت العدو على الجلوس على طاولة المفاوضات والتسليم بحق الشعوب في الحرية والاستقلال.
فالثورة الجزائرية أجبرت فرنسا على التسليم بحق الجزائر بالاستقلال، بعدما أثخنتها بالجراح، واضطرت قواتها إلى الانسحاب، وهي التي كانت تعتبرها جزءاً من فرنسا.
وأمريكا- كيسنجر فاوضت ثوار فيتنام في باريس الذين رفضوا وقف القتال، واضطرت واشنطن إلى التسليم بشروط الفيتكونغ، والهروب من المستنقع الفيتنامي، حيث لجأ سفيرهم في ذلك الحين إلى الهرب بطائرة هيلوكبتر، حطت على سطح السفارة.
باختصار… لن تجد المفاوضات وحدها نفعاً، ولو استمرت مئة عام، ولن يتنازل العدو عن شبر واحد من الأرض الفلسطينية إلا صاغراً، وعندما يدرك أن المقاومة قادرة على إيقاع الخسائر الباهظة في صفوفه، وهذا ما يفرض عل القيادة، أن تعيد الاعتبار للمقاومة، كشرط وحيد للبقاء وللتحرير ولإقامة الدولة، وسوى ذلك مزيد من الضياع.
[email protected]
صحيفة الدستور الأردنية

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

عشرات الآلاف يؤدون صلاة الجمعة في الأقصى

عشرات الآلاف يؤدون صلاة الجمعة في الأقصى

القدس المحتلة – المركز الفلسطيني للإعلام أدى عشرات آلاف الفلسطينيين صلاة الجمعة، في المسجد الأقصى المبارك وباحاته، وسط تشديدات وإجراءات مكثفة فرضتها...

1000 شهيد و6989 مصابًا في الضفة منذ 7 أكتوبر

1000 شهيد و6989 مصابًا في الضفة منذ 7 أكتوبر

رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام وثق مركز معلومات فلسطين "معطي" استشهاد 1000 فلسطيني في الضفة الغربية المحتلة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر...