الجمعة 09/مايو/2025

استهداف حماس إعلامياً.. معان ودلالات

استهداف حماس إعلامياً.. معان ودلالات

استهداف حركة حماس من قبل بعض الأقلام الصفراء في الإعلام المصري، والادعاء تارة بتسلل عناصر منها إلى سيناء تمهيداً لاحتلالها، وتارة أخرى بمسؤولية لها عن أحداث في ميدان التحرير إبان ثورة الربيع المصري، وغيرها من الافتراءات التي تتفتق عنها ذهنية رموز النظام السابق التي تسعى للانقلاب الكامل على مكتسبات الثورة المصرية، يؤكد أن تلك الرموز المدعومة بقوة لا تسعى لإعادة إنتاج النظام السابق سياسياً بل وثقافياً وإعلامياً، ولتجريد الثورة من وجهها الناصع ولينطبق على الشعب المصري المثل القائل «كأنك يا بو زيد ما غزيت».
إن ما يدحض تلك الافتراءات ليس وجود سيادة حقيقية على سيناء، فهي ومنذ اتفاقيات كامب ديفد منقوصة السيادة المصرية، وتخضع لشروط صهيونية جائرة، لكن لأن حماس لا تخوض حرباً بالإنابة أو تقوم بثورة بديلة أو تتدخل في شؤون دولة شقيقة، لقد آلت حماس على نفسها ومنذ انطلاقتها أن ينحصر جهادها على الأرض الفلسطينية، وهي تفتخر بأن انطلاقتها جاءت من الداخل الفلسطيني على عكس فصائل العمل الوطني الفلسطيني كافة، وترفض التخلي عن هذا الامتياز الوطني بالانشغال في ساحات مجاورة أو دول أخرى تؤمن بأن القوى الشعبية الحية فيها هي القادرة على إنجاز التغيير والحرية الحقيقية فيها.
اتهام حماس من قبل تلك الأقلام الصفراء يعود لسببين أولهما انحياز حماس للخيار الشعبي في بلدان الربيع العربي، وثانيهما الدعم المادي اللا محدود من قبل الولايات المتحدة والكيان الصهيوني لإعادة إنتاج الحصار على قطاع غزة، والذي بدأ يتصدع بعد ثورات الربيع العربي، والحملات العربية والأممية لكسر الحصار اللاإنساني على القطاع، والدعم القطري المشرف لإعادة إضاءة فضاء غزة وإمداده بالوقود خاصة مع اقتراب الصيف،.. وتبرير سياسة النظام البائد في المشاركة بجريمة الحصار من خلال مواصلة إغلاق معبر رفح والتضييق على الشعب الفلسطيني في القطاع.
نحن نعيش هذه الأيام مرحلة الإعادة للانتخابات المصرية ومن الطبيعي أن قوى الثورة المضادة قد جندت كل قدراتها على الكذب والافتراء وتزييف الحقائق للتأثير على هذه النتائج على أمل أن توسع منافذها للعودة إلى الهيمنة على الشعب المصري ومقدراته، فقد كانت هذه القوى تتغذى من حالة الفساد التي أنتجها النظام السابق على أكتاف الشعب المصري وآلامه ومعاناته، وللحقيقة فإن المخاوف مشروعة من أن تؤدي ممارسات هذه القوى الظلامية إلى انتشار فوضى مدمرة، نسأل الله سبحانه وتعالى أن يجنب الشعب المصري ويلاتها.
إن الضمانة الحقيقية لاستقرار الشعب المصري هي إنجاز أهداف ثورته الشعبية، ومن ضمنها التخلص من حالة التبعية المفرطة المذلة للولايات المتحدة والكيان الصهيوني اقتصادياً وسياسياً، وإرساء الديمقراطية الحقيقية،ودون ذلك فإن الحراك الشعبي سيعيد إنتاج نفسه في مواجهة محاولات قوى الثورة المضادة إحياء النظام البائد، رغم كل تهديدات المجلس العسكري التي تضمنها بيانه الأخير قبيل مرحلة الإعادة.
صحيفة الوطن القطرية 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

شهيدان باستهداف الاحتلال في نابلس

شهيدان باستهداف الاحتلال في نابلس

نابلس - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد مقاومان بعد خوضه اشتباكاً مسلحاً - مساء الجمعة- مع قوات الاحتلال الصهيوني التي حاصرته في منزل بمنطقة عين...