السبت 10/مايو/2025

إسرائيل تخرق اتفاقية الأسرى

إسرائيل تخرق اتفاقية الأسرى

ما كاد حبر الاتفاقية الإسرائيلية مع الأسرى الفلسطينيين وبرعاية مصرية يجف، حتى قامت الدولة الصهيونية بتمديد الاعتقال الإداري لعشرات من الأسرى الفلسطينيين في سجونها وتم اعتقال عديدين أيضاً وتوقيفهم إدارياً وبذلك ضربت عرض الحائط بتعهداتها ومنها وقف قانون الاعتقال الإداري.
معروف أنه وفي 14 مايو الماضي علّق 1500 أسير فلسطيني إضراباً عن الطعام لمدة 28 يوماً بموجب الاتفاق الذي تم، وتضمن استجابة “إسرائيل” لغالبية مطالبهم بخصوص إنهاء العزل الانفرادي وعدم تمديد الاعتقال الإداري والسماح لأهالي أسرى قطاع غزة بزيارة أبنائهم المعتقلين، إلا أن ثلاثة أسرى هم محمود السرسك المضرب عن الطعام منذ (88) يوماً وأكرم الريخاوي المضرب عن الطعام منذ (88) يوماً وسامر البرق المضرب عن الطعام منذ (40) يوماً (المدد عند كتابة هذا المقال) واصلوا إضرابهم عن الطعام مطالبين بالإفراج الفوري عنهم. لقد ساءت أحوال المعتقلين الثلاثة،وتم نقل الأسير السرسك إلى مستشفى”آساف هارفيه” وهو المعتقل إدارياً منذ عام 2009.
على صعيد آخر، اقتحمت سلطات الاحتلال الإسرائيلي سجن”ريمون” فقامت قوات كبيرة من الوحدات الخاصة المخصصة لقمع الأسرى بالتنكيل بالأسرى الفلسطينيين مستخدمةً القنابل المسيلة للدموع والهراوات وحاصرت تحديداً القسم 4 الذي يقبع بداخله 120 معتقلاً مما أدى إلى إصابة العشرات بحالات اختناق وإصابات مختلفة جرّاء الاعتداء عليهم بوحشية أيضاً قامت قوات الاحتلال باقتحام سجن نفحة الصحراوي مما أدى إلى إصابة 61 أسيراً فلسطينياً بإصابات مختلفة.
اقتحام القوات الصهيونية لسجون الأسرى الفلسطينيين هو عملية انتقام من الحركة الأسيرة لخوضها معركة الأمعاء الخاوية،وهو محاولة لإرهاب الأسرى الذين لا يملكون من أدوات يردون بها على المقتحمين سوى إرادتهم وأياديهم ليس إلا.
الإسرائيليون وبعد أن أثبت الأسرى الفلسطينيون وحدتهم الوطنية وإرادتهم الصلبة رغم انقسام الخارج يحاولون زعزعة الروح الوطنية الصامدة للأسرى في وجه الاحتلال.
لقد حول الأسرى الفلسطينيون تجربة السجن والاعتقال إلى محطة تحفيز وطني مهمة، حيث يخرجون من المعتقلات وهم أشد صلابة وأعمق انتماءً لشعبهم ولقضيتهم الوطنية.
إسرائيل وفي الاتفاق ما قبل الأخير مع الأسرى،والذي تم أيضاً برعاية مصرية، وتعهدت فيه بإنهاء العزل الانفرادي لم تقم بتطبيق ما تم الاتفاق عليه، الأمر الذي حدا بالمعتقلين إلى القيام بإضراب جديد.أيضاً لم تنفذ سلطات الاحتلال الصهيوني ما جاء في الاتفاق الموقع بين الطرفين، الأمر الذي يشي باحتمال عودتها إلى سياسة العزل الانفرادي تماماً كما لم تلتزم ببند وقف الاعتقال الإداري وعدم تجديده لأي معتقل.
“إسرائيل” التي تخرق قرارات الأمم المتحدة حول الحقوق الفلسطينية، والتي لا تلتزم باتفاقيات جنيف ولا بمواثيق حقوق الإنسان تحت الاحتلال وفي المعتقلات، والتي رفضت تنفيذ قرار محكمة العدل العليا في لاهاي بوقف بناء الجدار العنصري العازل وإزالة ما تم بناؤه، هي نفس “إسرائيل” التي تخرق عن سبق وإصرار المواثيق الدولية بشأن حقوق المعتقلين الفلسطينيين لديها، وهي نفس الدولة الوحيدة في العالم لا تزال تعتقل الفلسطينيين وتوقفهم لسنوات بموجب قانون فاشي ظالم أخذته من مخلفات الاحتلال البريطاني لفلسطين، والذي تم إلغاؤه في كافة الدول التي عملت بموجبه، هي نفس “إسرائيل” التي تطلق عليها الولايات المتحدة والدول الغربية “الدولة الديمقراطية” ويتم اعتبارها “واحة للديمقراطية في الشرق الأوسط”!.
رغم تلك الصورة، فإن بعض المنظمات الدولية تتبنى العدالة ومنها منظمة العفو الدولية التي أصدرت تقريراً طالبت فيه: “أن تكف إسرائيل عن الاعتقال الإداري” كونه وسيلة لقمع نشاطات مشروعة وغير عنيفة… واستطردت… يتعرض الفلسطينيون داخل السجون الإسرائيلية للتعذيب وممارسات أخرى خلال التحقيق معهم، وهي ممارسات قاسية ومهينةً”.
هذا التقرير الدولي يفضح الانتهاكات المتعددة التي تمارسها إسرائيل بحق الأسرى الفلسطينيين،مما يستوجب خطوات عملية وفورية من “إسرائيل” لتنفيذ توصيات المنظمة وأهمها الإفراج عنهم “ولكن لا حياة لمن تنادي”، فالاعتقال الإداري يتم من جديد وهو يستعمل عندما لا تمتلك سلطات الاحتلال تهمة توجهها للمعتقل لكي تتم محاكمته، بمعنى آخر فإن هذا التوقيف الذي قد يمتد لعشرات السنين هو توقيف ظالم تماماً.
المسألة الأخرى التي يتوجب أن ينتبه إليها الفلسطينيون والعرب وأصدقاؤهم على الصعيد العالمي ومنظماتهم الحقوقية والمعنيون منهم: هو ضرورة ملاحقة المسؤولين الإسرائيليين ليس فقط الذي يرتكبون جرائم حرب ضد الإنسانية ولكن أولئك الذي يخالفون القوانين الدولية، من مسؤولين عن سلطة السجون ورجال أجهزة الأمن (المعروفون منهم بالطبع) فهؤلاء أيضاً يرتكبون مخالفات ضد الإنسانية بل يرتكبون جرائم.
واجبنا الوطني والقومي والإنساني أن ننقل معاناة الأسرى الفلسطينيين إلى الساحة الدولية وأن نعمل من أجل نُصرتهم والوقوف مع قضيتهم، والتحية كل التحية لصمودهم الباسل.
كاتب فلسطيني
صحيفة الوطن العمانية

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات