الرمز الجيني للحركة الصهيونية..!

يوثق ناشط السلام الإسرائيلي في مقال نشر على موقع “كاونتر بنش” الامريكي27/5/2012، خلاصة تجربته ومعرفته بالأجندات الصهيونية الحقيقية، فيكشف النقاب على سبيل المثال عن “أن الآباء المؤسسين للصهيونية قد تبنوا شعاراً يقول “أرض بلا شعب لشعب بلا أرض” (وهو ما وضعه في وقت سابق مسيحي بريطاني صهيوني النزعة)، وهم يعتقدون أن أرض الميعاد خاوية على عروشها، لكنهم كانوا يعرفون أنه كان فيها شعب”، ويضيف: “الحركة الصهيونية لم تحصل على جواب صريح قط على تساؤلها الأساسي: كيف يمكن إقامة دولة يهودية في دولة يسكنها شعب آخر، ولا يزال التساؤل حتى اليوم من غير جواب”، ويكشف افنيري هنا ما أطلق عليه الرمز الجيني للحركة الصهيونية قائلاً: “لكن هذا لم يكن إلا ما يبدو على السطح، ففي مكان ما تحت السطح تجد الصهيونية الرد، وهو ما يتضح من تلقاء ذاته، بأنه لا حاجة إلى التفكير في الموضوع، وقلة كانت لها الشجاعة للإعراب عنه صراحة، إنه مكتوب في “الرمز الجيني للحركة الصهيونية، وبالتالي في وليدته دولة “إسرائيل”، وهذا الرمز يقول: دولة يهودية على كل أراضي “إسرائيل”، وبالتالي: معارضة كاملة لإقامة دولة فلسطينية – في أي وقت وفي أي مكان في البلاد وبأي ثمن”، ويردف افنيري: “وتبدو سياسة إسرائيل الصهيونية مثل نهر ينطلق نحو البحر، وعندما يواجه عقبة، يدور حولها، ينقسم الممر إلى اليمين والى اليسار، وأحياناً إلى الخلف، لكنه يحتفظ بتصميمه العجيب نحو الهدف، والهدف المطلوب هو قبول كل تنازل يمنحنا ما يمكننا أن نحصل عليه في أي مرحلة، ولكن من دون أن نحيد عن الهدف النهائي على الإطلاق، وهذه السياسة تسمح بالتنازل عن كل شي، إلا واحداً: دولة عربية فلسطينية تؤكد وجود شعب عربي فلسطيني”.
وفي الجوهر، فإن هذا الرمز الجيني للحركة الصهيونية إنما يعني تطهيراً عرقياً إبادياً شاملاً للوجود الفلسطيني، كي تغدو البلاد بلا شعب لشعب بلا أرض، وبينما يستخلص افنيري بأن “عملية التطهير العرقي، البديل لحل الدولتين، تبدو مستحيلة، وأن الهدف الرئيسي وصل إلى طريق مسدود”، فإن المشهد الماثل في هذه الأيام في فلسطين.. في مدنها وقراها وخربها وأمكنتها المختلفة، هو ذلك المشهد التدميري الذي لا يبقي ولا يذر من الأرض والعرب شيئاً..!
ما يعيدنا بداية إلى استحضار تلك الخطط التي عملوا بها ما قبل قيام دولتهم، فحسب الدكتور “ايلان بابيه” فقد وضعت الصهيونية خطة مكتوبة للتطهير العرقي في فلسطين قبل النكبة بسنوات تم تطويرها مع الوقت إلى أن تبلورت نهائياً فيما يعرف بـ”الخطة – د-“.
ففي سياق مخططها الاستراتيجي للسطو على فلسطين بغية إقامة الدولة الصهيونية، كانت الحركة الصهيونية –بتنظيماتها العسكرية الإرهابية العديدة آنذاك – قد تبنت ما أطلقوا عليها الخطة – ج- التي نصت بوضوح على ما ستشتمل عليه الأعمال الإجرامية ضد العرب من ضمن ما نصت عليه- وكنا قد وثقناها في مقال سابق ونستحضرها مرة أخرى للتذكير-:
قتل القيادات السياسية الفلسطينية، قتل المحرضين الفلسطينيين ومن يدعمونهم مالياً، قتل الفلسطينيين الذين يعملون ضد اليهود، قتل ضباط ومسؤولين كبار كانوا يعملون مع سلطات الانتداب، تخريب المواصلات الفلسطينية، تخريب موارد العيش الفلسطينية: آبار المياه، الطواحين…إلخ، مهاجمة القرى الفلسطينية المجاورة التي يحتمل أن تساعد في الهجمات في المستقبل، مهاجمة النوادي الفلسطينية، والمقاهي، وأماكن التجمع… الخ.
وبعدها عمدت الصهيونية إلى تطوير الخطة -ج- وقامت بصياغة جديدة للخطة الأخيرة خلال أشهر قليلة أطلقت عليها الخطة – د- ، وهي الخطة التي قررت مصير العرب داخل المنطقة التي كان زعماء الحركة الصهيونية يتطلعون إلى إقامة دولتهم اليهودية المقبلة عليها.
وكما وُثق لاحقاً، فمنذ الإعلان عن قرار التقسيم الصادر في 29 تشرين الثاني 1947، تم الإفراج عن الخطة “د” لوضعها موضع التنفيذ، بعد إقرارها – نهائياً- من قبل قيادة الهاغانا في 10 آذار 1948، وكانت تقضي، كما اعترف الجنرال “يادين” في مقابلة مع صحيفة “حداشوت” في “كانون الأول 1985، بـ “تدمير القرى العربية المجاورة للمستعمرات اليهودية، وطرد سكانها”…. أما “بن غوريون” فقد أصدر، كما هو مدون في يومياته، أمراً في 19 كانون الأول 1947 يقضي بأن “كل هجوم يجب أن يكون ضربة قاضية تؤدي إلى تدمير البيوت وطرد سكانها”…. وما بين الأمس.. أمس النكبة والتهجير والتهديم والمجازر، واليوم، نتابع البلدوزر الصهيوني كيف يواصل مهمته التي لم تنجز من وجهة نظرهم..!
فمن العراقيب في النقب العربي المحتل في أقصى الجنوب الفلسطيني، مروراً بيطا الخليلية، وصولاً إلى طانا الواقعة على مقربة من نابلس شمالي الضفة الغربية.. تلك هي المساحة التي تتحرك فيها وعليها بلدوزرات الهدم والتدمير والتخريب والتهجير الصهيونية، بلا توقف أو كلل، فالهدف الكبير لديهم كان منذ ما قبل إقامة دولتهم، وما زال سارياً إلى اليوم هو: هدم وتدمير وتنظيف الأرض من معالمها وأهلها وتمهيدها للتهويد الشامل بلا عرب.
[email protected]
صحيفة العرب اليوم الأردنية
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

حماس: اغتيال المقاومين في الضفة لن يزيد شبابها الثائر إلا مزيداً من الإصرار على المواجهة
الضفة الغربية – المركز الفلسطيني للإعلام أكدت حركة حماس أن سياسة الاحتلال الصهيوني باغتيال المقاومين وتصعيد استهدافه لأبناء شعبنا في الضفة الغربية؛...

الأمم المتحدة تحذّر من استخدام المساعدات في غزة كـ”طُعم” لتهجير السكان
المركز الفلسطيني للإعلام حذّرت هيئات الأمم المتحدة من مخاطر استخدام المساعدات الإنسانية في قطاع غزة كوسيلة للضغط على السكان ودفعهم قسرًا للنزوح، مع...

الإعلامي الحكومي: الاحتلال يُهندس مجاعة تفتك بالمدنيين
المركز الفلسطيني للإعلام قال المكتب الإعلامي الحكومي، إن سلطات الاحتلال "الإسرائيلي" تواصل ارتكاب جريمة منظمة بحق أكثر من 2.4 مليون مدني في قطاع...

حماس تردّ على اتهامات السفير الأمريكي: أكاذيب مكررة لتبرير التجويع والتهجير
المركز الفلسطيني للإعلام رفضت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) تصريحات السفير الأمريكي لدى الاحتلال، مايك هاكابي، التي اتهم فيها الحركة بالتحكّم...

شهيدان باستهداف الاحتلال في نابلس
نابلس - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد مقاومان بعد خوضه اشتباكاً مسلحاً - مساء الجمعة- مع قوات الاحتلال الصهيوني التي حاصرته في منزل بمنطقة عين...

حماس تثمّن قرار اتحاد نقابات عمال النرويج بمقاطعة الاحتلال
المركز الفلسطيني للإعلام ثمنت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) قرار اتحاد نقابات عمال النرويج بمقاطعة الاحتلال الصهيوني وحظر التجارة والاستثمار مع...

صاروخ من اليمن يعلق الطيران بمطار بن غوريون
المركز الفلسطيني للإعلام توقفت حركة الطيران بشكل مؤقت في مطار بن غوريون، بعد صاروخ يمني عصر اليوم الجمعة، تسبب بلجوء ملايين الإسرائيليين إلى...