محاولات لاحتواء التوتر في مخيم نهر البارد شمال لبنان

تحاول الفصائل الفلسطينية والقوى الأمنية اللبنانية احتواء الأزمة في مخيم نهر البارد بعد مقتل شاب فلسطيني وجرح خمسة آخرين.
 وفي التفاصيل أن دورية للجيش اللبناني أوقفت شاباً فلسطينياً، يُدعى محمد الوحش، يركب دراجة نارية، وجرى تلاسن بين الوحش وضابـط على إثر توجيه إهانات للوحش، أعقبه ضـرب الأخير ضرباً مبرحاً ببندقية حربيـة. 
وأضاف مراسلنا في لبنان أن  تكرار استفزازات الأهالي في الفترة الأخيرة دفعت سكان المخيم إلى الاحتجاج، والتظاهر داخل المخيم، وقطع الطرقات، والاعتصام، حتى تتوقف الإهانات المتكررة بحق السكان، سواء على الحواجز المحيطة في المخيم، أو في داخلهن مفيدا أن الجيش اللبناني سارع إلى إطلاق النار على المحتجين، ما أدّى إلى مقتل محمد قاسم (18 عاماً)، وجرح خمسة آخرين من سكان المخيم، أحدهم في حالة حرجة. 
وفي الحال سيطرت حالة من الغضب الشديد على الأهالي الذين خرجوا إلى شوارع وأزقة المخيم مطالبين بمعاقبة الفاعلين، ورفع الحالة الأمنية المستمرة منذ حوالى خمس سنوات، وإطلاق سراح المعتقلين على إثر هذا الحادث. قيادة الفصائل في المخيم سارعت إلى عقد لقاءين مع قيادة الجيش اللبناني في المنطقة، واتُفق على إثرها على انسحاب عناصر الجيش اللبناني من المخيم، وإطلاق سراح المعتقلين البالغ عددهم 13 معتقلاً (أُطلق سراحهم لاحقاً). وطالبت الفصائل بإجراء تحقيق جدّي لتحديد المسؤوليات، ومعاقبة المتورّطين. 
ومع كتابة هذا التقرير ما تزال الاجتماعات منعقدة بين قيادة الفصائل الفلسطينية في لبنان وقيادة الجيش اللبناني. وصرّح مصدر مطّلع من مخيم نهر البارد لـ “المركز الفلسطيني للإعلام” أن حالة من الغليان تسود المخيم، وأن التظاهرات لم تهدأ، مقتربة من حواجز الجيش اللبناني. 
وأضاف المصدر أن الفصائل الفلسطينية طالما نبهت الأجهزة الأمنية من أن الحالة الأمنية حول المخيم وفي داخله ستولّد انفجاراً يصيب بشظاياه الجميع، وعلى هذه الأجهزة أن تتعظ من القبضة الأمنية التي كانت سائدة قبل عام 1969، وما انتهت إليه. وختم المصدر بالقول “إن ما جرى يجب أن يكون فرصة للأجهزة الأمنية اللبنانية لمراجعة مواقفها من خنق بعض المخيمات، وما يجرّه ذلك من تداعيات على العلاقة اللبنانية الفلسطينية، والوضع الأمني في لبنان”.